مجتمع مدني

لنعمل من أجل خلق وتنمية الكفاءات في نظامنا التعليمي

نعمت الاغا

يقصد بمفهوم الكفاءات في التعليم مدى قدرة النظام التعليمي على تحقيق الأهداف المرسومة له
والتي يمكن تحديدها بأربعة جوانب هي: «الكفاءة الداخلية، الكفاءة الخارجية، الكفاءة الكمية، الكفاءة النوعية».
اولاً: الكفاءة الداخلية: وهي قدرة النظام التعليمي الداخلية على القيام بالأدوار المتوقعة منه، وتشمل كل العناصر البشرية الداخلة في التعليم، والتي تتولى التعليم والبرامج والمناهج الدراسية والنشاطات والقضايا الادارية. وكل ما يسميه بارسونزد بالتكامل بين الأدوار الوظيفية المختلفة داخل النظام التعليمي من أجل تحقيق الأهداف.
ومن الأمور التي تتطلبها الكفاءة الداخلية وجود التفاهم والاتفاق بين جميع العاملين على الأهداف التي تسعى الى تحقيقها، وهذا يبدو سهلاً من الناحية النظرية، ولكنه مختلف وقد تسيير الأمور عكس ذلك في النظم التعليمية، وعلى اصحاب الرأي والادارات تصويب ذلك. لأن العمل الفني هو الأساس، والاداري يخدم الغرض الفني، فالشؤون المالية والادارية في التعليم يجب أن تخدم العملية التعليمية وتوفر لها احتياجاتها. والمفروض أن يكون هذا الأمر مفهوماً من الاداريين والماليين، ولكننا نجده معكوساً، إذ بدلاً من أن تكون الأدارة في خدمة التعليم اصبحت قيداً له ومحدداً لقدراته في احيان كثيرة. ويعتبر انعدام التفاهم والتكامل في الأدوار الوظيفية الداخلية مؤشراً موضوعياً على ضعف الكفاءة الداخلية للنظام. وعلينا ان نتجاوز هذا الأمر إذا اردنا لتعليمنا ان يكون عالي الكفاءة.
ثانياً: الكفاءة الخارجية: وهي قدرة النظام التعليمي على تحقيق اهداف المجتمع الخارجي الذي وجد النظام التعليمي من أجل خدمته. ولكي نتوصل إلى مدى خدمة النظام التعليمي للمجتمع او عدمها؟ علينا ان ندفق في قدرة الخريجين في مجالات النشاط المختلفة في المجتمع ومدى رضا أصحاب العمل عن نوعية الخريجين، كما نلاحظ قدراتهم الأجتماعية في القيام بدور المواطنة الصالحة، وممارسة حقوقهم وواجباتهم. ومقدار تحملهم للمسؤولية واندفاعهم للمشاركة الفاعلة في الأمور الوطنية.
ثالثاً: الكفاءة الكمية: وهي اعداد التلاميذ الذي يخرجهم النظام بنجاح. ويسمي بعض المربين هذا الجانب بالانتاجية.
رابعاً: الكفاءة النوعية: والمقصود بها نوعية التلاميذ الذين يخرجهم النظام التعليمي، والامتحانات ونوعية الأسئلة الأمتحانية هي دليلنا على النوعية، اضافة إلى نوعية البرامج والمناهج المتطورة والكتب الحديثة والمعلمين المبدعين والنشاطات الفعالة، كلها لها صلاتها المباشرة بنوعية الخريجين. اضافة الى الاساليب التربوية والديمقراطية واساليب الانشطة التي يمارسونها والتي تغرس فيهم حب الوطن والوعي التام بمصالحه، والشعور العالي بالمسؤولية تجاهه والاندفاع للتضحية من اجله.