المنبرالحر

صورتان وثالثة متخيلة / جاسم الحلفي


الصورة الأولى: أناديكم واشد على أياديكم
هاهم أبناء قواتنا المسلحة، بكل صنوفها، ومختلف قطاعاتها، وتنوع تشكيلاتها، يخوضون معارك فاصلة، يسترجعون حواضر العراق التي استباحتها عصابات الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابية، ويعيدون الحرية التي صادرتها هذه العصابات الظلامية، ويعيدون للمؤسسة العسكرية هيبتها التي أطاح بها الفاسدون الذين لاذوا بالفرار تاركين العراقيات والعراقيين في المدن المستباحة لقلوب متحجرة ليس للرحمة فيها مكان.
ها هم يتقدمون في انتصاراتهم يكتشفون ان قوى الإرهاب اجبن مما يتصور البعض عن بأس الدواعش وشجاعتهم. فهم يفرون كالجرذان أمام تقدم قواتنا المسلحة التي امتازت في هذه المعارك بالشجاعة والبسالة والإقدام.
للمقاتلين الذين يصنعون للعراق هذا النصر، ويعملون على عودة الاطمئنان الى قلوب أبناء مناطقنا التي تحررت من دنس الإرهاب وفجوره، اردد مقطعا من شعر توفيق زياد: «أناديكم. أشد على أياديكم.. أبوس الأرض تحت نعالكم. وأقول: أفديكم. وأهديكم ضيا عيني. ودفء القلب أعطيكم».
الصورة الثانية: محنة النازحين توحدنا
من أقوى الصور التي عبرت عن روح التضامن مع النازحين العراقيين، تلك الوقفة التي جرت السبت الماضي تحت نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد، والتي امتازت بحضور جيد، وأسهم فيه عدد من السيدات النازحات، اللواتي عبرن بشكل موجع عن محنتهن، وأكدن ان الحل الجذري لمشاكل النازحين يكمن في تأمين عودتهم امنين الى بيوتهم.
لكن الغريب في الأمر، هو التغطية الإعلامية التي كادت ان تكون معدومة، رغم الحضور المكثف لمراسلي الفضائيات وكامراتهم، كما لم تتطرق صحف مهمة لهذه الوقفة رغم حضور ابرز محرريها واشتراكهم في النشاط.
يبدو ان محنة أكثر من مليوني نازح يعانون ويحتاجون كل أنواع الدعم والإسناد، لا تشكل أولوية للإعلام في العراق!
الصورة الثالثة: صورة متخيلة
تنطلق اليوم الخميس المصادف 5 آذار، وللمرة الثالثة على التوالي، فعاليات مهرجان (طريق الشعب)، بمشاركة اغلب الصحف العراقية، وعدد من وسائل الإعلام الاخرى.
وحين تطلع على برنامج المهرجان وتعدد أنشطته الفكرية والإعلامية والفنية، فضلا عن انه سيكون تجمعاً مدنياً واسعاً، وكرنفالاً للفرح واللقاءات الجميلة، ترى اننا نواصل صناعة الفرح. وتقول لنفسك كم هم حريصون ومخلصون من يخططون ويعملون على فتح كوة من الأمل المشع بالجمال والدعة والهدوء وراحة البال؟ العراق جميل بمدنيته التي نسعى الى ترسيخها، رغم كل الخراب الذي أريد له ان يكون عميما.