المنبرالحر

تهنئة شعبنا والانسانية بحلول العام الجديد/ ! صادق محمد عبد الكريم الدبش

نودع العام ! .. والعمر يجر اذياله رويدا رويدا ومن دون صخب ولا ضجيج !
حياة الأنسان ... لا تعدوا كونها عدد من السنوات والأشهر والأيام ..
نقضيها بين قيل وقال .. وكثرة الجدال !
والكثير نبحث عن المال .. والجاه والقوة !.. وبأي وسيلة كانت !.. بطرق مشروعة وغير مشروعة !
حتى وأن كان هذا على حساب الملايين !.. وعلى راحتهم وسعادتهم . والذي يسبب الجوع !باعث لألمهم وتعاستهم وبؤسهم .
هؤلاء المستغلون والجشعون !.. يدركون تمام الأدراك !... بأنهم سوف لم يأخذوا شئ مما يجمعوه من مال وجاه وقوة ونفوذ ... لم يأخذوا منه شئ !!.. سيتركوه لورثتهم أو سيتم مصادرته من قبل الدولة !
و هذا كله سينتج عنه بظلم وقهر هذه الملايين البائسة .. نتيجة للجشع والتسابق في النهب والفساد والأفساد !.. وأكلهم للسحت الحرام ، ويستحوذوا على ما ليس لهم حق فيه !
أن ترسيخ قيم أنسنة الحياة ومفاهيمها وقيمها الخلاقة ، وبعيدا عن الغلو والفساد والتمييز ، لهو الطريق نحو بناء الحياة الكريمة ، ... وبأن كل البشر لهم الحق في العيش بكرامة ، ولكل له نصيب في الثروة ، ولا أحد يمتلك حق التمايز والتمييز على أخيه مهما كان لونه ودينه وبلده وثقافته وقوميته !
وأن نسعى جميعا لتوعية من هم حولنا بهذه الحقيقة وتبيانها لهم !
ولن نرتضي لحكامنا بأن يقرروا مصائرنا ويرسمون مستقبلنا!.. بما يتفق ذلك مع مصالحهم وجشعهم وسطانهم !
ونتيجة لغياب العدالة !.. و لعدم تكافؤ الفرص ، ولغياب المساوات والحرية والحقوق في نمط العيش والتفكير ، فيضطر الملايين من البشر ونحن منهم ، وما تشاهده البشرية ومنذ سنوات من هجرات مليونية ، والهروب من واقعهم المؤلم ، ويبحثوا عن حياة أفضل ، بعيدا عن وطنهم، ولأسباب قاهرة أجبرتهم على ركوب قاطرة الموت والهوان ، ويترك وطنه الذي أستوطنه وورثه عن أمه وأبيه ، ولعدم توفر الحد الأدنى من حقه على البقاء على قيد الحياة !
ومواطنونا !.. الذين عاشوا المعاناة هذه من ولادتهم ، عندما كان مازال غض في كنف أمه وأبيه ، وأورثوهم هذا الظلم !.. والذي توارثوه عن أجدادهم !..
وهكذا ترى حياتنا عبارة عن مسلسل متصل ومتواصل !.. عبارة عن عقد وأدران ومتاعب وهموم ، نحملها معنا منذ طفولتنا وتستمر ملازمة لنا في حلنا وترحالنا .. وحتى الوفاة !
فالعيش مع هذه الحقائق والمعاناة ، التي هي متعددة ومتجددة ومتنوعة ، والتي أصبحت سمة من سمات حياتنا الصعبة والمعقدة ، والتأريخ ينبؤنا بألاف الأمثلة والعبر والدروس !... والسبب المباشر لكل هذه المعاناة هو الجشع الذي ينتج كل شئ سيئ ( ينتج الجهل .. المرض .. الكراهية .. العنصرية .. الحروب .. والدمار العقلي والأخلاقي والمعرفي .. ويغيب فيه التعايش والحب والتعاون .. ويتوقف الانسان فيه عن الأبداع والعطاء .. وتغيب القيم الأنسانية السامية !.. من رحمة وتعاطف ومساعدة الغير .. ورعاية الأطفال والضعفاء وأصحابي الأحتياجات الخاصة ، ورعاية من حموك وربوك وقاموا على تنشئتك وجعلوا منك رجلا راشدا نافعا لنفسك ولمن هم بحاجة اليك !
نرى كم هو تأثير أنسنة الحياة وغيابها على حياة الناس ؟ .. وكم هو تأثير الأستغلال والجشع على حياة البشر ؟
وما الحروب التي نعيشها في العراق ومنذ ما يقرب من أربعة عقود ومازالت ألا نتيجة لما ذكرناه !
وما غربتنا وتغربنا زمانا ومكانا ومعرفة ألا نتيجة لتلك التراكمات المهولة .. وهذا لا يختلف عنا ما تعانيه ، وما تعيشه شعوب بلداننا العربية ، من اشقائنا في سوريا واليمن وليبيا والسودان وفلسطين والصومال وجنوب السودان ومناطق أخرى !... لا يختلف في جوهره وفحواه عما عشناه وما مررنا به وما أفرزه الواقع ؟.. فأنتقل الى من جاورنا .. وأمتد كما تمتد النار في الهشيم الى مناطق أخرى في بلداننا العربية والأفريقية ؟!
نأمل بأن يكون العام القادم خال من الحرب ومن الجشع ومن الكراهية والعنصرية والتمييز والتمايز ، وخالي من الجوع والمرض ومن الأمية ... عام خير ورخاء وأمان وسلام !
وهذا لا يمكنه أن يحدث بقدرة قادر !!... ومن دون ان نعي بأن مفتاح الأبواب المغلقة بأيدينا نحن !
وأن مائدة من السماء سوف لن تنزل علينا !... ولن تأتي قوة خارقة لتحررنا من عبوديتنا أبدا !.. مهما أنتظرنا من وقت !... فبجهدنا سنصنع حاضرنا ومستقبلنا الذي نريد ، ونبني وطننا كما نريده !.. حرا ومستقلا .. رخيا وسعيد ، وبجهد أبنائه ومكوناته وأطيافه ، برجاله ونسائه .. بشاباته وشبابه ... كل عالم وشعبنا بخير وسلام وأمان .
28/12/2016 م