- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 09 آب/أغسطس 2017 18:26
تعرضت الكوادر التدريسية على مختلف مستوياتها إلى الاعتداء من قبل الطلبة وأولياء الأمور حيث استقبل مستشفى الحبوبي في محافظة ذي قار أستاذا تعرض الى عدة طعنات بالسكين عند خروجه من احد المراكز الامتحانية القريبة من المستشفى وجاء الاعتداء بعدما كشف الأستاذ حالة غش عند احد الطلاب الذين يؤدون الامتحانات الخارجية وعند انتهاء الدوام قام الطالب بالاعتداء عليه وطعنه، ولم يقتصر الاعتداء على الكوادر التدريسية من الذكور فقط بل وصل الأمر إلى الإناث أيضا كما حدث في محافظة ذي قار أيضا حيث اعتدى احد الآباء على مديرة إحدى المدارس نقلت على أثرها إلى المشفى . هذه الاعتداءات وغيرها التي شهدها الوسط التعليمي في العراق في الفترة الأخيرة تسلط الضوء على أزمات متعددة منها أسباب خاصة بالأسرة حيث تعتبر الأسرة المصدر الأساس للعنف المدرسي فالسنوات الأولى من حياة الطفل هي التي تحدد الإطار العام للشخصية الإنسانية وحيث إن الصراع والعنف العسكري والسياسي من خصوصيات المنطقة العربية عامة والعراقية خاصة على مدى أجيال فقد انتقلت آثار ذلك إلى الأسرة العراقية خصوصا وبالتالي أصبحت الشدة والقسوة تتغلغل في نفوس وتوجهات التنشئة الاجتماعية للأسرة العراقية في تربيتها لأطفالها وبما إن السلوك ليس نتاجا فقط للحالة الراهنة بل هو محصله لخبرات ومشاعر وأحاسيس ومؤثرات بيئية ونفسية واجتماعية سابقة وحاضرة إذا فالطفل ينقل كل ذلك إلى المدرسة ليحدث بعد ذلك التفاعل بين العوامل السابقة والحالية ليتولد عنه سلوك الطفل المدرسي العنيف، بالإضافة إلى عوامل مدرسية منها قسوة المعلمين والمدرسين واستخدامهم العقاب البدني والنفسي، إدارة مدرسة تسلطيه ،إهمال الوقت المخصص للحصص والأنشطة البدنية والفنية ،الروتين والمناخ المدرسي المغلق يساعد على عدم الرضا والكبت والإحباط مما يولد تصرفات عنيفة عند الطلاب ،كذلك عدم وضوح القواعد والضوابط التي تحدد السلوك المرغوب والسلوك غير المرغوب بشكل واضح ، عدم وجود فريق متخصص يعمل على دراسة ظاهرة العنف والتعامل معها بشكل مخطط.
وللحد من هذه الظاهرة لابد على الحكومة من تفعيل المواد القانونية (230،231،232) والواردة في قانون العقوبات رقم (111) لسنه 1996 والخاصة بالاعتداء على موظفي الدولة إثناء تأدية عملهم لان عدم التعامل مع حالات الاعتداء على الكوادر التدريسية بحزم سوف يوثر على انتظام العملية التربوية والتعليمية وإشاعة الفوضى كذلك على منظمات المجتمع المدني والإعلام الوطني القيام بدورهم في نشر ثقافة احترام التدريسيين لأنهم الأساس في بناء البلدان وتقدمها وتعزيز ازدهارها ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف وليكن شعارنا التعلم لحقوق الإنسان وليس تعليم حقوق الإنسان.