مجتمع مدني

ناشطون يحذرون من كارثة انسانية تتعرض لها أرامل الفلوجة

بغداد – طريق الشعب

مضت أكثر من 8 أشهر على العمليات العسكرية التي شنّها الجيش في محافظة الانبار لدحر المجاميع المسلّحة التي تغلغلت في المدن، إلا أن هذه العمليات تبدو لا نهاية لها، ما يفاقم الوضع الإنساني للنازحين عن المدينة والقاطنين فيها الذين آثروا البقاء خشية تعرضهم لما تعرّض له المهجرون من تشريد في ظلّ غياب حماية الحكومة لهم.
ويقول علي غزال، مسؤول جمعية الخير للأرامل والأيتام في الفلوجة، إن "مدينة الفلوجة مرت بفترات حرجة في المعركة الأولى والثانية مع القوات الأمريكية وفقدت المدينة آلافاً من أبنائها الذين قتلوا على أيدي قوات الاحتلال". ويوضح أن "عمليات الاحتلال الأميركي سببت زيادة كبيرة في نسبة الأرامل والأيتام".
وبحسب غزال، فإن الكثير من الأرامل رفضن ترك المدينة بسبب خشيتهن من عدم حمايتهن.
ويشير، في حديث الى صحيفة "العالم الجديد" الالكترونية، إلى أن "بقاء الأرامل يلقي بأعبائه على الجهات الحكومية المعنية". ويستدرك "لكنها مقصرة جدا بهذا الخصوص ما اضطر العديد من الناشطين إلى افتتاح جمعيات أهلية تعنى بحقوق الإنسان والأرامل والأيتام لمتابعة أحوالهم وتفقد معيشتهم وتقديم المساعدة لهم قدر الإمكان".
وتقول منظمات مدنية إن شيوخ العشائر أقنعوا بعض الأرامل بترك المدينة واللجوء إلى المدن والمحافظات الآمنة مثل إقليم كردستان الذي استقبل أعدادا كبيرة من النازحين.
وبهذا الصدد، يقول غزال "خصصنا مساعدات غذائية للأرامل والأيتام ممن نزحوا إلى إقليم كردستان ولدينا ما يقرب من 800 أرملة سيتم توزيع المساعدات الغذائية عليهن في أربيل وشقلاوة بعد التعاون الكبير من الجهات المعنية في حكومة الإقليم وجمع البيانات الخاصة والإحصائيات اللازمة وأماكن انتشار هذه العائلات النازحة".
ويلفت الناشط المدني إلى أن مؤسسته تعتمد "على ما يقدمه الميسورون من مساعدات غذائية للأسر الفقيرة والنازحة وخاصة بالنسبة للأرامل والأيتام الذي يمرون بظروف صعبة للغاية تحتاج إلى وقفة جادة لإعانتهم ومساعدتهم بعد أن فقدوا معيلهم".
ويحذّر غزال من أن "مستقبل الأيتام مجهول في ظل الوضع الأمني المتردي وعدم الاهتمام بهم من قبل الجهات المسؤولة ما يجعلهم عرضةً لأزمة إنسانية كبيرة تحيط بهم من كل جانب".
ويوضح "من لا يستطيع منهم النزوح بقي تحت رحمة القصف العشوائي ومن خرج منهم يقضي أيامه تحت رحمة النزوح وقساوة الظروف المعيشية في ظل ارتفاع أسعار السلع والإيجارات وهذه العوائل لا تستطيع استئجار شقة أو منزل فلجأ كثير منها إلى المخيمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع تحت حرارة الجو اللاهبة وانعدام الموارد بالنسبة لهم".
ويرى خالد الزوبعي، ناشط حقوقي، أن "نسبة الأرامل والأيتام ازدادت كثيراً في الآونة الأخيرة منذ بدء العمليات العسكرية على الأنبار وخاصة في مدينتي الفلوجة والرمادي".
ويقول للصحيفة ذاتها، إنه "نتيجة للقتال الدائر فقد الكثير من الأطفال آباءهم".
وبحسب الناشط فإن "الوضع ينبئ بتعرض الأرامل والأيتام إلى كارثة إنسانية في ظل تعتيم إعلامي كبير".
ويقرّ الزوبعي "نحن في تفقد مستمر لاحوال الارامل والايتام سواء في مناطقهم التي لم يخرجوا منها والتي ما زالت تحت القصف أو في مناطق النزوح بما لدينا من إمكانيات متاحة ليست كافية وهي ما يتبرع به عدد من الميسورين".