المنبرالحر

*ويستمر القطار سائرا نحو محطة فهد / د. علي الخالدي

منذ أن حدد مؤسس الحزب مسار قطاره وصوﻻ لمحطته اﻷخيرة وهو سائر على نفس السكة التي ستوصله اليها ، مرورا بمحطته العاشرة التي زودته بطاقة شبابية جديدة سينطلق بها ( نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية )، بعد إنجاز التغيير واﻹصلاح الحقيقي الذي يوفر شروط قواعد العدالة اﻹجتماعية ، ذلك لكون شروط اقامتها بمجملها تتمثل ( بتحقيق الوحدة الوطنية ) مجتمعيا وليس سياسيا كما يراد لها حاليا أن تبقى تدور في عجلة التخندق والتقوقع المذهبي ، بغية الحفاظ على تقاسم السلطة طائفيا ، بين اﻷحزاب اﻹسلامية فحسب ، واﻹستمرار في إبعاد اﻷحزاب الوطنية والتقدمية ، والمكونات العرقية من مجتمعنا العراقي بممارسة حقوقها المدنية التي نص عليها الدستور ، وإبقائها تحت رحمة المعادين لتواجدها في المساهمة ﻹنجاح عملية التغيير واﻹصلاح ، سيما بعد أن كُشف المستور من خلال معاناة الشعب العراقي طيلة ١٤ عاما ، مما تطلب شحذ الهمم وتعبئة الجماهير وعضويته المتواجدة في جميع ( مدن وأرياف عموم العراٌق ) كما أشار الرفيق حسان عاكف ، ليجملوا شعارات المؤتمر العاشر بتسميته ب ( مؤتمر الدولة المدنية الديمقراطية )، تأكيدا لرغبة الجماهير بتحقيق حلمهم بكونها أوﻻ محطة وضعت السبل الناجعة لمعالجة كافة اﻷمراض المزمنة والحادة التي أصيب بها الشعب والوطن ، (نتيجة الفساد والمحسوبية وفشل سياسات الحكومات المتعاقبة ) بعد إسقاط الصنم عام ٢٠٠٣، ليستطيع قطار فهد مواصلة سيره بتسارع نحو محطته اﻷخيرة ثانيا.
فخلال الفترة الزمنية الطويلة منذ أنطلاقة القطار صادف محطات كثيرة منها ما أضطرته لتخفيف سرعته في العصور واﻷنظمة التي لم يتعايش معها ، لكونها كانت معادية لمصالح الجماهير ، ومع هذا واصل سيره على الرغم من تصفية المئات من ركابه جسديا في سجون ومعتقلات تلك اﻷنظمة ، وأجبار الكثير من ركابه على النزول منه مكرهين ، ومع هذا صعده كثرة من الركاب الذين تشبعوا بفكره وبمزايا ما تغدقه محطته اﻷخيرة على (الكادحين والعمال والفلاحين )من حياة كريمة . و من ضمن ما صادفه في مسيرته ، قطار آخر سمي بقطار الموت محطته اﻷخيرة كانت السجن الصحراوي الرهيب نقرة السلمان اذا وصلوا أحياء اليه ، ركابه كانوا من (مختلف القطاعات والطبقات اﻹجتماعية ) شحنت أجسادهم فيه ، بعد سد كل منافذه قاطرات الحمل وثقوبها حتى ﻻ يدخل الهواء اليهم من الخارج ، مع طلب مغتالي ثورة الفقراء تموز المجيدة من سائق قطار الموت ، البطيء في السير ، لكن وطنيته تغلبت على مردود عصيان اﻷوامر ،عندما عرف أن من ينقل ، ليس ببضائع ، وإنما قادة من خيرة ابناء الشعب العراقي من أعضاء الحزب الشيوعي الى الموت البطيء ، فأسرع بقطاره هذا الى محطات كانت الجماهير تنتظره لتلقي عليه الماء البارد وقوالب الثلج ، وهكذا تم التصدي لهذه الخطة الجبانة ، فشتان ما بين القطارين . أما قطار المؤتمر العاشر فقد إنطلق نحو هدف تلح كافة فئات الشعب المطالبة به وهو ( بناء الدولة المدنية الديمقراطية ) ، ومن هذا المنطلق زود المؤتمر العاشر قطار فهد بقوى لها قدرة تسارع شبابية يوحدها مع سائقيه المخضرمين بوحدة الفكر والتصميم العالي للوصول للمحطة التي حدد معالمها فهد ، مما اثار إستغراب كل المعنين بالشأن العراقي ، ﻻ بكون ركاب هذا القطار قد فاقوا المتوقع في التنظيم واﻹعداد لمحطة المؤتمر بوضع النقاط على الحروف ، كي يتوضح أكثر فكره الشيوعي بين الجماهير في (مدن وعموم أرياف العراق ) بتشخيص صائب للفشل في تحقيق ما تطلع إليه العراقيون بعد التغيير ، حيث كانت الجماهير تطمح وإياه ( ﻹقامة بديل مدني ديمقراطي حقيقي يخلف النظام الدكتاتوري ) رابطا ذلك الفشل بالطريقة التي أطاحت بنظام المقبور صدام وما لحقه من تقاعس في القضاء على ميراثة الذي أثقل كاهل الشعب العراقي ، وما صاحب ذلك من فقدان اﻷمن واﻹستقرار الذي جاء بعد تبني (نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية المقيت ) ، الذي على أسسه أديرت مؤسسات الدولة ، بشكل أساء ل ( شروط العدالة اﻹجتماعية)ا لتي تمنتها الجماهير من وراء إسقاط الدكتاتورية . فجرح هذا النهج ( المواطنة العراقية ) بالصميم وخاصة عند ربطه الدين بدهاليز السياسة ، وتوظيفه لصالح أحزابهم اﻹسلامية . مشجعين بذلك على تفاعل ( العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي استطاعت أحداث خراب دامي ) وإنفلات أمني نتيجة تسارع اﻷحزاب اﻹسلامية بتشكيل ميليشيات تجوب شوارع المدن العراقية مع سلاحها ، ﻹرهاب المواطنين ، وهي ﻻ تدرك أن نتائج إرهابهم ستعود عليهم بالويل والثبور ، إذا ما اقترنت بعدم شعبيتها ، مغيبين بذلك ( الرؤية اﻹستراتيجية ) التي حشدت بها أحزابهم الناس عند مقارعة الدكتاتورية مع القوى الوطنية والتقدمية ، وكدعاية في حملاتهم اﻹنتخابية التي تَخَلوا عنها بعولمة السوق ، واﻹعتماد كليا على ( الطابع الريعي للإقتصاد الوطني ) وإهمال تنشيط الزراعة وتنظيم إرواء اﻹراضي الزراعية ، وعدم بعث الحياة للمصانع التي دمرها المحتل ، كما أنها تناست كأحزاب محاصصة مشاريعها الوطنية ( ولجأت الى الصراعات بين الكتل المتنفذة وفي داخلها) خالقين ممهدات ﻹستدامة ( تشنج العلاقة بين الحكومة اﻹتحادية واﻹقليم )، ولم تعمل على ما من شأنه معالجة ( التدهور في المستوى المعاشي وخاصة بين العمال والفلاحين وعموم الكادحين)، فتهشمت الطبقة الوسطى ، وظهرت في صفوف أحزابهم طبقة برجوازية هجينة طفرت بسرعة صاروخية لمستوى عضوية نادي الملايين ﻻ بل الملياردية نتيجة إنشغالها بالفساد و بالسحت الحرام الذي إحترفته لتعرقل ( ﻷي عملية أصلاح جدي).)
في خضم تلك المنعطفات لم يتوقف سير القطار ، لكون قادته تحلو بالصبر والروية ، ودون أن يدخلهم ( السخط والتذمر) ، بأمل أن يستجيب أطراف نهج المحاصصة لمطاليب الجماهير ولدعوة ركاب القطار الذين (جسدوا رفض الجماهير وفئات إجتماعية لهذا النهج المقيت ) في تظاهرات هزت كيانه فإسْتعملت بحقهم القوة المفرطة ، التي رغم قسوتها لم تفلح في إيقافها فتواصلت منذ 2010 سلميا ( في إتجاه تحقيق اﻹصلاح والتغيير محولا إياه الى شعارا جماهيريا ملحا ) باعتباره كما قال سكرتير حزبنا رائد فهمي (أن الحزب يمثل أحدى قاطرات التغيير ) وبتواضع لم يقل بأن ( الحزب ) كان أحد أهم قاطرة نقل المواطنين وتزايد سرعته ( شعبيا وعراقيا ) بحيث فاق ما توقعه حتى الشيوعيون ، وهم مندهشون الى التجذير للديمقراطية في مؤتمره العاشر وبحياة الحزب الداخلية ، وخاصة أولئك الذين عاشوا فترة سيطرت اﻷوامر الحزبية دون أقناع ، ومما وسع هذا المفهوم طرح وثائق المؤتمر على الشعب ليتناولها الحريصون على مواصلة قطار التغيير سيره فطعم المؤتمر قيادته بقوة شبابية جاوزت 42% ، كما أنه ﻷول مرة تنصف المرأة في قياد ( عضوية المكتب السياسي ) معتبرا اياها (موضوعة جوهرية في دعم مسيرته نحو الهدف) كما قالت الرفيقة شميران مروكي...
وﻷول مرة في تاريخ اﻷحزاب الشيوعية يتنحى سكرتير الحزب وهو على قيد الحياة والنشاط ليستلم قيادة القطار سائق جديد مواصلا مسيرة سلفه على أسيس ( دولة مدنية ديمقراطية تضمن حقوق الشعب بمحمل أطيافه ومكونات) رابطا بين دعمه ( ﻹنتصارات العسكرية على داعش اﻹرهابي ) وتحويل ذلك ( الى لحظة أمل في تحقيق المصالحة الوطنية الحقة) بينما يواصل القطار تسارعه نحو محطة الوطن الحر والشعب السعيد
* محطة فهد هي الوطن الحر والشعب السعيد
* ما بين اﻷقواس مختطفة من التقرير السياسي