المنبرالحر

أطلقوا سراح الشوارع! / طه رشيد

بادرت القوات الأمنية في بغداد الى التعامل الحسن والحضاري مع المتظاهرين في الآونة الأخيرة، وهي بادرة حسن نية تشكر عليها، وهذا لا يمنع من مواصلة التحقيق في ما قامت به قوات أمنية اخرى في المحافظات وخاصة في البصرة، حيث سالت فيها دماء زكية عل مذبح الدفاع عن « الخدمات» ! وعلى اثر انطلاق تظاهرات الجمعة الماضية في بغداد بادر رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في خطابه الى الاشادة بالمتظاهرين وبحسن تنظيم التظاهرة التي لم تحدث فيها تجاوزات تذكر. وأشاد أيضا بسلوك قوى الأمن وتعاونها مع المتظاهرين..
وهذه الإشادة فيها دلالة على تفهم المسؤول الأول في الحكومة لأحقية المواطن بالتظاهر، وهو حق يكفله الدستور العراقي. والدلالة الأخرى هي اعتراف الحكومة بتلكؤها في تقديم الخدمات الضرورية من كهرباء وماء وخدمات صحية وانجاز البنى التحتية التي تمس بالدرجة الأولى حياة المواطن صاحب المصلحة الحقيقية باي تغيير إيجابي.
ومن الملاحظ أن التظاهرات التي جرت الجمعة الماضية في ساحة التحرير قد ابتعدت تماما عن التسقيط السياسي، ولم نسمع هتافات من قبيل «يسقط أو يعيش أو ارحل» بل كانت هتافات تطالب بتحسين الخدمات وهو ما يتفق وطموحات رئيس الوزراء الذي حذر من بعض أصحاب النفوس الضعيفة الذي يحاولون تخريب جهود المتظاهرين والتصيد في الماء العكر من أجل توتير الجو بين الحكومة والمواطنين خدمة لأهداف ساسية وحزبية ضيقة!
من جانبنا نسجل قضية سلبية أقدمت عليها السلطات الأمنية قبل التظاهرات، وهي قطع الطرق لا في محيط ساحة التحرير بل امتد ذلك إلى الكرخ من جهة وفي عمق الرصافة بعيدا عن الساحة من جهة أخرى. وإذا كان من الضروري غلق جسر الجمهورية المؤدي إلى الساحة فلم تغلق بقية الجسور بين ضفتي الكرخ والرصافة؟ ولكي يكون حسن النية في محله، نعتقد أن على قوى الأمن الداخلي وشرطة المرور والقوى الأمنية أن تسهم في تسهيل وصول المواطنين الى الساحة غدا.. لأن خروج هؤلاء المواطنين في تظاهرات بهذا الجو الجهنمي هو ليس دفاعاً عن حقوقهم فقط بل هو دفاع وتزكية لدولة قانون تحترم حق الإنسان في عيش كريم وتسعى اليه.
ان اعتقال الشوارع وحجزها بالمدججين بالسلاح لا ينسجم مع السلوك الديمقراطي الذي تراجع كثيرا في عهد الحكومات السابقة.
دعونا نكون احرارا لكي لا يشمت بنا أبناء داعش وامثالها.