المنبرالحر

حكامنا...هل تندى جباهكم خجلا؟ / ئاشتي

الحرية للشاعر إبراهيم البهرزي
"1"
الثلج يغزو الشوارع في إسطنبول مثلما يغزو ذاكرتي، الشوارع تكللت ببياض الثلج ولكن روحي التي تركتها هناك( وأعني بغداد) ما زالت تتنفس بقايا ضجر متعدد المصادر، الحرب اول ذلك الضجر مثلما الضجر أول الحرب، وما بين الحرب والضجر تتماثل كل التشبيهات للاتفاق، فلا فرق بين أن يضجرك الثلج ويضجرك صمت الحكام، وأعتقد جازما أن ضجر الثلج أهون ألف مرة من صمت الحكام. لآن الأخير يحمل ليس الضجر وحده بل مرارة الحياة التي ابتلينا بها بوجودهم.
"2"
ليس لك غير أن تشغل بالك بالسياسة لأنها أساس البلاء بهذا الوطن، أما الجمال فلا مكان له ضمن دائرة البحث عن أمكانية التمسك بالسلطة ما دامت السياسة هي سلطة التحكم بكل ما يحيط بحياتك، وهذا في مجرى العمل اليومي يتطلب منك أن تتناول مفهوم السياسة وفق ما هو قائم ومعمول به، وأن تركن الجمال أن كان شعرا أو موسيقى أو مسرحا أو لوحة فنية جانيا. حيث لا مكان لهم في ظل وضع سياسي متهرئ.
"3"
ربما تلعن القدر، أو تلعن الزمن، أو تلعن الحظ، أو تلعن الأيام، وحتى تلعن الدهر على الذي يجري في بلادك، كل شيء يجري عكس ما هو صحيح، السارق طليق والشريف خلف القضبان، المجرم برئ والبريء مجرم، المناضل الذي ضحى بأجمل سنوات عمره يناضل ضد نظام موبوء تراه يبحث عن إعادة تعينه في دائرته، والذي كان يعذب هؤلاء المناضلين يستلم مركزا قياديا في الدولة ويمارس دوره مثلما كان، القليل من حكامنا حمل البندقية وقاتل النظام البائد، ولكن الكثيرين منهم كانوا عبيدا مطيعين للنظام، فكيف نثق بمثل هؤلاء الحكام؟
"4"
الحاكم الذي لا يعرف أن الشعر جمال الحياة ورونقها، لا يقدر أهمية الشاعر، ولا يعرف معنى الحياة، وبهذا فهو غير جدير بأن يكون حاكما، وهو غير جدير بالحياة، وحكامنا اليوم لا يهمهم أمر الشاعر بقدر ما يهمهم الكرسي الذي يجلسون عليه، ولا اعرف كيف لا تندى جباههم خجلا وهم يعرفون أن شاعرا مثل إبراهيم البهرزي في أقبية السجن ظلما، إبراهيم أراد أن يقول للوطن وللناس جميعا، أن الانسان الذي لا يسرق لا يخاف كل الطواغيت، ليس بهرز وحدها بل كل ديالى تشهد بنزاهته.
"5"
على حكامنا لكي يستردوا ماء وجوههم أن يطلقوا سراح الشاعر إبراهيم البهرزي ولا يجعلوه ينتظر:
(العب بعملة معدنية قديمة
صورة وكتابة،
في الصورة،
وجه ملك ميت،
وفي الكتابة،
طغراء بلد تذكاري،
قطعة النقد،
ربما علقت في السماء،
فأنا مذ رميتها،
أنتظر)