المنبرالحر

مصداقية مشروع التسوية السياسية / عباس رحمة الله

اهم المقومات الضرورية والاسس لنجاح العملية السياسية واستقرار البلد هو جدية ومصداقية التوافقات والتفاهمات المبنية على الركائز الوطنية لبناء الدولة المدنية المتقدمة والمستقرة على كافة الاصعدة السياسية والعلمية والاجتماعية والثقافية.
ان العراق يعد من الدول المتقدمة في الموارد النفطية والخيرات العديدة وكان يشتهر حتى الامس القريب بصناعته المتميزة والمتعددة التي تصدر الى الخارج وتتفوق منتجاته من حيث النوعية والجودة على الكثير من مثيلاتها في معظم الدول الاخرى.
ان مسؤولية تدهور الاوضاع الخدمية والامنية وغيرها تقع على كافة المسؤولين المتنفذين فمنهم من ساهم بشكل مباشر في دخول الارهاب والقتلة ليضحي باراضي الوطن والشعب لتحقيق مآرب العمالة والخيانة للدول الطامعة بخيرات البلد وبالمقابل يلتزم السياسيون الآخرون الصمت ازاء دواعش السياسة دون اللجوء الى العدالة والقضاء لمحاسبتهم.
اما الفساد المالي والاداري المتفشي في كافة الوزارات ومؤسسات الدولة دون اي رادع او محاسبة فهو يسير على مبدأ (طمطملي وأطمطملك).
اما القوانين التي تهم معظم الشرائح المتضررة على سبيل المثال قانون التقاعد الموحد فيواجه عراقيل متعمدة واجتهادات غير مهنية لرفض اقراره وبالمقابل يتم اقرار القوانين التي تخص البرلمانيين خلال عدة ساعات وبسرعة كالمخصصات والامتيازات والرواتب.
ان مشروع التسوية السياسية ينبغي ان لا ينحصر في المصافحات والقبلات والولائم بل ان تسبق تطبيقه محاكمة الارهابيين والملطخة ايديهم بدماء الابرياء ومتابعة ملفات الفساد في الوزارات واحالة اللصوص إلى القضاء وتهيئة الارضية المناسبة وفق تخطيط موضوعي ودراسة دقيقة لكافة الاحتمالات القادمة، ومن اهم الشروط ينبغي قبل تطبيق التسوية الوطنية رفض اجراء اية مفاوضات او تسوية مع المتسببين والمشاركين في دخول الدواعش وكذلك منع الملطخة ايديهم بدماء الشعب من المشاركة في التسوية المرتقبة لان التسوية السياسية المبنية على تجاوز وخرق العدالة الاجتماعية هي بمثابة كارثة وقنبلة تهدد بالعودة إلى الانفجار والدمار والخراب بشكل اكثر خطورة وبشاعة من السابق.
ان التسوية السياسية يصعب عليها استيعاب الرموز والشخصيات التي حولت مسؤولياتها الرسمية الى دكاكين للتجارة لتجني ارباحها من الاموال المسروقة من قوت الشعب وتنفذ الاجندات الاقليمية المعادية للعملية السياسية وهذا ما لا نتمناه.
نحن مع اي تسوية سياسية ومصالحة اذا كانت مبنية على نوايا صادقة من قبل من يتحلى بالروح الوطنية والنزاهة ممن يتحسس بمعاناة وهموم الشعب والوطن.