مجتمع مدني

صبيحة هادي .. مناضلة تعمل بصمت

كوريا رياح, احمد الغانم , سالم الحميد
الطيبة عنوان الشيوعي .. هذا أول ما يخطر على بال من يرى الرفيقة صبيحة هادي أول وهلة. هذه المناضلة التي رافقت مسيرة الحزب بنضاله العنيد وهو يواجه آلة الإرهاب البعثية. تعمل اليوم في أرشيف "طريق الشعب" بعد أن كانت من ضمن العاملين الأوائل من كادر الجريدة.
التقينا بها وحاورناها وسألناها اولاً عما أضافه الحزب لشخصيتها كامرأة.
قالت: في البداية عملت في الشبيبة وكان ذلك عن طريق الرفيقة. الهام حسن (زميلتي)، وهي شقيقة الرفيق جعفر حسن . وبعد ذلك صرت عضواُ في الحزب. انتمائي للحزب أضاف لي الكثير ، ومنحني القوة . شعرت إني قوية بالحزب ، لذا لم أعبأ بما سيحدث لي ، ربما أعتقل أو أموت. ورغم أن عملنا كان بين العمل السري والعلني إلا أني كنت أتعرض إلى مواقف كثيرة من اللوم والتعنيف والتهديد من قبل العائلة، لكني أبيت أن أحيد عن طريق اخترته ورسمت خطوطه العامة. لذا واصلت العمل بنكران ذات.
ماهي أهم محطة في حياتك..؟

لعل ما ترك في نفسي أثراً بالغاً وأعطاني دفقا من القوة والإرادة، الطلب الذي وصلني من الرفيق كمال شاكر وكنا نسميه "شيخ الشباب"بان اتسلم مهمة مسؤولية بنات من الكرخ في منظمة الشبيبة . وقال لي: أن هذه مهمة جسيمة ولثقتنا العالية بك، نكلفك بها، وأنت يجب أن تقومي بها بنكران ذات. أتركي العواطف جانبا وتوجهي للعمل فورا . وبالفعل كانت مهمة صعبة جدا ، كنت اجتمع مع البنات من جهة. ومع الشباب، ومعي بنت واحدة من جهة أخرى. كنا حين نحضر اجتماعا للجنة بغداد في أحد بيوت الرفاق نذهب تباعا نحن البنات أولا ومن ثم يأتي الرفاق بالتوالي .. كنا كل واحد يمثل منطقة من مناطق بغداد ..

سألناها عن أبرز مناضلة شيوعية التقت بها فقالت:

هناك كثيرات، لكن من تركن في نفسي أثرا هما أم بشار وهي شخصية رائعة ومثالية لم نكن نعرفها إلا من خلال اسمها هذا بسبب الظروف الأمنية، ثم مسؤولتي الحزبية شميران موركل.
وسألناها: متى عملت في الطريق ؟ اجابت: منذ العدد صفر وعن طريق جعفر حسن. عملت في البدالة ثم اختاروني للذهاب إلى موسكو في دورة مهنية. الفريق كان مكونا من أربعة عشر رفيقاً بينهم أربع رفيقات، كانت واحدة منهن من الثورة واثنتان من النجف وأنا. عملت على اللا ينو تاب ، عمل معقد يتطلب مهارة وجهداً كبيرا،ً كما انه من الأعمال الخطرة بسبب التعرض إلى الرصاص بشكل مباشر .و من الرفاق الذين عملوا معي في الجريدة أذكر الرفيق صباح جمعة، وعلي الجواهري وأم ستار وكريم أبو شروق..

كيف كان يتعامل الشيوعي مع رفيقته الشيوعية؟

كان هناك احترام متبادل، لم نشعر ان هناك فوارق بين الرجل والمرأة كل يعمل من أجل الحزب ولصيانة اسمه . لذا فإني عندما تركت الجريدة لم أستطع العمل في أي مكان، لعدم وجود هذه الروح الجميلة والعلاقات الرفاقية الحميمة التي وفرها لنا الحزب في عملنا

وكيف ترين المرأة العراقية؟

المرأة العراقية ستكون قوية وعظيمة وغير خاضعة للمؤثرات الخارجية متى ما عرفت قيمة نفسها، نعم تستطيع ان تواجه كل الصعاب، وتستطيع ان تفعل المستحيل.