المنبرالحر

مهام جديدة بعاتق الشباب 3 / د. علي الخالدي

إن مهمة التغيير , وكنس ما ولده نهج المحاصصة من مآسي لشعبنا شمل كافة اﻷصعدة , وبصورة خاصة تصاعدر كائز اﻷنفلات اﻷمني , و مبررات توقف اﻹصلاح الذي وعدوا به , يعد في صدارة المهام التي تلقى على عاتق الشباب في الظرف الراهن , بإعتبارهم القوة المحركة للشارع العراقي , التي يتوقف على تحركها كما أثبتت الوقائع في الماضي والحاضر , صيانة إنتصارات شعبنا وتأمين مستقبله في الحياة الحرة الكرية , سيما بعد تفاعل القانونيين وأياهم في مطاليبهم المشروعة , التي بتحقيقها سيتوقف تواصل تظاهرهم , وسينتهي أسلوب التواثي وخراطيم المياة وحتى اﻷعتقال والتعذيب من قبل قوات النظام , وسيتوجهوا الى تحشيد المواطنين , للمساهمة في اﻹنتخابات القادمة , للإدلاء بأصواتهم دون ريبة من سرقتها , وإختيار من تحمل مسؤولية الدفاع عن مصالحهم في السابق والحاضر . ممن شاطرهم مآسي اﻷنظمة الرجعية والنظام الصدامي الفاشي , وعانوا وإياهم الفقر والكدح والنكد , والذين ينأون عن مجرد التفكير بمليء الجيوب وتراكم رأس المال في البنوك اﻷجنبية

لقد رسخت اﻷوضاع الحالية , فكرة البطالة في وعي الشبيبة , وقادتهم الى أن لا يقفوا مكتوفي اﻷيدي جانبا , تجاهها, وتجاه تحديات المرحلة التي يمر بها عراقنا , في ظل نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية أس خيبات النظام ومآسي معيشة جماهير شعبنا , فنشاطهم السياسي- اﻹجتماعي قد تصاعد مؤخرا ونضالهم المطلبي أخذ يقلق الفائمين على النظام , فيعيقوا تظاهراتهم حتى أنهم يوعزوا لقوات حماية نظامهم ,أن يفرقوا تظاهرهم بالقوة المفرطة بإستعمال التواثي وحتى الرصاص الحي . لكن هذا لن يفل عزمهم أو يستكين في مواصلة قضية الشعب والوطن في التفاهم المتبادل والتعاون من أجل بناء المجتمع المدني الديمقراطي الذي يتبنى العدالة اﻷجتماعية في تطوره اللأحق.

فعلى الصعيد الطلابي يتصاعد حاليا نضال الطلبة , من أجل إشاعة الديمقراطية في التعليم , وينهض في سبيل ذلك إتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق , بالنشاط الرامي الى تحقيق شعار يهم الجميع ( التعليم حق وليس إمتياز ) عبر تحقيق تمويل أفضل للمؤسسات التعليمية وجعل التعليم العالي اسهل منالا , ولكل العراقيين ممن تتوفر فيهم شروطه , وتحسين اﻷقسام الداخلية , واﻹسراع في دفع المنح الدراسية , وتأمين العدالة بالمنح الدراسية للخارج لتشمل كافة أبناء شرائح مجتمعنا , ضمن الشروط العلمية, والعمل على خلق الظروف الطبيعية للحصول على فرصة عمل, بدون إنتقائية قائمة على اﻷنتماء الطائفي, والمحسوبية , وإبعاد ذلك عن البعد الطائفي , والعرقي . هذا لن يتم إلا عبر المساهمة الجمعية لطلبة العراق , في وضع قضاياهم وبإلحاح أمام مركز إهتمام الهيئات الحكومية واﻷحزاب القائمة على الحكم , وتصعيد تحركهم لتنشيط اﻷوساط اﻹجتماعية الواسعة للدفاع عن حقوق الجيل الفتي ومصالحه
أما المهمة التي تعقب ما تفرضه قوتهم الصوتية والثقل اﻷنتخابي لرافضي النهج الطائفي , هي المساهمة الفعالة في مكافحة اﻷمية , وجعلها مهمة وطنية عامة , كي لا تستمر بتفاقمها من عام لعام , واﻹستفادة من حيوتهم ونشاطهم , رهن بدل أتعاب كمصدر رزق ( غير معيب في الظرف الراهن إسلوب البطالة المقنعة ) , لحين إستيعابهم في عملية تنمية أقتصادية وبشرية علمية . تجدر اﻷشارة الى أن اﻷمية التي كانت سائدة قبل ثورة تموز , في عهدها كادت أن تصفى نهائيا بحملة مكافحة اﻷمية التي لعب الشباب دورا رياديا بها
لقد علمنا التاريخ القريب والبعيد إن عملية تجييش أي فكر أو مذهب , يكون الشباب وقودا لنارها , التي يسعرها قادة تلك اﻷفكار , فهتلر حرق المانيا وشبيبتها بحربه من اجل طغيان الفاشية بالحرب العالمية الثانية ومعها شبيبة أوروبا وعشرات الملايين من مواطنيها , ورجالات التجيش القومي العربي من حزب البعث الفاشي دمروا العراق , و زرعوا الفتنة الطائفية , بغطرستهم وكبرياءهم الوهمي فدخلوا مزبلة التاريح , وكان الشباب وقودا لعنجهياتهم وحروبهم العدوانية , واﻷن يُسخر الشباب بعد التغيير عبر الميليشيات الطائفية , التي تختفي وراء عباءة اﻹسلام السياسي , والتجييش الطائفي لضفتي صراعه , في العراق و بلدان الشرق اﻷوسط
فالمهمة الآنية حاليا تتطلب توحيد جهود التصدي للفكر الطائفي والمحارق التي يبتدعها حاملوه, و خاصتا ما يطرح من مشاريع تلتف على قانون اﻹنتخابات , وتجاهل قرار المحكمة اﻹتحادية , وما يسوق من قانون لتطبيق الشريعة الجعفرية , الذي سيزيد تصعيد الشد الطائفي , وسيعمل فيما إذا تُبني من البعض , على زرع البغضاء و تشتيت التلاحم المجتمي , وسيكون الشباب وقودا ﻹنعكاساته الطائفية , باﻹضافة لكونه سيضع شروط صيرورة مبدأ بايدن في تمزيق العراق طائفيا وجغرافيا.

. إن ما مر ذكره يضع الشعب العراقي وطليعته الشبيبة , أمام مسؤوليات تتطلب شحذ الهمم وتوحيد الجهودهم , للتصدي لرافعي شعارات التجييش الطائفي في عراقنا , والعمل على كا ما من شأنه فتح أبواب عودة الطائفيين الى موقع القرار , بتحشيد الناس والمساهمة الفعالة في اﻷنتخابات , بغية أحداث التغيير الذي يلبي مطلب شمول مردودات التغيير كافة شرائح نسيج المجتمع العراقي, ولكي يواصل العراق الجديد , طريقه نحو بناء المجتمع المدني الديمقراطي لعراق فدرالي موحد.