مجتمع مدني

ستوكهولم: انعقاد المؤتمر الدوري لمكتب السلام العالمي / محمد الكحط

بالتزامن مع الاحتفال بمرور مائة عام على منحه جائزة نوبل للسلام، عقد مكتب السلام العالمي مؤتمره الدوري، للفترة من13-14 سبتمبر 2013م، في متحف نوبل وسط العاصمة ستوكهولم، لما يحمله هذا المكان من دلالات تاريخية، حضرت المؤتمر وفود رسمية وشعبية من السويد والعديد من الدول، كما مثل الشرق الأوسط لأول مرة في المكتب من خلال ممثل العراق الدكتور علي الرفيعي، والذي يشغل نائب رئيس المكتب، كما حضر الأستاذ محسن شريدة المستشار الخاص لرئيس مكتب السلام العالمي، وقد كان للسفارة العراقية حضور مميز بسفيرها الأستاذ بكر فتاح، والوزير المفوض في سفارة العراق في السويد الدكتور حكمت جبو، والمستشار الثقافي الدكتور وليد أمين محمود.
وحضر المؤتمر أثنان من حاملي جائزة نوبل للسلام وشخصية من هيروشيما اليابانية، علماً ان المكتب تأسس سنة 1892م، ومقره جنيف، وهو منظمة غير حكومية، بل هيئة استشارية تعتمد تقاريرها وبحوثها من قبل الأمم المتحدة، قادتها هم رجال علم وسياسة وقانون واقتصاد، وقد حصل 13 من قادته على جائزة نوبل للسلام، منهم الرئيس الإيرلندي ماك برايد (Mac Bride) والذي سميت الجائزة بأسمه وتم منحها إلى الناشطة النسوية العراقية المعروفة المناضلة هناء أدور.
من المحاور التي سيناقشها المؤتمر قضايا السلام العالمي، وكذلك مسألة مكونات الشعب العراقي، وسيتم خلال المؤتمر انتخاب قيادة المكتب.
في يوم الافتتاح تحدث العديد من المندوبين، منهم السيدة المستشارة Ann Wright, والأمريكيةJody William حاملة جائزة نوبل للسلام عام 1997، والايرلندية Mairead Maguire الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1976م، والياباني Terumi Tanaka, من مدينتي هيروشيما ونكازاكي اليابانيتين، وهو المرشح لعدة مرات لنيل جائزة نوبل للسلام.
الجميع تحدثوا بما يدعم السلام العالمي وأكدوا على ضرورة تجنب الحروب، وخصوصا الحروب باستخدام الأسلحة النووية، التي يمكن أن نتجنبها للحفاظ على البشرية، وكانت كلمة السيد تاناكا المطولة مؤثرة حيث عكس ما حصل لمواطنيه ولبلده جراء استخدام السلاح النووي ضدهم، وقال لا نريد هيروشيما جديدة ولا نريد ناكازاكي جديدة ولا نريد حروبا.
على هامش المؤتمر التقينا بالأستاذ محسن شريدة المستشار الخاص لرئيس مكتب السلام العالمي، وسألناه عن كيفية عمل المكتب وتمويله، والذي قال لنا ان التمويل من المشاريع التي يقوم بها من أجل السلام، ويقدمها للأمم المتحدة، وكذلك من بعض المنظمات الداعمة ومنظمات المجتمع المدني، وسألناه عن نشاطه في هذا الموقع، فأوضح انه يعمل متطوعاً دون مقابل، وسألناه عن دوافعه للعمل، فأجاب:
((الدافع الوحيد هو المبادئ الإنسانية التي يؤمن بها وحبه لوطنه وشعبه الذي عانى ولازال يعاني من الحروب، ومنذ عملي في هذا المنصب جاهدت بشكل حثيث لتعريف الأعضاء بمعاناة شعبنا وان يكون لنا تمثيل في هذا المكتب العالمي المهم، وفعلا نجحت في ذلك.))، كما سألنه هل سيتم مناقشة قضايا تخص العراق في المؤتمر، فأكد:
((نعم ستتم مناقشة التكوينات التي يتشكل منها الشعب العراقي من الطوائف والأديان المتعددة ومعاناتهم، وضرورة حماية التكوينات هذه كونها تؤسس النسيج الأساسي للشعب العراقي لقرونٍ عدة، كما سيتم مناقشة كيفية محاربة قضايا الفساد)).