المنبرالحر

من كتاباتهم على الفيس بوك في عيد الشيوعيين


توفيق التميمي..الى اصدقائي الشيوعيين الشهداء منهم والاحياء
الى صديقي رائد فهمي ودعوته الكريمة للمشاركة بالاحتفال السنوي الثالث بعد الثمانين لاعرق حزب شيوعي في العالم العربي
سيطفئ حزبكم العريق شمعة ميلاده الثالثة بعد الثمانين، وستخفق راياتكم الحمراء وسط سماء بغداد معلنة بانكم اعرق الاحزاب الشيوعية واليسارية في العالم العربي مازال يواجه الظلم والفساد بنصاعة مبادئه ونبل اهدافه ،سيخفق علم العراق فرحا وهو يلامس راياتكم الحمراء بمناجلها ومطارقها التي صدأت فوق قماش يحكي بياضه عن قصة السجون والعذابات والتضحيات ودورات المحن، في كل خمسة عشر عاما ينبعث الحزب من بين رمادها كطائر الفينيق عاشق الامل والحياة. ستحتفلون اصدقائي وانتم تدركون جيدا بان الذكرى ليست مجرد تكرار لطقس احتفالي يستعيد فيه شيوخ الحزب مجد اغاني (جعفر حسن السبعينية) والتغني بحنين ايام النضال الغابرة، او مسح صور الشهداء بأصابع حانية ودموع ساخنة لا تعيد عجلة الخيبات للوراء.
ستحتفلون هذه المرة بقيادة جديدة (تمتلك البصيرة الثاقبة والوعي المتقدم) في لحظة عراقية تمتزج فيها هشاشة المشهد السياسي وتورطه بمافيات الفساد واللصوصية التي لم تتورط بها قيادات حزبكم مطلقا، لا في برلمان ولا حكومات ما بعد سقوط الدكتاتورية ، فكانت مبعث فخر لكم ولاصدقائكم امثالي .
احبتي واصدقائي لا يكفي رفرفة الرايات الحمراء في صالة الاحتفال ولا صدى اغاني الحنين ولا اناشيد وهتافات الاقبية المظلمة ليكون للذكرى معنى وطعم ،بل لابد من اعطاء الاحتفال جرعة من الشجاعة في نقد الذات وكسر جمود المفاصل التي اعاقت حركة الحزب وجعلته لقمة سائغة بيد الفاشيات المتعاقبة طيلة سنوات مريرة مظلمة .
في هذا الاحتفال لابد ان يدرك الشيوعيون بان امامهم فرصة تاريخية لن تعوض في الخروج من مستنقع مافيات اللصوص بانصع البياض في السيرة والسمعة، لتمثيل الاغلبية المقهورة التي لا تؤمن بالحزبية نهجا وطريقا لتحقيق احلامها، لكنها تلتقي بالشيوعية ومبادئها التي ناضل من اجل تحقيقها ملايين الشغيلة وفقراء الكون من الساعين الى العدالة الاجتماعية وتحقيق الكرامة الانسانية. على اصدقائي الشيوعيين ان يبحثوا عن هذه الجماهير في مطابخ ربات البيوت، وفي اروقة الجامعات وزوايا مقاهي الشباب المختنقة بدخان النراجيل ومرارة اليأس من الحياة وعدمية المستقبل. عليهم ان يدخلوا لقلوب هؤلاء ويمنحوهم املا ووردة وشمعة شيوعية تنير ظلمات يأسهم، لان غيرهم لا يمكن ان يقوم بهذا الدور. امامكم مهمة نبيلة في توسيع قاعدة اليسار والديمقراطية واحلام الشباب المتوثب ، مقابل جبهة الظلام والتطرف ومافيات لصوص السلطة وتجار السياسة الرخيصة.. عليكم ان تعيدوا النظر بأساليب قديمة تهرأت ،ومرجعيات ايديولوجية استهلكت، لتصبحوا رقما صعبا يُحسب له الف حساب، ليس في مواسم الانتخابات فحسب ولا في دوي ساحات الاحتجاج المدني الذي تقودونه منذ اعوام دون ملل ولا كلل ،بل بالمراهنة على قيادة عملية التغيير الاجتماعي لمرحلة قادمة وانتم كفؤ لها، رغم صعوبتها ومشقتها في لحظة انهيار القيم الاخلاقية والاجتماعية، وتهرؤ الطبقة الوسطى التي هرستها عجلات الفاشية وايامها السوداء.
*********
تهنئة من القلب لكل شاب وشابة شيوعية / ياسين نصير
أعتز أني كنت شيوعيا، ويزيد اعتزازي اكثر عندما أجد أن الحزب الشيوعي العراقي ما يزال قويا بالرغم من النكبات والمحن. الحزب الذي استنشقنا هواء الثقافة والحرية والعمل من أوراقه وثقافته ودأبه الذي لا يكل عن النضال. هنيئا لكل الذين بقوا في صفوف الحزب، وعذرا لنا نحن الذين اجبرنا على ترك التنظيم، نتيجة للملاحقات والسجون والهجرة. فالشيوعية كما تثبت حقائق التاريخ، جزؤها الأهم هو الممارسة التنظيمية، والأجزاء الأخرى أن تكون مثقفا ووطنيا، وملتزما بقضايا الشعب، وأمينا لثقافة التقدم، ومستشرفا لأفق الوطن الحر والشعب السعيد.
للأن وانا اجد نفسي ضمن ركب الشيوعيين الميامين، وللآن وأنا افتخر ان سنوات تكويني النقدي والمعرفي والثقافي تعلمتها يوم كنت عضوا في خلايا الحزب في القرنة والبصرة وبغداد، ثم مسؤولا لعدد منها ، ثم عضوا في بعض حلقاتها الثقافية، وابتداء من عام 1958 يوم انتميت، وأنا ما زلت طالبا في دار المعلمين، لاتحاد الطلبة العام في الجهورية العراقية، ومن ثم للحزب الشيوعي العراقي، وحتى اليوم ما زلت شيوعيا، فكرا في كل السنين، ومنتميا في بعضها.
تهنئة لنا نحن الحرس القديم، من أننا نرى الحزب ثانية في عافية وتجديد، وقمة نضالية، وفهم جدلي للمرحلة التي يمر العراق بها. مئات من السنوات الضوئية للحزب الشيوعي العراقي وهي تضيء دربه النضالي الطويل، وما العمر الذي انقضى إلا تجديد مستمر في بنية الفكر والعقل والتصور للمستقبل.
تهنئة من القلب لكل شاب وشابة شيوعية يجدون طريقا مبكرا لفهم دورهم في صناعة الغد.
******
وردة للحزب/ زهير الجزائري
شمسي الكرباسي هو أول من زرع فكرة الشيوعية في ذهني. في بيئة دينية تعتبر الشيوعية كفراً . قال لي همساً جهز نفسك لأيام صعبة إذا اخترت هذا الطريق! هو الذي رفعني على كتفه لأقرأ على حشد من المتظاهرين :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر!
ثم أصرخ : يااااااا!
فلم يرد الحشد على هتافي.
منه تعلمت أن الشيوعية فكر عابر للطوائف والأديان
ان تحب الفقراء وتنذر حياتك لهم
أن تعمل دون أن تفارق الأمل
بالأمس كنت في ضيافة باقة من شباب الحزب الجدد، عززوا أملي بأن الحزب ، وقد تجاوز الثمانين ما يزال شاباً. وردة للشباب ، وردة للحزب !
وردة لشمسي الكرباسي ، أضعها على قبره !
********
زراعة الأمل/ د.سلام حربة
وقوفنا نحن العراقيين (المستقلين) في هذا الظرف العصيب من تاريخ بلدنا مع الحزب الشيوعي العراقي، وان لم نكن ضمن صفوفه تنظيميا أو أعضاء فيه ،دليل انحيازنا الى النزاهة والوطنية والتاريخ النضالي المشرف، ورسالة الى كل أحزاب الفساد والطائفية التي خربت البلد ونهبته منذ عام 2003: ان هذا الحزب ليس لوحده في مقارعة المخربين بل معه شعب كامل سيلاحقهم اليوم وكل يوم ويتظاهر ضد سياساتهم التي قذفت بالبلد الى المجهول حتى تكون خاتمتهم وراء قضبان السجون وفي مزابل التاريخ ..
مبروك للشيوعيين الذكرى الثالثة والثمانون لتأسيس حزبهم المجيد..
مبروك للثقافة العراقية وهي تزدهي بوجودهم وابداعهم ومبروك للشيوعيين ان الثقافة والايادي البيضاء وحب الوطن وحمله على اكتافهم هي من تدل عليهم..
لم يكن ستالين مغاليا حين قال (لو لم اكن شيوعيا لخجلت من نفسي) عمر طويل سيختم بالانتصار على السياسيين المرتزقة..
حقا انتم ملح الأرض وطعم الحياة اللذيذ..
انتم زراع الأمل وبسمة المستقبل الذي يلوح من بعيد رغم مرارة الحاضر..
كل عام والحزب يكبر في ضمير العراق..
*******
الشاعر جبار الكواز
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء
في ذكرى تأسيس حزب الجماهير الكادحة حزب الطبقة العاملة الحزب الشيوعي العراقي، الذي برهن على امتداد سنيّ نضاله العظيم، عمق ايمانه وانتمائه للوطن وللشعب وللمبادئ التي تسعى لبناء الوطن حرَا والانسان سعيدا، ارفع لأصدقائي الشيوعيين اينما جمعتهم الغربة واحتضنهم الوطن، كل المنى والتبريكات بمستقبل مضيء تنتصر فيه ارادة الخير والجمال والابداع، وهي تقف متصدية للتخلف وللظلامية وللموت وللتهميش.
ايها الاصدقاء المناضلون هنيئا للوطن ولنا بكم وهنيئا لكم وانتم تؤسسون لمستقبل عراقي زاهر ومشرق وسعيد.
والمجد والخلود لشهداء العراق الذين ضمخوا ارض الوطن بدمائهم الزاكيات.
***********
رسمية محيبس
قبل كان بمنطقتنه واحد منافق من يجتمع بهم المسؤول يكله: اكلك رفيق ترى حميد شوعي. كله شلون عرفت؟ كاله مبينه يومية جايب الجريدة الحمرة حدر ابطه. كاله خوش بعد لا تحجون وياه.
بس هو كان شخص لطيف تحبه الناس كلهه
هذا البعثي كال لربعه اكلكم شو رفيقنه كال لنه محد يحجي وي حميد، وهو كلها وياه وآنه فوك ما انطي ربع دينار بدل اشتراك يكولون علي كراش. والله راح ابطل احسن لي، انهبت كل شهر ربع دينار شنو شقبضنه من هالحزب الاكشر.
بس ما كدر يبطل صار اجتماع وراح يركض كال: رفيق اليوم حميد اجوه جوكة شوعية لبيته.
- ها وشلون عرفتهم شوعيه ؟
- مبينين مثقفين ..
كاله يا ملعون الوالدين، الشوعيه مثقفين واحنه ؟
صاحبنه انلصم وبعد التوبة ما حضر
(ملاحظة: حميد اسم رمزي)
عيدكم مبارك يالشوعية
**********
د. حسين القاصد
أدباً .. ثقافةً .. فكراً .. وعياً ..
تحضرّاً .. انسانيةً ..
نضالاً طويلاً .. وكفاحاً وصبراً ..
منذ تأسيسه وهو يتحلى بها ..
الحزب العراقي الوحيد الذي رفض المشروع القومي العربي ..
الحزب الوحيد الذي حمل الهم الرافديني ولم يخدع الشعب باكذوبة الحضارة العربية ..
الحزب الوحيد الذي كان من سمعته هو أنك حين تكون مثقفاً يتهمك الآخرون بأنك شيوعي ..
الف تحية لمؤسس الوعي السياسي العراقي..
الف تحية للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه.
كل عام والعراق (وطنٌ حرٌ وشعب سعيد).
************
مازلنا شيوعيين/ هاشم مطر
بعيدا عن المجاملة، وبعيدا عن التهكمات الفيسبوكية، وحتى الموضوعية منها، الصادقة والمصابة بطعون الزمن..
اقول: انها ذكرى مشرفة تلك التي تضعنا في مقام المحبة والسوية، حتى وان اختلفنا وان تباعدنا، ان احزنتنا وابكتنا، ان اشعرتنا بخيباتنا واحسستنا بالألم والمرارة، لكنها على مايبدو هي قطعة الحب الأثيرية التي ترسم للوداد قربا تضعه على مسافة من الرضا والامل، بأن شيئا في داخلنا يحصل على اقل تقدير، ونحن الغرباء في هذا الزحام الذي انفلت منذ عقود، فلم يكن لأجيالنا ما يشبهها، وكأنه النوع النادر المنقرض، فائق الصفاء والمبهر بثقافته وطيبته، بل بكل جرأته ومقاومته.
يااااااااله كم فقدنا احبة واصدقاء، وكم فقدنا امالاً كنا نعتقد بأننا على وشك حصادها.. وكم كانت للذكريات روح برية تجعلنا نعيش لحد هذه الذكرى.. كم من الدرابين اشتقنا لرائحتها، وكم من روائح قمصان الرفاق التي تبادلناها اشتقنا، وكم كان الوقت عسيرا ونحن نجر اعمارنا نحو آخر ذكرى، ربما، سنصاب بعدها بالزهايمر اللعين..
وبهذا الحيز البسيط للكلام، وما انطوت عليه حياة العراق من مآس بارعة في ايغالها بسلطة الخراب والقتل والدمار، ليس منشورا للسياسة، وانما هو منشور لزحام الروح بالنشيد الانساني النبيل.. اكتب كما تكتبون بسيل من التداعي والحسرة، وربما الدموع، وربما الاهمال الذي لا نريده ان يغادرنا. ذلك اننا لا نحب انفسنا بقدر ما نحب كل رفيق وصديق وكل من غادرنا، ونرنو بصمت لمن سيغادر قريبا..
اسمحوا لي ان اعانق صمتكم، ان اقبل عيونكم رفاقاً يحتفلون بذكرى ستبقى ذكرى نضيفها للذكريات اذا ما اتسع الوقت لذلك.. فما زلنا شيوعيين حتى وان لم ننتظم بحلقات، لكننا انتظمنا بمرارة الحزن الشفيف، والأمل الغائب ولا يعود. تقبلوا بعض عتبي ايها الطيبون.
اقبلكم جميعا
***********
تجربة صحفية مبكرة في "طريق الشعب"/عبد الزهرة زكي
كانت تجربة قصيرة لكنها لم تكن عابرة، لقد بقي أثر حي منها سواء في المسار المهني التالي أو في التربية الإنسانية.
ففي منتصف السبعينيات دعيتُ والصديق الشاعر الشهيد غازي الفهد من قبل الشاعر سعدي يوسف لممارسة تجربة العمل الصحفي الثقافي في جريدة طريق الشعب، ولم يكن أي منا، نحن الاثنين، قد مارس العمل الصحفي من قبل.
كلانا ما كنّا شيوعيَّين منظّمَين، وكلانا شاعران أصغر أقراننا من الشعراء الشباب سناً، لكن ثمة ثقة وتقدير خاص كانا وراء الدعوة التي تكرّم بها أبو حيدر سعدي يوسف حيث كان يدير ثقافية الجريدة في عز نشاطها وحضورها وفاعليتها.
حضرنا إلى الجريدة، معظم الأسماء الأكثر شهرة ممن نقرأ لهم على صفحات الجريدة كانوا هناك.
الرجل الأكبر سناً، كما أتوقع حينها، كان هو زكي خيري القيادي الشيوعي المعروف، وكان أن أثار وجودنا، نحن الشابّين الصغيرين، بين المحررين انتباهه، فسأل عنا، وحين جرى التعريف بنا، صافحنا، وكان بيده كتاب مترجم عن فلسفة العلم، ناولني إياه واقترح أن اقرأه وأن أكتب عرضاً عنه للجريدة إذا ما وجدتُ رغبة بكتابة العرض.
قبل أن نغادر كلّف سعدي يوسف صديقي الفهد بزيارة معرض تشكيلي كان في كولبنكيان وطلب منه إعداد تقرير عنه.
بعد خمسة أيام عدنا للجريدة، أنا بعرض للكتاب المترجم وغازي بتقرير عن المعرض، نشرت المادتان بعد يومين من دون أي تدخل فيهما.
كانت تلك أول كتابة غير شعرية أنشرها في حياتي، والأمر نفسه كان مع غازي الفهد.
لنستمر بعد ذلك محررَين في صفحة (أوراق الإثنين) المكرسة للمواهب الأدبية للشباب الجدد لأسابيع قبل أن أغادر بغداد إلى البصرة وجامعتها.
لقد كان المهم في التجربة هو تعزيز روح الثقة فينا بقدراتنا.. وكان الأهم هو الوقوف عن قرب على خبرات الكبار وكيفية عملهم.
بينما الذكرى التي ظلت حاضرة بقوة في بالي أن أحداً لم يسأل عن الانتماء ولم يوجه أحد عرضاً للانتماء.
لقد كان عملاً خالصاً للثقافة وللمثقفين الشبان وللمجتمع بشكل عام.
إنها تجربة ظلت دائماً تشعرني بامتنان للشيوعيين كمربّين ومعلمين وكمضحين وطنيين نادرين.
******************
في العيد ٨٣
فالح عبد الجبار
للبشر هو عمر شيخوخة، للحركات الثورية هو عمر النضج
ما تعلمناه من الحزب الشيوعي يسع عمرا ، تنظيم الوقت، المثابرة على الإنجاز، العمل الجمعي، المراجعة و المتابعة، التثقيف الذاتي، حفز البحث. يتعلم المرء ذلك كله
ويتعلم ايضا من الأغلاط الفردية او الجماعية، فن التفكير المنظم و النقد
ويلتقي بعقول عميقة وأناس بسطاء
من القمة والقاع من الفكر النقدي الى انغلاق الدوغماتية
كما يصادف المرء حنان الوفاء ودفء الصداقة او انياب التحاسد ومخالب التباغض
الحزب وعاء حياة ثر
تغرف منه وتستزيد
لعل احترام الأقوام وحقها في العيش
بغض الحروب
ومعاندة ضروب العوز والبحث عن الكرامة الانسانية من افضل القيم التي تفوق ادعاءات الإسلاموين
يكفي ان لا سارق في العراق الجديد سوى مدعي الإيمان
*****
كنتُ شيوعياً!/ احمد عبد الحسين
لا تصدقوا العنوان فأنا لم أكنْ يوماً ما شيوعياً. (يمكنكم اعتباره كذبة نيسان أو نكاية بالسيّاب!)
الحقيقة أني كنتُ في طفولتي أهابهم وأودّ لو أكون مثلهم، كانوا حولي، أصدقاء أخي الأكبر، في مدينة الثورة "الصدر لاحقاً" مهذبين، مثقفين، متسامحين، شغوفين بالحياة ومرهفي العاطفة (رهافة العاطفة سألحظها عند كلّ شيوعيّ العراق الذين التقيتهم في سنوات المهجر، ربما الأمرُ محض مصادفة لكني لم ألتق شيوعياً إلا وكان دامع العينين).
ذهبتُ، أنا الطفل المبهور بهم وبكتبهم، معهم في سفرات أيام الربيع، في سفرة لصدور ديالى (هل كان عمري 7 سنوات؟) أسمعني "كريم عناد" قصيدة عن حزبه أتمنى أن لا أذكرها الآن وأن لا أسمعها مرة أخرى فقد نسيتها وأريد أن أظل ناسياً إياها، لأني أدرك اني إذا استعدتها تعود مجرد كلمات، بينما هي الآن ـ بفضل ذاكرة الطفل الذي كنته ـ قوسُ قزح.
كرماء الأخلاق، سمحون. أذكر نقاشات كريم ذياب مع حيدر الياسري (الأخير من حزب الدعوة واستشهد في سجون صدام لاحقاً)، لن يقيّض لي فيما بعدُ أن أرى نقاشاً أهدأ ولا أرقى من ذلك.
لم أكن شيوعياً، لكني كنتُ أرى محنتهم، أرى بكاءهم خفية واختفاءهم واحداً إثر آخر، كنت معهم وهم يحرقون على السطح كتبهم الحمراء، معهم وهم يدفنون أكوام كتب أخرى في الحُفر، معهم وأنا أرى آثار التعذيب على أيديهم. لكني لم أكنْ شيوعياً.
الأحزابُ التي كانت متاحة في طفولتي ثلاثة: البعث والدعوة والشيوعيّ.
لم أكن متحمساً للأحزاب الإسلامية (رغم اني مررت لاحقاً بفترة دينية عميقة) لأني رأيت أنها تضع ستاراً بيني والحياة التي أردت أن أعيشها حين أكبر، ومنعني من دخول حزب السلطة احتقاري للغطرسة التي كان عليها البعثيون، وهل البعث إلا كرش وشوارب وبدلة سفاري؟. لكن ما منعني من أن أكون شيوعياً هو المهابة، تلك الصورة التي خلقها خيالي الطفلُ عن الشيوعيّ بسبب أولئك الذين رأيتهم من الشيوعيين، صورة رجل ناكر لذاته، محبّ، وقته وجهده ليسا من أملاكه، ويظلّ حتى وهو في قمة الفقر والبؤس يأبه لأمر الناس.
لم أصدّقْ يوماً أني سأستطيع أن أكون على هذه الصورة، رأيت أنها مهمة ملحمية مستحيلة، ولذا لم أكن شيوعياً.
في طفولة كلّ منا أنبياء وملائكة صالحون، هم أولئك الذين مروا علينا ووهبونا مثالاً على أن الإنسان خير كله، وأننا يمكن أن نكون مثلهم. بعضكم كان أنبياء طفولته رجالَ دين، أو أبطال روايات. البعضُ الآخر آباءهم أو أخوتهم الكبار أو أصدقاءهم، آخرون لهم أنبياء من صنع خيالهم، أما أنا فأنبياء وملائكة طفولتي كانوا شيوعيين.
لكني .. لم أكنْ شيوعياً.
*******
هذا المساء  في حفل عيد التأسيس / معن غالب
لست شيوعا لكنني احبهم فالشيوعية أكبر مني ومن ادائي
- الشيوعية تعني نقرة السلمان وسجن رقم واحد والمادة 200.
- الشيوعية أن تبقى نظيف الاردان لم يلطخك مرق الفساد.
- الشيوعية أن تقترح الأفكار مدعمة بالابتسامة وان تضيء ظلام العقول بنور ما تؤمن.
- الشيوعية أن تستفز من يخالفوك الفكر لتفتح أبوابا جديدة في تفكيرهم .
- الشيوعية امينها الاستاذ رائد فهمي وهو يغادر وزارته فيعود من سيارته ليعيد قلمه إلى مقلمة مكتب الوزير لأن القلم ملك للمكتب.
- الشيوعية صديقي الاستاذ يونس الجنابي الشقيق الأكبر لوزير الموارد المائية ولا يرضى أن يكون إلا الشقيق متجنبا مراوس أخوة المسؤولين.
فكيف لي أن أكون شيوعيا .
آلاف التهاني والتبريكات بالعيد الثالث والثمانين لتأسيس حزب الكادحين والصادقين العمال والفلاحين والشبيبة .
************
تلك الصبية في شارع الكفاح / بقلم: جمعة الحلفي
انتميت للحزب الشيوعي العراقي في ربيع العام 1969 وكنت لا ازال في الخدمة العسكرية، جندياً في القاعدة الجوية بالحبانية. بعد انتمائي رحلت الى خلية حزبية في شارع الكفاح وتسلمني رفيق بالقرب من مدرسة في منطقة صبابيغ الآل مقابل كراج النهضة الحالي.
كانت العلامة للتعارف أن امسك بيدي اليسري صحيفة الجمهورية وفي اليسرى مسبحة صفراء، بذلت جهداً كبيرة حتى استعرتها من والدي، الذي استغرب هذا الطلب، فأنا لم أكن استخدم مسبحة في حياتي اليومية.
اخذني الرفيق مباشرة لاجتماع الخلية في منزل يقع في بداية شارع الكفاح بالقرب من سينما غرناطة. كانت العائلة التي استقبلتنا بترحاب واحترام كبيرين ميسورة الحال والمنزل أنيق مرتب. وقد تفاجأنا بإن من قدم لنا الشاي والكليجة قبل الاجتماع، صبية رائعة الجمال هي شقيقة رفيقنا في الخلية. وكان مصدر المفاجأة هي أننا كنا من عائلات محافظة من غير الممكن أن يرى زائر أو ضيف، شقيقاتنا أو زوجاتنا في أي حال من الأحوال، فكيف بصبية بهذا الجمال. بعد حين علمت من خالد أن شقيقته هي أيضاً شيوعية مثلها مثل والدتها التي استقبلتنا بابتسامة رائعة وهي تفتح لنا باب المنزل.
في تلك اللحظة بالذات عرفت أن هناك عائلات أو مجتمع غير عائلاتنا ومجتمعنا. كنا خمسة رفاق عدا مضيفنا خالد، ثلاثة من مدينة الثورة وإثنان من الكفاح نفسها وكانا على علاقة صداقة مع خالد كما تبين لي فيما بعد.
رحب بي الرفاق أولا، باعتباري جديداً على الخلية، ثم بدأنا اجتماعنا وكنت أشبه الأطرش بالزفة، فهذه هي المرة الأولى التي احضر فيها اجتماعاً حزبياً، بعد بضعة اشهر قضيتها كصديق للحزب.
كنت تعرفت على الحزب من أجواء عائلتي، فقد كان أخي الكبير (عبد الواحد) شيوعياً اعتقل في زمن عبد الكريم قاسم إثر مشاركته في تظاهرات تطالب بالسلم في كردستان، وكنت ارافق والدتي عندما تحين زيارته وهو في معتقل الفضيلية. ولطالما سألته في تلك الزيارات، التي كنا نحمل له خلالها أنواعاً من الطعام في صفرطاس، عن سبب سجنه، وكان يبتسم ويقول لي من "تكبر تعرف".
وكان ابن عمي (داخل محمد) شيوعي هو أيضاً، وقد زرع (داخل) في محيطنا نحن أبناء العم بذرة قوية للميل الى الفكر الشيوعي، وكان نموذجاً رائعاً لأخلاقيات هذا الفكر وثقافته ومشاعره الانسانية.
في خضم الخلاف داخل الحزب، الذي حدث في تلك الفترة، ومن ثم حدوث انشقاق ماسمي بالقيادة المركزية، تفككت بعض الخلايا الحزبية ومنها خليتنا إذ ذهب البعض مع الإنشقاق. ولم تكن لدي فكرة واضحة عن حيثيات هذا الموضوع أذ كنت لاأزال في الثامنة عشرة من العمر، لهذا فرط العقد ووجدت نفسي لا في الحزب ولا في القيادة، لكني سرعان ما عدت بعد نحو سنة ونصف السنة، لأنتمي مجدداً عن طريق أحد اقربائي واسمه عبد الزهرة، وكان مكان ترحيلي الى الخلية الجديدة في (ساحة الطابوق) بمدينة الثورة (مستشفى الأطفال حالياً) جاء الرفيق الجديد وهو ينتعل شحاطة سوداء ويسحب دراجة هوائية، وأخذني مشياً على الأقدام حتى نهاية المدينة، لأجد نفسي في منزل متواضع ليس فيه غير غرفتين صغيرتين حشر الرفيق المضيف أمه وزوجته وأولاده الثلاثة في واحدة واجتمعنا في الثانية، وذهب الرفيق قبل الاجتماع ثم عاد يحمل صينية الشاي والكعك فتذكرت حينها تلك الصبية في شارع الكفاح.
في عيد تأسيس الحزب 31 آذار عام 1972 كلفت بتصميم بطاقات للمعايدة بالمناسبة، وكنت اتمتع بموهبة خطاط، فصنعنا عشرات من هذه البطاقات الملونة ووزعناها على الأصدقاء والمعارف في مدينة الثورة. من يومها تأكد البعثيون في المنطقة من هويتي السياسية (كشيوعي رسمي) ومن ثم بدأت الاعتقالات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزء من مادة طويلة عنوانها "تحولات شارع مريدي". انشرها مع التحية للحزب الشيوعي العراقي في مناسبة احتفاله بعيده المجيد.
********
تهنئة / التشكيلية بشرى سميسم
كل الحب والجمال لحزبنا الجميل الحزب الشيوعي العراقي في ذكراه 83
الحزب الذي لم يهادن يوما ولم يرضخ يوما ولم تتلطخ يده بالدماء ولم يسرق ولم يرتشي ..
كل عام ونحن نحتفل بذكرى ميلاده الاغر.
******
الشاعر رياض الغريب
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد أدباء العراق
مرة
قرأت "طريق الشعب"
وحين مات أبي
همستُ له:
لا تحزن
مازالت في القلب
..
تحية لكل الكادحين والشغيلة والفقراء في العالم
******
الفنانة عفيفة لعيبي
عندما تقتل السياسة الحب وتقتل حب الجمال فينا فهي سياسة قبيحة وفاسدة، ومدمرة للوجود الانساني.
عندما انتميت الى الحزب الشيوعي العراقي قبل اكثر من أربعين عاما تعمق عندي حبي للفن والثقافة والتعلق بما هو جميل ونبيل خلقا وسلوكا وأصبح هو هدف كل توجهاتي.
كل الانتكاسات التي عشناها ومررنا بها لم تقتل عندي هذا التوجه . شكرا ومن أعمق اعماق القلب للحزب الشيوعي العراقي الخالد ولكل رفيق وصديق شيوعي كانوا مجتمعين على نفس الأساس: حب الانسانية والجمال والدفاع عنهما.
****
عراقيون/القاص والمترجم د. علي عبد الامير صالح
في شبابي ، وتحديداً في سنوات الجامعة بين عامي 1973 و1978 ، صادقتُ كثيراً من الطلبة الشيوعيين والتقدميين ، ولا زلتُ ، حتى الآن ، أذكر صداقتنا الطيبة ، والأفكار النيّرة التي كنا نتبادلها . وأكاد أجزم أن الفكر الماركسي له فضل وتأثير كبير على كل مثقف عراقي حقيقي ، وكل كاتب منتج ، ولهذا كبرنا ونحن نتبنى أفكاراً ورؤى وتوجهات عابرة للأديان والمذاهب والأعراق والجندر ، ولا زلنا نحب بلدنا العراق ، ولم نغادره حتى في أحلك الظروف ، وأول صفة نكشفها للآخرين عندما نلتقيهم أو نكتب لهم الإيميلات هي : إننا عراقيون .
******
صانع الجمال الماهر/ مهدي القريشي
معظم أدباء العراق ومثقفيه تخرجوا من مدرسة الحزب الشيوعي العراقي الثقافية، حتى صار من يتعاطى الثقافة في العراق تلاحقه سُبة يطلقها المغاير ( فكرا او توجهات او ايدولوجيا ) بالانتماء للحزب الشيوعي.
وهذا اعتراف ضمني على ان الاخر يفتقر الى مقومات الثقافة الجماهيرية وبالتالي خواء منتسبيه الى ثقافة تنافس السائد من الوعي .
وعليه فنحن الذين امتهنا صناعة الجمال وتمرسنا في حرفة تعاطي الادب والثقافة ان نحتفل مع معلمنا الاول ، صانع الجمال الماهر ، وواهب الثقافة بلا مقابل ومبرمج بوصلتنا (يوم كنّا شبابا) نحو كنز المعرفة ، الحزب الشيوعي العراقي ونحتفي به كحزب مدافع عن حقوق الجماهير المسحوقة من العمال والفلاحين والفقراء والمثقفين
********
من الكاتب والصحفي علي قاسم الكعبي
الى من عمرهم تجاوز 83 عام ولا زالوا كادحين يتوسطون الفقراء...
الى اصحاب الايدي النظيفة الى رجال ونساء حزب الفقراء والكادحين، الى ابناء العراق الاصلاء، الى عبق التاريخ والنضال ...اهنئكم بعيدكم الثالث والثمانون متمنيا لكم الاستمرار والتطور والتقدم وان نستظل بظلكم قريبا في دولة مدنية، بعدما عاث فيها الاخرون فسادا وجورا.