المنبرالحر

خاطرة بعد منتصف الليل / ناصر الكناني

ما ان مسكت القلم، بعد ان اخبرني الزميل ابراهيم الخياط . ان التقرير الاخباري الذي ارسلته الى جريدة طريق الشعب، والذي يتضمن احداث الصراع الخفي الدائر بين روسيا واوكرانيا على شبه جزيرة القرم. انه لا يضمن نشره لعدم الحاجة اليه في الوقت الحاضر وكان من الافضل لو تطرقت الى ما يدور حولك من الاحتياجات الضرورية للناس في المدينة. والحقيقة ان زميلي كان على حق في ذلك، ليس لاني لم اكتب عن هكذا مواضيع، بل لان زميلي ليس له علم بما كتبت، وبما اني معتاد على طرق المواضيع الدولية فكان من نصيب زميلي الموضوع الدولي الاول.
في عصر الزعماء والمماليك، كنا نجلس في جو مفعم بالتحليلات السياسية وكان النقاش يدور حول الوضع الداخلي والعربي والوضع الدولي ومدى تاثير هذه الاوضاع على مجرى الاحداث في الداخل. لذا كانت هذه الحالة تلازمني منذ تلك العصور .
مسكت القلم حتى وددت ان القيه جانبا لعدم قدرتي على التركيز، لماذا وعن اي شيء اكتب، فالاحداث هنا متسارعة، جالت في رأ سي اشياء، واشياء كثيرة، توقفت فيها عند الناس الفقراء الذين لاهم لهم سوى العيش، لانهم وبكل بساطة هم ملح هذه الارض ووقودها وعشبها البري المتشابه وتاريخها غير المدون. فهم كثيرون لدرجة انهم بلا ملامح مسختهم الحياة التي لا ترحم كونهم عاشوا تحت وطاة انظمة فاسدة مستبدة احالتهم كالرماد، متشردون منتشرون حتى ان احدا لا يراهم، ومع ذلك فهم المادة الاساسية للحياة . انهم نحن والعديدون مثلنا، لا نملك من ارث الارض الا حرصنا على مواصلة الحياة. ذلك ان بلدا كالعراق رغم خيراته الوفيرة لا يوفر لمواطنيه العيش الكريم، بسبب استشراء الفساد في جميع مفاصل الدولة، وغياب القانون وانتشار الجريمة المنظمة وقبلها نشاط الجماعات الظلامية. ولا نحتاج الى ايراد امثلة على ذلك، فكل شيء يحدث امام اعين الجميع كل يوم. فهل من صلاح ايها المسؤولون ؟