- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 07 أيلول/سبتمبر 2015 20:22

الاصلاح السياسي هو هدف الجماهير المحتشدة في ساحة التحرير ومن ضمنه اصلاح المنظومة التعليمية في وزارة التربية التي طالها الفساد المالي والاداري. ولا بد من احداث هذا التغيير في كل مفاصل الوزارة ومديرياتها، واول هذه الامور تقليص عدد الوكلاء الى واحد فقط نظرا لعدم ضرورة الباقين ولتقليل النفقات الادارية في الصرف والايفادات والحمايات والنثريات فضلا عن عدم فعالية الوكلاء. والدليل أنه لم نر وكيلا واحدا زار مدرسة قريبة او بعيدة في المحافظات والتقى بالكادر التدريسي وعالج المشاكل التربوية واحتياجات المدرسة.
- ان اهم مديرية في الوزارة هي المديرية العامة للمناهج، وهذه المديرية لها دور فاعل في تغيير المناهج، حيث انها عملت طيلة فترة ما بعد سقوط النظام المباد على اعداد مناهج دراسية مقبولة لدى الاوساط التربوية. ولكن بعد تقاعد مديرها السابق اسند المنصب الى شخصية غير كفوءة بدليل عدم نجاحه في المديريات السابقة التي شغلها، وآخرها محو الامية التي ما زالت تفتك بالجسم التعليمي وفشلت في القضاء على الامية او على امية المتعلمين، فكيف تسند إليه وظيفة مدير عام للمناهج وهي مديرية مهمة جدا؟ اعتقد ان الوزير لم يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ربما يسبب الضغوط التي تلقاها من مسؤولين كبار في الدولة.
- لا بد من التركيز على بعض اساسيات محتوى المناهج مثل التفكير الناقد، ومهارات الاتصال، والقيم والاخلاقيات، وتنمية الاتجاهات العلمية في حل المشاكل، وتزويد الطلبة بمعلومات حول الثقافات الاخرى وتزويدهم بمهارات تساعدهم على فهم الافكار الجديدة وتنمية اتجاهات التعلم المستمر، وغرس المهارات الاساسية في العلوم والرياضيات (مشروع قيد التنفيذ)، وزيادة فهم العلاقات، وتقوية مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار والابداع، والمهارات العقلية العليا والتفاعل الانساني، واقامة توازن بين حوادث المستقبل وبدائله.
* التركيز على اللغات الاجنبية الى جانب اللغة الام ودعم التدريب المهني الذي يقوم على التقنيات العليا، والذي يعتمد على تكامل المهارات الاكاديمية والفنية وبدلا من العودة الى الاساسيات يجب التقدم نحو اساسيات المستقبل واكتساب المهارات التكنولوجية والتعامل مع المعلومات.
- ضرورة اتسام مضمون المناهج الدراسية كافة بالمرونة والتجدد والقابلية لاستيعاب المعارف الجديدة.
- تكامل مضمون مناهج المجالات المعرفية المختلفة، وادخال الكومبيوتر في المناهج، وتعليم التكنولوجيا في كل مراحل التعليم لكي تختفي الحواجز بين التعليم الفني والتعليم العام وربط المناهج بالانتاج، وجعل الكتاب المدرسي دليلا للتعلم وليس المرجع الوحيد للطالب.
- زيادة القدرة على تناول المشكلات والمسائل الخلافية بشكل شمولي وعالمي، ودعم القدرة على غربلة طوفان المعلومات باسلوب علمي ناقد، والتعمق في مسائل التجديد والابتكار، وشمول المناهج لاساسيات جوانب المعرفة الثلاثة: معرفة الحقائق والمعرفة الاجرائية التي تتعلق بطرق العمل والتعلم، والقدرة على مراقبتها وتنظيمها. كما يجب على المنهج ان يسعى لتنمية مهارة الفرد لوقاية نفسه من الاخطار في مجتمعات تتحرك نحو الاستهلاك المفرط، ودعم قدرة الفرد على المحافظة على صحته وانتاج طعامه، وابتكار الوسائل التي تساعده على الترويح عن نفسه?
- زيادة الوعي بتسارع التغيير واقامة شراكة الكترونية مع التكنولوجيا والاستعمال الجيد لشبكات الكومبيوتر وبناء نظرة نفسية اكثر وضوحا للعلاقة بين المتعلم والكومبيوتر.
- ان استمرار الفرض التعسفي القهري لمناهج كانت سائدة منذ نصف قرن مملوءة بالمعلومات القديمة ولا تمت بصلة الى المعاصرة، جعل كثيرا من مجتمعاتنا تعيش هذا العصر ولا تعاصره، بل تعاصر مجتمعات القرن السابع عشر او الثامن عشر، وهذه كارثة تخطيطية. وقد خلت المناهج من اي اشارة الى مواضيع مستقبلية، علما ان الطلبة الذين نضع لهم هذه المناهج سيكونون مسؤولين في المستقبل وعلى الرغم من التغيير الذي حدث في المناهج فإنهما زالت حاليا لا تمت بصلة كبيرة الى حياة الطلبة وخبراتهم المتوقعة في مجتمع القرن الحادي والعشرين كما انها تقدم الى نحو مجزأ وغير مترابط وهي تقليدية تقوم على مبادىء واسس تنتمي الى الماضي، لان الممارسات التي تستخدم في تخطيطها وتنفيذها وتقويمها تعود بصورة رئيسية الى الماضي.
- هناك انفصال بين المدرسة وبيئة التلميذ بسبب صلابة المناهج فيما يتعلق بالطالب وما يتعلق بمطالب التعليم او البيئة.
- عجز المناهج الدراسية عن ايجاد حلول ناجحة لتحديات العصر ومشكلات المجتمع.
- ضعف المواكبة للاتجاهات الحديثة في التربية والتعليم والفكر التربوي والتطور العلمي والتكنولوجي والعجز عن التمهيد للتطورات التعليمية المستقبلية.
- الفصل بين المعرفة والتطبيق او بين العلم والتكنولوجيا ما ادى الى اضعاف الطرفين. فالعلم بات قواعد ومبادىء مجردة والتكنولوجيا اصبحت عملا بلا وظيفة.
- غلبة الرسمية والمركزية والجمود على المناهج وتركيزها على استعمال الكتب المقررة نفسها في جميع المدارس والاهتمام الكبير بالمعلومات التي تحتويها من دون توفير المرونة للمعلم في اختيار المحتوى الذي يلائم قدرات طلابه واهتماماتهم واحتياجاتهم المعيشية واليومية وضعف الاهتمام بتعليم التطبيقات العملية للمفاهيم التي في مواد العلوم، واهمال استخدامها في سد احتياجات المجتمع والبيئة المحيطة وتكريس المناهج بالمعلومات والحقائق.
- قدم وتخلف كثير من المقررات والمواد الدراسية في استيعابها لمشكلات العصر ومتغيراته، فمواد مثل: البيئة، والمرأة والطاقة والتنمية والتربية والمعلوماتية غائبة عن معظم مناهج معظم المدارس العراقية.
- طرق التدريس قديمة وتلقينية، وتكمن اهميتها اساسا في انها وسيلة لترجمة محتوى المناهج الدراسية وتحويلها الى واقع ملموس وطريقة لتوصيل المعارف والخبرات للتلاميذ ولكنها تقدم بطريقة قديمة، وهذه كارثة لم تلتفت اليها وزارة التربية ولم تفتح معاهد تربوية لتعليم طرق تدريس حديثة مواكبة للعصر حتى لو استعانت بالخبرات العربية والعالمية.
- لا بد من تبني التعليم الحواري وضرورة مشاركة الطالب في عملية الوصول الى المعرفة.
- السعي الى اعداد التلاميذ للتعامل مع التغيرات التي تحدثها التكنولوجيا الحديثة، والتحول من التعليم الذي يقوم على اعطاء المعلومات الى التعليم للفهم والتعليم المستمر والتعليم من اجل البقاء، والتحلي بالمرونة والقدرة على التكيف وجعل البيئة معملا للمدرسة وميدانا لتدريب الطلبة على الحياة.
- اعطاء الدور الكبير والنشيط في التعلم للطالب فيصبح دور المعلم معاونة الطلبة على التعلم بمبادرة ذاتية منهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع ادوات المعرفة ووسائلها المتوافرة وتوجيههم الى اكتشاف قدراتهم واستعداداتهم.
- التركيز على مهارات المعرفة العلمية في طرائق الدراسة والفهم والتساؤل والتنظير والتفسير.
- التركيز على التعلم الاتقاني لان انصاف المتعلمين لن تكون لهم قدرة على التنافس في المستقبل.
- واخيراً، استبدال جميع مديري التربية في بغداد والمحافظات والمديرين العامين في الوزارة، لانهم جاءوا من رحم المحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية واثبتوا فشلهم في ادارة دفة العملية التربوية والتعليمية في العراق، وفتح باب الترشيح للكوادر التعليمية الكفوءة والمخلصة للترشح لهذه الوظيفة بحيث نطبق مبدأ (الرجل المناسب في المكان المناسب)، وهذا يحتاج الى قرار جريء ومسؤول من قبل اعلى سلطة في الوزارة وهي (الوزير).