- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 06 كانون1/ديسمبر 2015 18:50

رعد الدهلكي رئيس لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، امس الأحد، ارتفاع عدد النازحين المسجلين رسميا في البلاد إلى 3,5 مليون شخص، مؤكدا أن الحكومة لم تتخذ أية خطوات لمواجهة موجة نزوح جديدة من مدينة الرمادي غربي البلاد.
فيما ضربت العراق موجة شديدة من الصقيع في مناطق شمال ووسط وغرب البلاد، رافقها تساقط مستمر للثلوج التي غطت مساحات واسعة من محافظات اقليم كردستان التي يتواجد فيه مئات الالاف من النازحين، فيما يكافح النازحون في المخيمات والهياكل وبيوت الطين للحصول على الدفء بشتى الطرق إن توفرت، في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر وشح وقود التدفئة والفقر الشديد
وكانت آخر إحصائية لعدد النازحين أعلنتها منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة في شهر أيلول الماضي، وبلغت 3 مليون و206 آلاف عراقي، بينهم 87 في المائة نازحون من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.
نزوح مستمر
وأوضح الدهلكي أن "الأعداد الرسمية المسجلة حتى الآن بلغت 3,5 مليون نازح في عموم البلاد، بسبب استمرار النزوح من مناطق محافظة الأنبار وصلاح الدين، وهناك أعداد أخرى غير مسجلة لدى وزارة الهجرة والمهجرين".
واشار الى ان "القوات الأمنية العراقية فتحت عدة منافذ لنزوح العوائل المحاصرة داخل مدينة الرمادي غربي البلاد، قبل انطلاق عملية استعادة المدينة، ولكن بالمقابل، لم تتخذ الحكومة الاتحادية حتى الآن أية إجراءات لمواجهة موجة جديدة من النزوح منها".
وتابع الدهلكي في تصريح لوكالة الاناضول، أن "النازحين القدامى لا يزالون يعيشون ظروفا يومية صعبة بسبب عدم توفير المستلزمات الأساسية لهم".
وأطلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق (UNHCR)، في تشرين الثاني الماضي، برنامجا لمساعدة 420 ألف نازح عراقي ولاجئ سوري في العراق، استعدادا لموسم الشتاء، وتحسبا لانخفاض شديد في درجات الحرارة.
وبدأت موجة النزوح في صيف العام الماضي عند اجتياح داعش لمناطق شاسعة في شمالي وغربي البلاد وتحولها الى ساحة معركة بين الارهابيين والقوات العراقية التي تسعى إلى طرد التنظيم من البلاد.
موجة صقيع تفتك بالنازحين
اعلنت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، امس, قدوم موجة برد قارس تجتاح عموم مناطق البلاد يصاحبها ضباب كثيف، فيما شهدت مدن ومناطق حدودية وقرى جبلية مختلفة تساقط كثيف للثلوج في اقليم كردستان.
الناشط عمر الدليمي، قال في تقرير نشره موقع "العربي الجديد"، انَّ "تفقد النازحين أصبح مهمة إنسانية للجميع في ظل غياب تام للجهات الحكومية العراقية، ونقوم بجولات تفقدية للنازحين ليلاً ونهاراً، وقد صادفتنا حالات إنسانية قاسية للغاية في ظل موجة البرد الشديد التي ضربت البلاد حالياً".
وأضاف الدليمي أنَّ "أشد احتياجات النازحين هي الملابس الشتوية والأغطية الخاصة كالبطانيات فضلاً عن وقود التدفئة، خاصة لمن يسكن المخيمات والهياكل قيد الإنشاء، وهم في حالة صعبة وخطرة وإمكاناتنا محدودة للغاية، حيث نعتمد على تبرعات بعض الميسورين". سامي العاني، وهو ناشط اخر، قال انَّ "موجة البرد الشديدة والصقيع الذي خلفته فضلاً عن الثلوج التي تستمر بالتساقط على المناطق الشمالية من البلاد، تهدد حياة النازحين، فهم لا يملكون أدنى المستلزمات التي تمكنهم من الاستمرار، وخاصةً أطفالهم الصغار الذين قد يفتك بهم البرد الشد?د".
وبين العاني أنَّ "غياب الدعم الحكومي للنازحين سيتسبب بكارثة إنسانية، فكثير منهم لا يملكون ملابس شتوية لصغارهم ويعيشون في مخيمات من القماش لا تقيهم البرد مطلقاً". وطالب العاني المنظمات الإنسانية العربية والدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ النازحين، وتقديم المساعدة لهم بشكل عاجل، محذراً من كارثة إنسانية خطرة أمام غياب الحكومة العراقية.
ويعيش آلافٌ من نازحي الأنبار في مخيمات الحبانية وعامرية الفلوجة وبزيبز وأبو غريب والغزالية في بغداد، ومناطق أخرى من وسط البلاد وشمالها في ظروف قاسية.
ظافر مرعي (45 عاماً) نازحٌ في أحد مخيمات عامرية الفلوجة، قال "البرد شديد جداً، ولا نملك حتى ملابس شتوية لأطفالنا، والخيام لا تقينا موجة الصقيع ولا يوجد وقود للتدفئة وليست هناك متابعة حكومية لنا مطلقاً، فنحن منسيون لولا متابعة بعض الشباب الناشطين والميسورين".
واضاف مرعي انه لا نجد ما نوفر به الدفء لأطفالنا الصغار الذين سيفتك بهم البرد الشديد، ونطالب بتدخل دولي لإنقاذنا من هذه المأساة الخطرة فلا وقود تدفئة ولا حطب ولا ملابس أو بطانيات، فماذا سنفعل غير انتظار الموت برداً". وفي المناطق الشمالية من البلاد حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين، بدأت الثلوج تتساقط بكثافة هناك سبقتها موجة برد غير مسبوقة، وجد النازحون أنفسهم فيها على حافة الهلاك بحسبهم.
ويبين الناشط المدني علي العبيدي أنَّ "حكومة الإقليم تتابع أحوال النازحين هناك بشكل مستمر، وتوفر احتياجاتهم بشكل دوري ضمن لجان خاصة، غير أنَّ دور الحكومة العراقية الاتحادية منعدم تجاههم، ووجدنا أنفسنا كناشطين أمام مسؤولية إنسانية لتفقد أحوالهم والوقوف على احتياجاتهم".