المنبرالحر

في صلب التظاهرات .. جمعه وره جمعه / شاكر عبد جابر

تستخدم الحكومات والدول والمؤسسات في العديد من دول العالم، اسلوبي التسويف والمماطلة، للقضاء على الانتفاضات والتظاهرات التي تستهدفها، وبأساليب مختلفة معظمها يأخذ طابع الخبث والمكر والاِلتفاف، وغيرها من الأساليب التي يراد بها ان تفضي الى عدم تلبية المطالب او تلبية الحد الادنى منها.
العراق ليس استثناء، إلا أن الجديد في الأمر هو دخول اسلوب جديد هو (التطنيش) او (الخوط بصف الماعون) باِنتظار ان يدب الملل في المتظاهرين، او ان يحدث امر ما يحيد الانظار الى اتجاه اخر، مثلما يعول الان على الدخول العسكري لروسيا في المنطقة. هذا من جانب الحكومة، اما من جانب من تستهدفهم التظاهرات فالأمر اخذ منذ البدء نفس الاساليب القديمة الجديدة، من خطف واغتيال واعتقال، وفي ادنى الحالات التهديد.
الحكومة تقول ان الاصلاحات تحتاج وقتاً، ولا خلاف على ذلك، ولكننا نقول ان محاسبة الفاسدين وسارقي اموال الشعب والمتجاوزين على املاك وممتلكات الدولة، والتي هي بالتالي املاك الشعب، لا تحتاج وقتا بقدر ما تحتاج الى سرعة في اتخاذ الاجراءات اللازمة.
المدخل الرئيس والوحيد للإصلاحات، ومحاسبة الفاسدين، هو اصلاح القضاء الذي تقف امامه رئاسة البرلمان والحكومة عاجزتين، منذ بدء التظاهرات الى الآن، فيما ارسلت بعض القوى المتنفذة اشارات بالضد من مطالب الشعب في هذا المجال.
التظاهرات حتى الآن بينت بوضوح ان الرهان على الزمن، رهان خاسر، ولا مناص من تلبية مطالب الشعب في القضاء على الفساد.
التظاهرات تتواصل، وسمتها الرئيسية اصرار المتظاهرين على مطالِبهم، التي عبروا عنها بأهزوجتهم - الوعد، ووعد الشعب دين، "جمعه وره جمعه والفاسد انطلعه".