المنبرالحر

متى يحل يوم القيامة في العراق ليكنس الفاسدين ؟!! / حيدر سعيد

صعقت المؤسسة الفاسدة المالية والادارية السعودية التي حتى الامس القريب تعيش في مأمن ولا تكترث لاي تحول ، تجريه السلطات السعودية ، فهي تستطيع من خلال الاموال التي اكتنزتها على حساب المال العام ، ان تغير ميزان القوى لصالح مؤسساتها المالية والعسكرية، خاصة وانها كالاخطبوط تنشر مجساتهافي كل زوايا البلد وبنوك الدولة .بنت امبراطورية تكدست فيها الاموال الحرام على حساب الفقراء والكادحين، ومن خلال سلطتها المالية تلك ، كونت شبكة من الفاسدين غطت مساحة المملكة،اصبحت بمرور الوقت قوة على الارض تتحكم في اتجاه سياسة المملكة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ،ترتبط بمؤسسات الدولة ولها اليد الطولى في اصدار القرارات ،حتى غدت اسماؤهم حيتان فساد اداري ومالي يشار لها بالبنان ، لاتستطيع المملكة التي انتجتهم الا ان تنحني لرؤوس اموالهم الملطخة بدماء الفقراء والكادحين من السحت الحرام .
ان الاسماء المعلنة من الامراء الفاسدين لم يكن التصدي لهم سهلا ، لكن قرار الحكومة السعودية باعتقالهم وفضح فسادهم ، فيه من الجرأة والاصرار ما يفوق التصور ، خاصة وان مكانتهم في العائلة المالكة جدا مؤثرة ، وهذا احدث هزة عند بقية الفاسدين في منطقة الخليج ومناطق اخرى .
ان اصطياد الامراء السعوديين الفاسدين كان مفاجئا وسريعا ،لم يترك لهم مجالاًللمناورة والالتفاف كما هو ديدنهم دائماً !!
هذا الاجراء لمحاسبة الفاسدين الذين هم جزء مهم من المتنفذين في النظام السعودي، على الرغم من تحفضنا على جدية هذا الاجراء مستقبلا !! لكنه كان توجها جديدا ، في وقت تجتمع في ايدي هؤلاء المتنفذين الفاسدين الثروة من افواه الجياع ، تستخدمها في تثبيت مواقعهم وشراء الذمم في مؤسسات الدولة وتجيشها لخدمة فسادهم ونهب المال العام
هذه الخطوة طبقتها السلطة في السعودية على السريع وبارادة وتحدي .
ونحن في العراق ومنذفترة طويلة نسمع مسالة محاسبة الفاسدين من قبل المتصدين لنظام المحاصصة والمتنفذين ، لكن لم يتحسس شعبنا العراقي على الواقع ما يشير الى ان هناك جدية في اتخاذ مايجعل شعبنا يصدق على مايرفع من شعارات، ؤدي فعلاً الى تقديم هؤلاء الفاسدين الذين اوصلوا البلد الى هذاالنفق المظلم ، واداروا ظهورهم للارهاب ليحتل ثلث اراضي وطننا ولازالوا سائرين في غيهم وفسادهم ، وبصلافة لانظير لها يغطون على ماجنوه على الشعب العراقي من ويلات وكوارث، ويتبجحون بالوطنية والوفاه والنزاهة كذبا وزورا.
نقول للسيد العبادي وهو المتصدي للارهاب باعتباره على رأس السلطة التنفيذية وقد اثبت نجاحه في هذا الطريق النبيل، ان الفساد لايقل خطورة واهمية من الارهاب لذلك فان التوجه وبواقعية وارادة وطنية مخلصة كما عهدناه على الرغم من محاولات الفاسدين المتنفذين لعرقلة وتحجيم توجهه لمحاسبتهم ، دون تمييز خاصة كبارهم، وبذلك يكمل مشواره المخلص في تطهير البلد من هذه الآفة الخطيرة التي عشعشت في مؤسسات الدولة .ورسالته من كربلاء جاءت لتشير على ان مزابل البلد لاينفع معها غير الكنس والا فان عملية التغيير والاصلاح ستبقى حبرا على ورق، علما ان ذلك يحتاج الى يوم قيامة يقبر من خلالهاالفاسدون ودون رجعة.
ونقول كما قال الجواهري ناصحا من المخاطر المحدقة بالبلد :
اشدد الحبل وضيق من خناقهم
فربما كان في ارخائه ضرر