مجتمع مدني

أكاديميون وصحفيون وطلبة يطالبون بالحرية لـ"سعيد عبد الهادي" / سلام عادل

بعد مرور يوم على اعتقال الأكاديمي والصحفي الدكتور سعيد عبد الهادي من قبل جهة أمنية، كانت تنتظره أمام بوابة جامعة بغداد، لتعتقله بطريقة اتسمت بالعنف، حسب شهود عيان، ولا تتناسب مع المكانة التي يحظى بها عبد الهادي أكاديميا وصحفيا، وبعد مضي نحو 24 ساعة على عدم معرفة الجهة التي اعتقلته، قالت وزارة الداخلية، امس الاربعاء، ان اعتقال سعيد عبد الهادي جاء تنفيذا لأمر قضائي.

لكنها لم تبين سبب توجه قوة امنية مدججة بالأسلحة الى جامعة بغداد واعتقاله بطريقة استفزازية وأمام أنظار طلبته وطالباته ووسط اطلاق لعيارات نارية، مع انها لم تقم لا بارسال امر القاء القبض الى مقر اقامة عبد الهادي، ولا الى مقر عمله سواء في صحيفة المؤتمر، التي يشغل ادارة تحريرها او الى كلية تربية البنات في جامعة بغداد التي يعمل فيها أستاذا للأدب، الامر الذي دفع الكثير من زملاء وأصدقاء الاكاديمي والصحفي المعتقل الى الاستغراب والتعجب، واضعين علامات استفهام عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء لجوء قوة عسكرية مسلحة الى اعتقاله بتلك الطريقة ومن ثم الاعلان عن قرب اطلاق سراحه.
ونقلت وكالة "المدى برس" عن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، قوله، ان "اعتقال الأستاذ الجامعي ومدير تحرير جريدة المؤتمر سعيد عبد الهادي جاء تنفيذا لأمر قضائي"، مضيفا ان "الجهة التي اعتقلت مدير تحرير جريدة المؤتمر هي جهة تنفيذية"، مرجحا "إطلاق سراحه اليوم (امس)".
ونظم العديد من طلبة وأساتذة جامعة بغداد، امس الاربعاء، وقفة احتجاجية، منتقدين طريقة اعتقال سعيد عبد الهادي من قبل القوات الأمنية، ومطالبين بإطلاق سراحه.
وبدأت الوقفة بهتاف "الحرية لسعيد عبد الهادي"، من قبل طالبات كلية التربية للبنات في جامعة بغداد، وذلك أثناء كلمة عميدة الكلية شروق كاظم، في المؤتمر العلمي للكلية، الذي أقيم في مبنى الكلية.
وكشف مصدر من داخل الجامعة فضل عدم ذكر اسمه، أن "رئاسة الجامعة أمرت العناصر الأمنية في الكلية بمنع الطالبات من مواصلة الهتاف".
وتابع أن "أساتذة وطلبة الجامعة مستمرين بحملة جمع التواقيع من أجل إطلاق سراح عبد الهادي"، مبيناً أن "الحملة ستنتشر في جامعات البصرة والكوفة والديوانية".
وناشد عدد من الاساتذة الجامعيين في جامعة بغداد، في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، امس، "وزير التعليم العالي والبحث العلمي.. بوصفكم ممثلا للملاكات التدريسية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومسؤولا عن هيبة الحرم الجامعي، نقدم إليكم احتجاجنا على طريقة اعتقال الأستاذ المساعد الدكتور سعيد عبد الهادي التدريسي في كلية التربية للبنات/ جامعة بغداد لمخالفتها قانون أصول المحاكمات الجنائية في ما يتعلق بضمان كرامة المعتقل، إذ جرى اعتقاله امام بوابة الحرم الجامعي بسحبه من سيارته بعنف وإطلاق العيارات النارية الكثيفة أمام أنظار طالباته وزملائه وموظفي الجامعة، بعد انتهائه من محاضرته في الساعة الثالثة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 15/ 4/ 2014"، مضيفين "في الوقت الذي نقدم فيه احتجاجنا هذا نطمح الى تقديم الوزارة آليات وقواعد في طريقة التعامل مع الأستاذ الجامعي بما يضمن كرامته ومنزلته العامة بوصفه ممثلا لشريحة أكاديمية واجتماعية يجب ان تعامل بما يضمن كرامة احترام المواطن سواء أكان بريئا ام متهما".
وطالبت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، الثلاثاء، "مكتب القائد العام للقوات المسلحة باعتباره المسؤول عن جميع المؤسسات الأمنية بالكشف عن مصير الزميل سعيد عبد الهادي والجهة التي اعتقلته، وأسباب الاعتقال"، مؤكدة انها "تحتفظ بحقها في ملاحقة القوة العسكرية التي اعتقلته، قانونيا لاسيما وأن عملية الاعتقال غير قانونية وغير مبررة".
واستنكر العديد من أصدقاء وزملاء سعيد عبد الهادي، الطريقة التي اعتقل بها دون إشعار مسبق، وبطريقة اعتبروها اقرب الى "الخطف" من الاعتقال القانوني.
وكتب لؤي حمزة عباس، الأكاديمي والروائي البصري، على صفحته في فيسبوك، "تعلموا أن تقفوا ولو مرّة واحدة إلى جانب العراق، الوطن الذي جعلتم نهاره أشد سواداً من أرواحكم. ارفعوا أيديكم عن المثقف النبيل د. سعيد عبد الهادي".
اما علي الحسيني، الكاتب والصحفي، فقد كتب على صفحته "سعيد عبد الهادي: اي وطن هذا الذي يسجن ويجلد ويقتل محبيه؟!"، مضيفا "على الدوام في بلدي، تتلاشى المسرات وتتضخم المواجع!".
واستغرب الحسيني ان يكون سعيد عبد الهادي "إرهابيا" والسفاح مشعان الجبوري "وطنيا"!، معلقا بالقول "يا لهذه الكوميديا السوداء".
وعلق عبد الخالق كريم، الكاتب والإعلامي، على حادثة اعتقال عبد الهادي، بالقول "في مثل هذا الزمن ليس غريبا ان يعتقل الدكتور سعيد.. الغريب ان تعتقل الجريمة... في زمن تمكن فيه الخارجون عن القانون من القانون لابد لرجالات الحرية ان يكونوا بلا حرية... الموجع هو الصمت الذي أصبح رد الفعل الوحيد بوجه ما يحصل".
وقال قاسم السنجري، الشاعر والصحفي، في تعليق على صفحته، "أي لعبة سخيفة هذه، التي لا ينجو من تراشقها أحد؟! أي استهانة بأمن المواطن أكثر من أن تعتقله وهو خارج من مكان عمله الذي يعد حرماً لا يمكن الدخول إليه بسلاح.. قوات الامن انتظرت سعيد على حدود الحرم فاعتقلته"، مشيرا "إذا كان من اصدر امر اعتقال الدكتور سعيد، يعتقد أن الجهة التي يدير تحرير صحيفتها عبد الهادي ستعطي تنازلات.. فهو واهم ومتخبط ".
وختم بالقول "على المتنفذين أن يكفّوا عن استخدامنا كأوراق يحرقونها في لعبتهم السخيفة.. عليهم اطلاق سراح الدكتور سعيد عبد الهادي".
وذكر الصحفي احمد الهاشم، على صفحته بفيسبوك، "اذكر حين زرته سجينا في زمن الطاغية، اذكر صبره على الأذى ومثابرته التي ألهمت أشقاءه حب المعرفة والعلم حتى وصلوا الى درجات أكاديمية مرموقة، اذكر كيف شق طريقه وسط فخاخ التربص والحيطة والإنذار جيم"، مردفا "إذا كان لدى السلطات شيئا ضده فحري بها ان تتبع الأساليب القانونية بمذكرة اعتقال، أما اختطافه على طريقة العصابات فهو امر يستحقه رجال عصابات وليس سعيد الأستاذ الجامعي والأديب والصحافي وصاحب المواهب المتعددة، وبالتأكيد لا اعرف ان أحدها هي موهبة الإرهاب".
وكان احمد عبد الهادي الجلبي، زعيم حزب المؤتمر الوطني، دان الثلاثاء، في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "العمل غير المنضبط الذي تعرض له الدكتور سعيد عبد الهادي مدير تحرير جريدة المؤتمر ظهر هذا اليوم (الثلاثاء) عند بوابة جامعة بغداد"، مضيفا ان "الطريقة التي نفذ بها الاعتقال توحي بان الاحترام والقدسية غير متوفرتين بالنسبة لشرف الأستاذ الجامعي او الاعلامي الكبير في الواقع العراقي الجديد".