المنبرالحر

أغنية الحب تستغيث! هل من مجيب؟ / كاظم السيد علي

نعم.. نقول هل من مجيب؟ لماذا أغنية الحب تستغيث؟ لماذا هذه الفوضى ؟ ومن يتحمل وزر هذا كله؟
أسئلة كثيرة تظل معلقة حتى هذه اللحظة. الوسط الموسيقي الغنائي يفتقر لنقده ومتابعته. اذا كانت كتابات الزملاء النقاد في هذا المجال أمثال الهاشمي عادل وعبد الوهاب الشيخلي والشهيد قاسم عبد الأمير عجام وغيرهم، وأنا اجزم أنهم أقلام الحق في خضم الفن ، قد أرست دعائم ربابة جماهيرية مثقفة على هذا اللون المهم من الفن العراقي. وما أحوجنا الآن لأمثالهم ،من أجل الحفاظ على الأغنية العراقية وتطورها في المسار الصحيح.
إن من لديه الاهتمام الواسع في هذا المضمار، لا يتناسى الجزء المهم منه، وهو الشعر الغنائي لأنه أساس كل أغنية ، وسبب مهم في نجاحها .
نلاحظ اختلاط الحابل بالنابل في هذه الأيام بالنسبة للشعر الغنائي ، اذ أصبح كل من هب ودب يسمى نفسه شاعراً غنائياً ؟ لقد امتلأت شاشات بعض الفضائيات بالأغاني .. وللأسف بكل تفاهة وما هو واطئ من الكلمات السوقية ، التي سموها شعراً غنائياً!!
إن الجمهور الغنائي المثقف ، يستغرب حالات التردي في الأغنية التي جاءت في البرتقالة والرمانة والعكربة والباذنجانة وأغنية ( صرت مثل الحرامية أخطفج أني يبنيه) و.. و القائمة تطول بمثل هكذا أغاني وبأصوات الكثير من الذين تسللوا بشتى الوسائل إلى عرش الأغنية العراقية من أجل الشهرة والمال والأضواء الكاذبة، رغم انتقاد الصحافة والوسط الفني عموماً لأستمرارهم في تشويه معالم الأغنية بالسذاجة والذوق المتخلف، والزعيق المقزز. في حين إن لدينا نخبة طيبة من الشعراء الغنائيين الحقيقيين ارتقوا بمستوى الأغنية العراقية الأصيلة ، التي لم ينتزعها منا أحد، وهم على استعداد لمواصلة هذا الارتقاء ولا ندري ماهو السر في عدم دعوتهم لانتشال الأغنية من الغرق المحتم ؟!
لقد آن الأوان لأن نغلق الأبواب بوجه الطارئين على الأغنية ، لكي تعود إلى الصحة والعنفوان طالما الإنسان العراقي اليوم يتنفس بعض الاستقرار الأمني. كذلك آن الأوان لفتح الأبواب بكل حب للشعراء الغنائيين الحقيقيين ، الذين وهبوا العمر للأغنية الحقة التي لم نزل نعشقها بأصوات فؤاد سالم وحسين نعمة وفاضل عواد و ياس خضر وكمال محمد ورياض أحمد ، أمثال الشاعر الغنائي ناظم السماوي الذي كتب للحب والوطن والناس ولا زالت أغانيه : يا حريمه ودوريتك وحجيك مطر صيف ولا تسافر وودعت السماوه بليل ، وو .. القائمة تطول بالأغاني التي تعيش في قلوب وأحاسيس الناس والتي لحنها الفنانون محمد جواد أموري وعبد الحسين السماوي ومحمد عبد المحسن.
فأين هو الآن في وقت نحن بأشد الحاجة لقلمه وأقلام أمثاله: محمد المحاويلي وسعدون قاسم وطاهر سلمان وداود الغنام وغيرهم ، لمواصلة إبداعاتهم التي لم تنضب أبداً. وهل صحيح أن الكثير من العثرات وضعت في طريق الكثير من الشعراء الملتزمين ابان حكم الدكتاتورية المقيتة لمنعهم من مواصلة العطاء، بدافع الحسد والمنافسة غير المشروعة؟
هل من مجيب؟
إن أغنية الحب تستغيث .. فأفسحوا الطريق للمغيثين في عراق الحب والأغاني.