المنبرالحر

ضرورة استمرارية التظاهرات / د.محمود القبطان

مازال الابطال في الحراك المدني من أجل التغيير مستمرين في تظاهراتهم ومازالت الحكومة واحزابها الفاسدة تضع الطين والعجين في آذانها وتسوّف مطالب الشعب عبر الاكاذيب التي زفتها عشية الاعتصام الاول امام المنطقة الغبراء والخالية من كل معنى لاسم االخضراء إلا اللهم خضراء بالاموال التي سرقوها من اموال الشعب.
أصرخ ،أصرخ ثم أصرخ من الديماغوغية التي تستعملها بعض القوى التي تسيطر على الحكم في العراق من أجل الضحك على الشعب.فبعد ان انفض الاعتصام امام المنطقة الخضراء قبل انتهاء المهلة المحددة في ال10 أيام امام العبادي ليعلن اسماء كابينته الوزارية فقد انقضّ السراق على ما اعلن وطلبت كافة الكتل الطائفية والقومية باستحقاقاتها الانتخابية وعدم التنازل عنها وباستطاعتهم تقديم تكنوقراطهم الى العبادي لكن الاخير لم يسألهم اين كنتم خلال 13 عام دمرتم فيه العراق واين كنتم قد اخفيتم كفاءاتكم ؟فقد بدؤا بتقديم اسمائهم للوزراة الجديدة بخلاف الاسماء التي اقترحتها لجنة الخبراء التي شكلها العبادي نفسه فبين متأنِ وبين ممتنع قدم البعض الاسماء المرشحة فرجعت حليمة لعادتها القديمة فكل كتلة وحزب رشح جماعته وكأن الخلاف على الاسماء السابقة أو يكتفي بتبديل الادوار وبيع الوزارات بملايين الدولارات في اكبر فضيحة يشهدهل العراق الجديد.اجتمع البرلمان وحدث الاشتباك بالايدي وقناني الماء في عملية مخزية جدا وبعيدة كل البعد عن الذوق العام اعتصم البعض في البرلمان وطالبوا باقالة الرئاسات الثلاثة، فبين مؤيد ومعترض ومتحفظ صوتوا على إقالة سليم الجبوري وكل الخبراء القانونيين اكدوا قانونية الاقالة.وهنا برزت معضلة جديدة وهي البعض اكتفى باقالة رئيس البرلمان وآخر يكتفي باقالة الرئيس ونائبه الاول وآخر يريد"شلع قلع" للرئاسات الثلاثة...
هنا نلاحظ ان الكتل التي طالبت بالاستحقاق الانتخابي كتلة المالكي والحكيم والاكراد والوطنية لكن بعد أيام وبعد ان اعتصم البرلمانيون في قبة البرلمان سافر الحكيم الى الاقليم ليضمن مساندته وابلاغه خوفه وموقفه من الاحداث فيما لو سارت الامور بيد المعتصمين واحتمال تدهور وضعهم السياسي ومستقبلهم لاسيما وهو ،الحكيم وكتلته، عليهم شبهات الفساد الكبيرة، ومن الجهة الثانية وبامر من المالكي "انتفض" المالكيون وأيدوا الاعتصام لازالة الجبوري وليس أكثر من هذا.فقد صعدت حماسة البعض منهم الى حد الاشتباك مع الآخرين كما الاخرون لم يقصروا .ولكن المفارقة ان المالكي عندما هرب الى طويريج ابان الاعتصام امام المنطقة الخضراء ودخول السيد الصدر الى المنطقة نفسها قال ان الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح لا بل اكثر وامام العشائر والتي ليس له اكثر من هذه الجموع المرشية بان المشروع الاسلامي في خطر وانهم ضد المتدينين في إشارة تافه وساذجة لتخويف الناس من المدنيين واليوم يعتصم ابن عمه سلام المالكي وصهريه وباقي شلته مع المعتصمين في البرلمان لغاية في نفس يعقوب حتى لا يقال انهم بقوا خارج السرب.ورجوعا الى المشروع الاسلامي الذي يخاف عليه المالكي ليقل للناس ماهو مشروعهم الاسلامي؟هل قراءة ما كتبه الشهيد الصدر الاول يعني مشروع إسلامي؟ هل كان في كتاب اقتصادنا نص في سرقة اموال الشعب وبقاء أكثر من 30% تحت خط الفقرفي وقت كانت ميزانية العراق تكفي لستة بلدان عربية؟هل كان هناك نص بتقريب الاهل والابناء والمقربين الى الحكم ليستولا على موارد الدولة؟هل هناك نص في الاستحواذ على الوزارات من وزيرها الى فراشها موزع الشاي؟ وهل كان هناك نص في ضرب المتظاهرين واعتقالهم بسبب مطالبتهم بالحريات وكشف الفاسدين لابل اغتيال البعض منهم بطرق خسيسة استعملها نظام صدام البغيظ الفاشي؟ويخاف على المتدينين من المدنيين لماذا؟ هل شارك "المتدينون" في سرقة الشعب ؟نعم عليهم أن يخافوا من غضبة الشعب والقانون...هل قدموا "المتدينون" امثلة رائعة في البناء والاعمار والنزاهة وحفظ سيادة العراق؟ وقتها لن يكون عليهم خوفا من احد اذا فعلوا هذا ..لكن اذا كانوا بالعكس من ما ذكر فعليهم أن يخافوا وبحق لانهم مطلوبون للعدالة واولهم "مختار" زمانه المالكي حيث ضيّعَ اكثر من ثلث العراق بيد داعش الارهابية وهو المسؤول الاول عن قتل الشباب في سبايكر حيث ارسلهم الى المجهول،وقد دمر الاقتصاد العراقي بسرقة امواله مع عصابته ومن كافة الكتل والاحزاب الحكمة حيث انتشر الفساد في كل مفاصل الدولة وسكت على كل هذا الهدر بالمال العام والفساد عن الاخرين.كان يلوّح بملفات ضد الاخرين لسنوات ولم يقدم اي فاسد للقضاء لانه مشترك في فساد آخر ويخاف الفضيحة.اليوم يخاف من ضياع مشروعه" الاسلامي" الذي دمر به العراق وشعبه.
ان ركوب موجة الاحتجاجات من قبل دولة القانون ضربة في ظهر التظاهرات السلمية خارج البرلمان لان حتى البرلمانيين لم يفيقوا إلا بعد أن "نزل الفاس بالراس" كما يُقال.وهذه "الصحوة" فقط لذر الرماد في العيون لحين وقد سحبوا،كتلة المالكي وباقي الرهط الطائفي والقومي، البساط من تحت مقتدى الصدر عندما قبل وصدّقَ وعود العبادي في تشكيل وزارة تكنوقراط غير حزبية وقبل بهذه الوعود والرجل بالرغم من بعض مستشاريه الجيدين من حوله تعوزه الخبرة بحيل الاخرين...
أن التظاهرات السلمية يجب أن تصل الى المنطقة الخضراء وتتعدى التظاهر اليومي الى الاعتصام مجددا والضغط المستمر على البرلمانيين بقبول تشكيلة الوزارة التي اقترحتها لجنة الخبراء أو اية تشكيلة وزارية جديدة لا تشمل التكتل الحزبي والفئوي وانما فقط من له خبرة وكفاءة مشهودة ونزاهة لا غبار عليها.ان حثالات التقاسم على خيرات الوطن من قبل الاحزاب الطائفية والقومية يجب أن يغادروا البرلمان والسلطة وان الخيار للشعب في اختيار من يرون فيه الكفاءة والنزاهة والخبرة.
أصرخ وأصرخ ومن ثم أصرخ ان لا تصدقوا من يتباكى على الوطن وهم من دمروه لان دموعهم على الشعب والوطن ليست إلا دموع التماسيح.لاتصدقوا بكل من التحق بالاعتصام في البرلمان من اجل الوطن فبالامس الاول كانوا يتفرجون على ضرب تظاهرات 2011 وبالامس كانوا مع الاستحقاق الانتخابي واليوم مع المعتصمين...انهم كذابون ومنافقون الى حد اللعنة. غضب الشعب الهادر سوف يصل اليهم وسوف يهربون من منطقتهم المحصنة بالجدران الكونكريتية لكنها لن تفيدهم مهما بنوها من ارتفاع فانها سوف تسقط على رؤوسهم قريبا.
استمروا ايها الابطال يا أبناء العراق وفي كل المحافظات بالتظاهرات والاعتصامات السلمية لاجبار الفاسدين على مغادرة السلطة وتقديمهم الى القضاء بعد تنظيف الاخير من المساومين والخذلاء والمشبوهين.
النصر للشعب والخزي والعار للفاسدين الذين دمروا العراق.