تحتفل الطبقة العاملة في شتى بقاع العالم، ومعها جماهير طبقتنا العاملة العراقية، الخميس القادم بعيد الاول من آيار عيد العمال العالمي، كيوم للتضامن الطبقي ورمزٍ للنضال ضد الاستغلال والعسف والقهر الطبقي، ولنضالها من اجل حقوقها واهدافها المشروعة، ومن اجل الديمقراطية وحقوق الانسان.
ان الطبقة العاملة العراقية التي ستحتفل بعيدها في الاول من أيار هي من قال عنها الجواهري الكبير:
بكم نبتدي واليكم نعود
ومن سيب افضالكم نستزيد
إن أهم ما يواجه الطبقة العاملة العراقية اليوم، والذي يقف في مقدمة مهامها التhريخية على صعيد المستقبل المنظور، يتجسد في المشاركة الفاعلة في انتخابات مجلس النواب وانتخاب ممثلي الشعب الحقيقيين المعبرين عن إرادتهم الحرة، والمدافعين عن لقمة عيش طبقتنا العاملة وشعبنا العراقي ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. كذلك مواجهة خطر تمزيق وحدة الوطن والشعب، والصراعات غير الوطنية التي وصلت الى استخدام السلاح لتصفية حسابات المصالح والمنافع بعيداً عن المصلحة الوطنية العليا، وتعريض وحدة الشعب والطبقة العاملة عن طريق تشتيتها، وجرها وراء شعارات مضللة، وراء الطائفة أو المذهب أوالدين، أو العشيرة والقومية والمشيخة. فالإنجرار وراء مثل هذه الشعارات، والتي تحاول العديد من الأحزاب والكتل السياسية اليوم، دفع جموع العمال نحوها، تحت عباءة الدين والقبيلة والقومية، إنما هو السلاح الفتاك الذي تستخدمه تلك القوى في سبيل تحقيق مصالحها وإستنزاف جهد العمال وزيادة إستغلالهم. فبتفريق صفوف العمال طبقياً، ودفعهم بإتجاه التفرقة الطائفية والمذهبية والقومية، تظل الطبقة العاملة العراقية بعيدة عن تحقيق وحدتها النقابية، بل وتساهم تلقائياً في زيادة إستغلالها طبقياً، وتكون عوناً مباشراً لهيمنة قوى الإستغلال وتسلطها على مقادير الأمور السياسية والإقتصادية والإجتماعية في البلا.!
وطبقتنا العاملة العراقية اذ تحتفل بهذا اليوم المجيد العزيز، فهي تسترشد بتاريخها الكفاحي ومآثره البطولية والذي تعمد بدماء شهدائها الذين سقطوا من اجل الحرية والاستقلال والحياة الكريمة للعمال وشغيلة اليد والفكر، وتحقيق العدالة الاجتماعية. وقد تكللت نضالاتها وتضحياتها بتحقيق العديد من الانجازات في مقدمتها الاقرار بشرعية العمل النقابي، واجازة الاتحاد العام لنقابات العمال، واعتبار الاول من آيار عيدآ للطبقة العاملة العراقية. وهي اليوم تواصل النضال لالغاء القوانين والاجراءات التعسفية التي صدرت بحقها، مثل القرار رقم 150 لسنة 1987 السيئ الصيت الذي اصدره النظام الفاشي والذي بموجبه حول العمال الى موظفين !! ظنآ منه بأنه سيلغي دور الطبقة العاملة العراقية ويمسخ تاريخها. كذلك الاجراءات الاخيرة لحكومة الشراكة الوطنية، والتي جاءت لتزيد الطين بلة بوضعها اليد على اموال وممتلكات الاتحاد العام لنقابات العمال، وتأخير إصدار قانون العمل الجديد، وعدم إصدار قانون للتقاعد والضمان الاجتماعي يتوافق ومعايير العمل الدولية وحقوق مصالح عمالنا، والتضييق على النقابات العامة والمنتخبة اساسآ من قبل العمال، وتهديد استقلاليتها والتدخل في شؤونها الداخلية المهنية. وهذا يتعارض ويتناقض مع النهج الديمقراطي الذي تسعى الدولة لترسيخه بعيدآ عن الطائفية والمحاصصة. ففي الوقت الذي يصار فيه الى هذا التوجه يجري التضييق على دور الطبقة العاملة العراقية والحد من مساهمتها في العملية السياسية وهي (نبض الحياة) والداينمو المحرك للانتاج، مما ينعكس سلبآ على الدورة الاقتصادية في البلد. لان تجميد دورها يعني بقاء المصانع والمعامل الوطنية مغلقة، وهذا يزيد من جيش العاطلين عن العمل الذي بدوره يشكل عائقا كبيرا امام تقدم البلد وتطوره وتنميته.
انها دعوة لكل جماهير شعبنا وكادحيه ولكل شغيلة اليد والفكر ولكل القوى الخيرة في وطننا، للمشاركة الواسعة في مسيرة الاول من آيار القادم واحتفالاته،ولنجعله عرساً وطنياً حقيقياً ونؤكد المكانة المرموقة التي يتمتع بها عمال العراق في ضمير ابناء شعبنا العراقي بمختلف اطيافه وانتماءاته القومية والدينية والمذهبية والسياسية، وليكن ذلك تجسيداً وتعبيراً عن مشاركتها في الانتخابات العامة قبل يوم واحد من عيدها الأغر.
للطبقة العاملة العراقية، في يوم العمال العالمي المجيد، التهاني العطرة، ولشهدائها الأبرار المجد والخلود.