المنبرالحر

في صلب التظاهرات .. شيطان التفاصيل / شاكر عبد جابر

صدمة ورعب، هكذا فعلت التظاهرات بمجلس النواب حتى رأيناه يصوت وبأجماع كبير على بعض مما لم نكن نتوقعه قبل 31 تموز الماضي، مثل إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس الوزراء، وفيما بعد اقرار قانون العمل، وقانون الاحزاب، القانونين اللذين ظلا كل هذه السنين الطوال محل مراوحة في البرلمان، لا لشئ إلا لغرض التسويف وكسب المزيد من الوقت لعدم اقرارهما، كونهما يشكلان أهم وأقوى المصدات للفساد، الفساد الذي تحول أمام تعطيل القوانين إلى عرف نوعا ما.
الصدمة أرعبت مجلس النواب، حتى وجدتني أرى نواباً يصوتون على طرد رؤساء كتلهم من الوظيفة، التي حصلوا عليها من تقاسم الكعكة، وصارت الجلسة «فوك إرفع إيدك فوك إرفع إيدك صوت على الأحباب»، مما أثبت وبوضوح أن وحدة الشعب وصوته الهادر تدوخ وترعب من دوخنا وأرعبنا وسرقنا كل هذه السنين العجاف.
إقرار قانون الأحزاب، خطوة مهمة رغم تأخرها، وناقصة إن لم تكتمل بقوانين اخرى، مثل قانون الانتخابات، وقانون المفوضية المستقلة للإنتخابات، الذي يضمن تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة فعلاً ومن اُناس ذوي قدرة وكفاءة وغير مرتبطين بالأحزاب ومعروفين بالنزاهة، ويتحقق من تنفيذه القضاء بعد تنظيفه من الفساد والفاسدين والمفسدين ، أما قانون الإنتخابات هذا الذي جرى تفصيله على مقاس المفسدين، بدءًا من رفض الدائرة الواحدة على مستوى العراق والتي تمنع الناخب من التصويت لغير مرشحي محافظته المسجل فيها فيما يسمح للمرشح أن يرشح في اي محافظة يريد، قانون يسمح لمن يحصل على 25 صوت ان يكون عضواً في مجلس نواب فيما لم يحصل على سبيل المثال من حصل على 15 الف صوت على عضوية المجلس، و انتهاءً بسرقة الأصوات وبطرق مختلفة.
قانون الانتخابات المطلوب، يتطلب تقليب كل تفاصيله والبحث فيه عن الشيطان الذي يكمن خلفها كما يقال، لا سيما وان شيطاننا هذا فتح باب العراق على مصراعيه للحيتان من المافيات التي سرقت وتسرق بلا رادع، إلا الشعب في الساحات. الشعب الذي يريد اسقاط الفساد.