المنبرالحر

مآتم العزاء.. مسارح تعزف سمفونية الموت العراقي / خليل العراقي

ليس بجديد ان يستهدف الظلاميون، وشراذم القاعدة، والتكفيريون تجمعات الابرياء في مآتم العزاء
انها واحدة من الاساليب القذرة، والتكنيك المتجدد لهؤلاء القتلة في تنفيذ استراتيجية سفك الدم وعمليات الابادة الجماعية لشعبنا.
الكل يتذكر بألم ومرارة مآسي وفواجع مجالس التأبين غداة تفجيرات قضاء الطوز وتلعفر واقضية وقصبات ديالى.
ما حدث في مجالس عزاء مدينة الصدر وحي الطعمة والاعظمية ليس الا حلقة من حلقات مسلسل الموت الذي بات له اول وليس له آخر.
لا يختلف اثنان ان مجالس العزاء (الفواتح) في المناطق ذات المكون الشعبي والعشائري، تعد من الساحات الرخوة التي يتسلل اليها القتلة، كما تعد من الثغرات الامنية المفتوحة سهلة الاختراق للايقاع باكبر عدد من الضحايا.
ولكن ما قولنا في التقاليد والاعراف الاجتماعية الموروثة..! صحيح ليس لاحد الحق في ان يمنع الآخر من التعبير عن مشاعر الحزن والالم وتلقي المواساة لفقده عزيزا او قريبا، ولكن من الحق على هؤلاء الطيبين الذين لا هم لهم الا ابداء سجية الاحتفاء بالقادم لاداء الواجب الا اكرامه والامتنان منه، رغم حزنها على الفقيد، من الحق عليها ان تعي ما يقدم عليه البعض ويخطط له.
ما حدث بالامس، لا يختلف عما حدث ويحدث يوميا في المساجد والحسينيات ودور العبادة والشوارع والاسواق والمدارس والبيوت الآمنة والمقاهي التي تجمع الشباب لمتابعة مباراة للمنتخب الوطني في ظل ظروف الانفلات، والتخبط الامني الذي لا يعتمد الا مبدأ رد الفعل من قبل الاجهزة الامنية في اعقاب الحدث، دون ان تكون لها بصمة واضحة في تحقيق ضربة استباقية او أي جهد في استباق الحدث للحيلولة دون وقوعه. وهذا يدل على غياب استراتيجية الامن الوقائي بسبب عدم التنسيق بين الاجهزة المختلفة وانعدام الجهد الاستخباري الحقيقي لمنظومات حفظ امن المدن في الداخل بتعقب المجاميع الارهابية وتفكيك تنظيماتها ونسف الملاذات والحواضن التي تؤويها. كذلك انعدام الجهد المخابراتي خارج الحدود مع دول الجوار لغلق منافذ التدفق ومصادر التمويل، وعدم الاكتراث بتطهير الاجهزة وحمايتها من الاختراق.
يبقى ان نؤكد ان نشر القوات بكثافة على الارض وغلق الشوارع ومداخل الازقة بالكتل الكونكريتية الصماء وخلق الاختناقات المرورية باعتماد اجهزة السونار (ID) الفاشلة في السيطرات، لا تغني من فقر ولا تسمن من جوع في حماية المواطن، بل تزيد الطين بلة بازدياد اعداد الضحايا من ابناء الوطن يوما بعد يوم في مآتم العزاء، وغيرها من المسارح التي لا تكف عن عزف سمفونية الموت العراقي.