مجتمع مدني

بيان الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي

تحتفل الطبقة العاملة في شتى بقاع العالم، ومعها جماهير طبقتنا العاملة العراقية بعيد الأول من أيار عيد العمال العالمي، كيوم للتضامن ورمزٍ للنضال ضد الاستغلال والقهر الاجتماعي والطبقي، ولنضالها من اجل حقوقها وأهدافها المشروعة. ومن اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
لقد نمت الطبقة العاملة في وطننا وأصبحت قوة وطنية هامة واغتنت بتجارب وخبر نضالية غنية تستند إلى ما يزيد عن ثمانية عقود من الكفاح الوطني والطبقي ضد الاستعمار والحكام المتسلطين، وضد الاستغلال والظلم الاجتماعي.
وشكل كفاحها، منذ التغيير عام 2003 مرحلة جديدة من اجل التغيير الحقيقي لبناء عراق يرفل بالعز والحياة الحرة الكريمة وبناء اقتصاد وطني قادر على تقديم الحلول الناجعة لمستقبله. كما دافعت الطبقة العاملة عن نقاباتها وحرية تنظيمها النقابي وتثبيت الديمقراطية النقابية والتشريعات التقدمية. وتصدت لمفاهيم الهيمنة والأساليب القسرية، وتحويل النقابات والمنظمات العمالية إلى أداة بيد السلطات الحاكمة.
ويكتسب نضال الطبقة العاملة في الظروف الراهنة أهمية وطنية وطبقية رغم ظروف نضالها الشاقة، وتفشي البطالة في صفوفها، وتوقف الدورة الاقتصادية وعجلة الإنتاج، ومحاولة فرض سياسة الخصخصة لمؤسساتنا الإنتاجية الوطنية، وعدم توفير الخدمات العامة، وعشرات آلاف العمال يعملون بعقود وأجور يومية لا ضمان فيها لحياتهم و مستقبلهم، وعرقلة إصدار قانون العمل الجديد، ومحاربة التنظيم النقابي ومنعه في القطاع العام من خلال الإصرار على إبقاء القرار الجائر 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 1987 والتدخل في شؤون تنظيمنا النقابي بإجراء انتخابات صورية ومزيفة ومحاولة فرض الهيمنة والوصاية والتسلط عليه من خلال قرارات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية واللجنة الوزارية المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الحكم رقم ( 3 ) لسنة 2004، وعدم الإقرار بحق العمال المشروع في إقامة تنظيمهم الحر الديمقراطي المستقل.
وتدرك الطبقة العاملة بخبرتها الغنية، أن لا سبيل لبناء عراق ديمقراطي مزدهر، إلا بتضافر جهود أبنائها وكادحي شعبنا في ترسيخ أسس الديمقراطية في بناء حركة نقابية ديمقراطية مستقلة تعبر عن مصالح العمال المهنية والاقتصادية والاجتماعية، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية والنقابية، وبناء التنظيم النقابي في القطاع العام، وحماية الصناعة الوطنية في قطاعات العمل العام والمختلط والخاص، والرفض لخصخصة القطاع العام والخدمات العامة وعلى الاستثمار الوطني المباشر لثرواتنا النفطية والدفاع عن حقوق ومكتسبات المرأة العاملة في المساواة في مجالات العمل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية كافة، وحل مشكلة البطالة حلاً جذرياً وبدون تأجيل، وإصدار قانوني العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي وفق معايير العمل الدولية، ومكافحة الفساد المالي والإداري، وشمول العاطلين عن العمل بشبكة الحماية الاجتماعية، ومنح العمال المتقاعدين حقوقهم بما ينصفهم ويضمن مستقبلهم، والعمل على إنهاء عمالة الأطفال وتوفير الحماية الاجتماعية لهم، وغيرها من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يعاني منها عمال وعموم شعبنا العراقي.
يا أبناء شعبنا المناضل..
إن الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق إذ يهنئ الطبقة العاملة العراقية وكادحي شعبنا بهذه المناسبة التاريخية ليدعوهم بمختلف انتماءاتهم السياسية والقومية والدينية إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب، في ممارسة ديمقراطية جديدة نريد لها ان تتكلل بالنجاح، واختيار من جربوهم واختبروهم، وعرفوا تاريخهم الوطني المشرف ونزاهتهم وإخلاصهم لوطنهم وشعبهم، وممن له مواقف مبدئية من قضية طبقتنا العاملة ونضالها من اجل ضمان تمثيل حقيقي لإرادتهم وحقوقهم ومصالحهم في مجلس النواب. وإلى توحيد طاقاتهم وجهودهم من اجل بناء العراق الديمقراطي الخالي من العنف والاضطهاد والارهاب وجرائمه بحق ابناء شعبنا بمختلف انتماءاته، وتكريس قيم التسامح والحوار والديمقراطية. وتشديد نضالهم من اجل التأكيد على حرية التنظيم والعمل النقابي وبشكل خاص في القطاع العام، وإلغاء القرارات الجائرة التي تسيء إلى العمل والعمال ورفض الوصاية من أي طرف كان محليا أو أجنبيا، وعلى ضرورة مشاركة طبقتنا العاملة في رسم السياسات الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية لبلدنا والمشاركة الفاعلة في العمل التنموي، والنضال من اجل حل مشكلة البطالة بأسرع وقت، وتحسين ظروف العمل وتعجيل الدورة الاقتصادية وإدانتنا للأعمال الإرهابية التي تطال أبناء شعبنا.
في الأول من أيار نعلن تضامننا الكامل مع عمال وشعب فلسطين في نضالهم العادل من أجل تحقيق مطالبه المشروعة في إقامة دولته الوطنية المستقلة، وإدانتنا لاستمرار العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني، واستمرار احتلاله للأراضي العربية في سوريا ولبنان، ونطالب بانهائه استناداً للشرعية الدولية وإدانتنا لكل اشكال الارهاب في بلادنا وعدد من الدول العربية. ونتقدم بأجمل التهاني لجميع أبناء الطبقة العاملة العربية والعالمية بهذه المناسبة التاريخية العزيزة.
فالطبقة العاملة العراقية صاحبة الأمجاد النضالية كانت وستبقى في طليعة قوى شعبنا الحية المناضلة من اجل الغد المشرق. وتجد في عيدها العالمي حافزاً للمزيد من العمل والكفاح نحو تحقيق أهدافها المشروعة وتوفير وسائل الحياة الحرة الكريمة.
المجد للأول من أيار، يوم التضامن العالمي للعمال.
عاشت الطبقة العاملة العراقية.
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة وشعبنا العراقي العظيم.
ــــــــــــــــــــــــــ
المكتب التنفيذي
للاتحاد العام لنقابات العمال في العراق
27 / نيسان / 2014