مجتمع مدني

الزحام.. محنة البغداديين العقيمة .. قصص ومنغصات وأمراض وطرائف

قسم التحقيقات
تحركت سيارة "الكيا" بعد انتظار ممل لما يقرب من نصف ساعة، واختتم تحركها كالعادة بنداء السائق المعروف والمكرر دوما: "نفر واحد".. لماذا دائما ينقصنا "نفر واحد"؟
كان الزحام على أشده، وكانت السيطرات "نشطة جدا"، مما زاد من الاختناق المروري وتشابك العربات في الشوارع كافة.
قال السائق: شارع الصناعة مغلق.
- "اطلع على باب المعظم"، أجابه أحد الراكبين.
اتصل السائق بزميله عبر جهاز الموبايل، ثم قال:"قافله بباب المعظم، خلي أطلع على شارع القاهرة".
ولكن اتضح بعد ساعة من السير البطيء أن شارع القاهرة مغلق أيضا فامتثل السائق لنصيحة جديدة تكرم بها راكب "خبرة" واستدار باتجاه نفق الشعب الذي تبين بعد معاناة طويلة استمرت على مدار ساعة أنه مغلق أيضا. فقرر السائق العودة باتجاه الرستمية عسى أن يجد طريقها مفتوحا.
ولكن الرستمية كعادتها وكمثيلاتها كانت مغلقة أيضا.
تذمر الراكبون وحدثت شجارات بينهم وبين السائق أيضا.
أحد الراكبين نصح السائق ساخرا: "اطلع على قناة السويس، لكن احذر من السلابه القراصنة قرب السواحل الصومالية"!
من داخل "الكيا"
في الكراج، أعانها السائق على الصعود في السيارة، وجلب لها قنينة ماء. بينما باشر أحد الراكبين بهز الصحيفة التي كانت بيده أمام وجهها.
قال السائق: امرأة عجوز مهجرة، تعرفت عليها منذ أكثر من عام. لا تخرج من البيت الا لاستلام راتبها التقاعدي.
صوب الراكبون أنظارهم نحوها بحزن. بينما ردد راكب عجوز، كان يعتمر الكوفية والعقال: "امنين أجيبلهه هسه توفيق اجنص"؟ التفت نحوه الراكب الذي كان يجلس بجانبه وسأله: من هذا الأجنص؟ فأجابه:"انه أحد أشهر الشخصيات البغدادية "مال أول"، كان من سكنة محلة "الطوب" في باب المعظم، وكان يعمل متعهدا باستلام الرواتب التقاعدية للعجزة من النساء والرجال، الذين لا يقدرون على مراجعة دائرة التقاعد، التي كانت عبارة عن غرفة واحدة في شعبة المحاسبات في وزارة المالية ويديرها السيد محمد حسين النواب، وكان عدد المتقاعدين في ذلك الوقت قليل جداً.
أحد الراكبين سخر قائلا: "اشكد قديييييم"، بينما ردد آخر:" زين هسه اشكم اجنص يرادنه"؟
لقطة من داخل الزحام
منذ ما يقرب من ستة أعوام، تم تبليط ذلك الرصيف بالطابوق المقرنص فاستبشر المواطنون خيرا وهتف بعضهم:"اجانه الخير"، ولكنهم بعد شهور قليلة فوجئوا بحملة قلع شاملة للطابوق المقرنص الذي سرعان ما تعرض لشروخ وتخسفات كثيرة. وبعد ما يقرب من شهر أعيد اكساء الرصيف بالطابوق المقرنص الذي تم قلعه. وبعد عام لاحظ المواطنون بدء حملة قلع جديدة للطابوق المقرنص الذي تم تبليط الرصيف به. أحد راكبي سيارة "الكيا" قال: أنا شخصيا أنظم إلى "سرحان عبد البصير" الذي أعرب عن قلقه من حكاية "الألع" المنتشرة "اليومين دول". فكل رصيف يتم إكساؤه بالمقرنصات يتعرض للقلع بعد ثلاثة أشهر ليعاد إكساؤه بذات المقرنصات المقلوعة منه وبنفس ملامح وجوه العاملين وثيابهم وملامح وجوههم "وهمتهم المتصاعدة"!
والغريب أن عملية القلع ليست طارئة أو مؤقتة بل أنها منظمة وفق أجندة لا يعرفها إلا الراسخون في العطاءات السرية والمقاولات السنسكريتية والاتفاقات "المعدلة" والمتمردة على منطق اقناع أي مواطن بتكرار حملات "الألع" المنتشرة على مدار ما يقرب من ستة أعوام!
غياب الأرصفة والزحام
الشارع للعربات والرصيف للعاطلين والضياع للمارة. الشارع هو ذاته منذ نصف قرن. لم يبلط مرة أخرى، والاسفلت القديم التهمته عجلات الدبابات والمدرعات "والايفات" المحملة بالجنود "واليطقات وصناديق العتاد"، ثم نهشته الأرتال الأمريكية وانفجارات السيارات والدراجات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة والأحزمة الناسفة. لم يبق في الشارع شبر الا وحمل بصمات الحروب والانفجارات والارهاب وتحول الى "طسة" دائمة!.
الأرصفة ماتت، انكمشت أو تبخرت، تراها بعد الغروب محملة بالنفايات. "كراتين" مبعثرة وأكياس سوداء وصفراء وأشرطة بلاستيكية وخضروات وفاكهة فاسدة وصفائح مطعوجة، باتت رصيف "تعزيله".
السابلة أتقنت "مسيرة الموانع" فوق الأرصفة، "ومسيرة الثعبان" بين عشرات بل مئات من السيارات الصغيرة والمركبات والحافلات، ووسط دخان عوادمها الخانق وأصوات محركاتها الهادرة وضجيج منبهات الصوت الحاد، حقا أننا نتقن درسا في التلوث. تتلوث عيوننا بمرئيات قبيحة، وتتلوث آذاننا بسمعيات أنكر من صوت الـ....، وتمتلئ صدورنا بعطر التلوث الوحيد: الدخان الأسود الثقيل، فنردد:"البنزين وسخ"، أو الدخان الأبيض المميت، فنردد:"كام المحرك"!
كلنا نردد هكذا، نردد فقط، وننتظر في وسط الزحااااام!
تأخر قوم عند قوم فوائد
"نعمة كبيرة، أدعو الله أن تستمر"، تلك النعمة هي الاختناقات المرورية في طرق العاصمة العراقية بغداد، والمبتهل بالدعاء أن تستمر هذه الأزمة هو بائع جائل، يتخذ من تقاطعات الطرق مكاناً لبيع بضاعته من المناديل.
ويرى البائع فارس رضا أن للازدحام الفضل في أن يكسب رزقه ورزق أطفاله، وهو رغم معاناته من آلام الكلى يعمل نحو 15 ساعة يوميا.
ويؤكد أنه لن يجد أفضل من الازدحام المروري مكاناً للعمل "فهو لا يحتاج إلى ترخيص، ولا إجازة فتح محل تجاري ودفع إيجارات وفواتير مختلفة، مثلما فعل غيري ولحقتهم خسائر".
الازدحام المروري مشهد مألوف في بغداد، وبدأ بالظهور منذ نحو عشر سنوات، حين نشب العنف الطائفي في البلاد، ولجأت القوات الأمنية إلى قطع الشوارع وتقليل المسارات المخصصة للسيارات، خصوصا مع ظهور تنظيم القاعدة في العراق عام 2004، ثم تنظيم "داعش" في 2014، واعتمادهما على عمليات التفجير ضد القوات الأمنية وفي الأسواق والأحياء المدنية.
ويوضح الخبير الاقتصادي أحمد العمري:"أن العراق لم يهدأ منذ عقود، وزاد توتراً من الجانب الأمني منذ غزوه عام 2003، ثم ظهور الجماعات الإرهابية التي تستمر في خلق عدم الاستقرار من خلال تفجيرات مستمرة داخل المدن تستهدف بها المدنيين".
ويلفت إلى أن تلك "الأعمال الإرهابية تخنق الاقتصاد، وكذلك الحلول الحكومية غير المجدية، واعتماد أساليب أمنية منها قطع الكثير من الطرق، ما تسبب في شلّ العديد من الأماكن التجارية".
ويشير إلى أن قطع الطرق "أثبت فشله، لأن البائعين تركوا الأسواق التي أحيطت بالحواجز الكونكريتية لحمايتها، وراحوا يعرضون بضائعهم خارجها، فأصبحوا هدفاً سهلاً للإرهابيين، كما أن الباعة تسببوا في تضييق الطرقات والازدحام المروري".
قصص ممتعة!
في بغداد لا يمكن أن يسير السائق بسرعة 100 كلم في الساعة على الطرق السريعة، إلا بعد منتصف الليل، عندما تهدأ الحركة في الشوارع.
ويروي نهاد عبد الحق، وهو سائق سيارة أجرة أن شخصين احتدم الشجار بينهما في حي جميلة شرقي بغداد، فأخرج أحدهما مسدسا من سيارته وأطلق عدة رصاصات فوق رأس الرجل الآخر، متهما إياه بالنظر إلى زوجته ومعاكستها.
ويؤكد أن قصصاً كثيرة عاشها في الازدحام، من أصعبها وأكثرها ألماً أن "شاباً كان ينوي الوصول بسرعة إلى المستشفى، لرؤية والده الذي كان ينازع الموت، وكنت يومها أركن في دور سيارات الأجرة قرب موقف السيارات القادمة من البصرة، فطلب مني إيصاله إلى مستشفى مدينة الطب".
ويتابع: "كان الشاب يتحدث مع شقيقه الموجود في المستشفى عبر الهاتف وهو يبكي، حاولت جاهداً التخلص من الازدحام لإيصال الشاب إلى والده في الوقت المناسب، لكن الازدحام حرم الأب من رؤية ولده قبل رحيله".
كل شيء يقع بسبب الازدحام المروري حتى الخلافات الزوجية، ذلك ما اتضح من خلال ما كشفه المواطنون.
يشير محمد صاحب إلى أنه أثناء اصطحاب زوجته لإجراء تحليلات طبية، كان الباعة الجائلون يمرون على السيارات المتوقفة، وكانت فتاة عشرينية تبيع أنواعاً من الحلوى، طلبت مني بإلحاح شراء بعض منها، ثم قالت مشيرة إلى زوجتي ربي يحفظ لك أمك.
ويتابع: "جنّ جنون زوجتي ونهرت الفتاة بشدة، لكن أثر المشكلة استمر طويلا، وكلما تتذكرها تنتابها حالة من التوتر والعصبية".
ويعتبر الازدحام المروري نعمة للكثيرين، ومنهم محمد عبد الرحمن، الذي يستغل وقت الازدحام في القراءة. ويقول: "خلال حضوري ندوة فكرية قبل أربعة أعوام، قال أحد المتحدثين رداً على شكوى بعضهم من عدم توفر وقت للمطالعة، إن من يريد وقتاً للمطالعة يجده، وبدل الضجر في الازدحام، اجعل الكتاب أنيسك واقرأ".
أما سلام وزوجته فيدينان بالفضل للازدحام في تعارفهما، الذي تطور إلى الحب فالزواج الذي أثمر ابنتهما دانة ذات الشهور السبعة.
لكن يبقى أكثر ما يُتفق عليه هو رأي سائقي سيارات الأجرة، الذين يؤكدون أن كل ما تريد معرفته عن العراق تجده خلال الازدحامات المرورية!
الزحام.. موت
ضجر، وشتم، وأعصاب مشدودة "هذا واقع حال البغداديين وهم يبدأون صباحاتهم وسط زخم مروري بات السمة الأبرز ليومياتهم، فمشوار النصف ساعة يوازي رحلة سفر إلى بعض البلدان.
أزمة المرور في بغداد مدت جذورها في أغلب المفاصل الحركية للعاصمة اذ يصفها البعض بالمشلولة، الامر الذي شكل عبئا حقيقي تتفاقم حدته في ساعات الذروة الصباحية، لتغدو مشكلة تستنزف وقت وجهد البغداديين ، وكذلك الوافدين إلى العاصمة من المحافظات الاخرى.
أبعاد الازدحام تجاوزت الإرباك اليومي بحسب مواطنين كثر ليشكل سببا مباشرا لأمراض نفسية وعصبية تصنف علمياً "بالموت البطيء" بحسب آخر الدراسات الطبية العالمية.
فيما تقف مديرية المرور العامة عاجزة امام تجوال اكثر من مليون مركبة في شوارع العاصمة ولسان حالها اليد قصيرة والعين بصيرة، واصابع الاتهام توجه صوب أمانة العاصمة وقيادة العمليات العسكرية.
وتشير أحد البحوث الصحية إلى أن التكدس المروري لا يسبب فقط سوء المزاج، وتدني الإنتاجية، وكثرة أخطاء العمل، ولكنه قد يسبب الوفاة، وأنه يرتبط بإصابة شخص واحد من بين كل 12 بأزمة قلبية، وأن الأشخاص الذين يواجهون التكدس المروري ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية ثلاث مرات عن غيرهم وحذرت من آثار الاختناقات المرورية على أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر وأمراض القلب. كما أن "تأخر العاملين كل يوم عن بداية وقت الدوام الرسمي بساعة أو أكثر، يقلل في مجمله ساعات العمل المطلوبة مما يخفض الإنتاجية، وكذلك يتكبد القطاع الخاص كثيراً من الخسائر سنوياً بسبب تأخر وصول شحنات وبضائع الشركات نتيجة لهذه الزحمة المرورية، وما يصاحبها من الحوادث المتكررة وبالتالي ترتفع فاتورة خسائر الاقتصاد الوطني بشكل عام.
معاناة يومية
لكل "سبب نتيجة" تلك هي معادلة الحياة الوجودية ، فنتيجة زحام الشوارع في أغلب مناطق بغداد امراض عصبية ونفسية وقلة انتاجية لموظفي الدولة مما يتسبب في تأثيرات "اقتصاديه " للقطاعين الخاص والعام. اذ حذر استاذ علم النفس احمد الذهبي من الآثار الوخيمة للازدحام المروري في المدن الرئيسة. واكد إن "الشعور بالضغط والدخول في الزحام، والبقاء في الطرقات لنحو ساعة في الذهاب وأخرى في العودة له مردوده السلبي على مزاج الإنسان وصحته العامة، خاصة وإن ذلك يحدث بشكل يومي".
ويشكو المواطن ابو ماجد وهو رجل خمسيني يصطحب زوجته المقعدة في كرسي متحرك، من أزمة زحمة الشوارع ويقول: زوجتي تحتاج لمراجعة الطبيب مرتين في الشهر، لم اعد اقوى نفسياً على المراجعة معها فرحلة الذهاب في شوارع مشلولة وعاجزة كعجزها يضعف قابليتي على التحمل ويستنزف طاقتي.
نوبات عصبية
فيما يوضح ساجد صبيح، معلم انه يعاني من "فوبيا ضغط الشوارع" ويعيش في صباح كل يوم أزمة نفسية نتيجة التأخير عن الدوام، لذا يضطر في بعض الاحيان إلى الخروج مبكرا قبيل وقت الدوام الرسمي بساعتين تجنباً لدخوله في زخم مروري يفقده هدوء اعصابه بحسب قوله.
ستوته
معن جواد، طالب في المرحلة المتوسطة يستأجر ومجموعة من الطلبة "الستوته" يومياً في رحلة الذهاب والاياب من المدرسة، يقول: التنقل بالسيارة غير مجد، فزخم الشوارع يتسبب في تأخيرنا عن الحصة الدراسية الاولى، وهو ما يدخلنا في مطب الغياب مع الاساتذة ، فالحالة تتكرر يوميا مع شوارع شبه مغلقة.
ويضيف: "نستأجر الستوته يوميا فهي وسيلة سريعة للتنقل لصغر حجمها وعدم خضوعها للإشارة المرورية خاصة في الشوارع الفرعية.
دراسات وحلول
الاختناقات المرورية تعد من المشكلات الكبيرة التي تواجهها معظم بلدان العالم، وخصوصا في البلدان النامية. وبحسب بعض الدراسات فقد شهدت مدينة بغداد نموا سكانيا ملحوظا، إذ بلغ "2968208" نسمه خلال عام 2000، رافقه زيادة بإعداد السيارات والتي بلغت أكثر من 800 الف سيارة مسجلة خلال عام 2009 ، بعد أن كانت لا تتجاوز 275 ألف سيارة لغاية تاريخ 9/4/2003.
إن مشكلة الازدحامات المرورية بحقيقتها قديمة، فبسبب الحروب المتعاقبة على العراق، والترحيل القسري وازدياد معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة وارتفاع الكثافة السكانية في العاصمة، وان معظم الطرق والشوارع في بغداد صممت ونفذت منذ عقود قديمة وهي أصلا مصممة لطاقة استيعابية معينة، والمرحلة السابقة لم تشهد مشاريع للتطوير، بينما لا تتناسب والزيادة الحاصلة في عدد نفوس العراقيين سنويا ،ولكنها بقيت أزمة محصورة بنطاق ضيق.
الأزمة المرورية بشكلها الحالي في العاصمة بغداد ظهرت بعد عام 2003 "الانفتاح اللامحدود في استيراد السيارات وبدون ضوابط" ومع النشاط التجاري المتنامي، وتجاوز الباعة المتجولين، والقاء النفايات وانقاض البناء ومخلفات الحرب على امتداد الطرق والشوارع، والظروف الأمنية وانتشار الحواجز الكونكريتية والسيطرات في مداخل الشوارع والغلق العشوائي للطرق والشوارع "بلغ عدد الشوارع المقطوعة في بغداد 64 شارعا منها 37 شارعا في الرصافة و27 شارعا في جانب الكرخ خلال شهر آب عام 2005"، باتت بغداد تنتقل من حالة الاختناق المروري إلى وضع الكارثة المرورية بسبب الزحام وتوقفات السير والفوضى المرورية والأضرار البيئية والاقتصادية "يوجد في بغداد ما يقارب 67 خطا معطلا و50 خطا لا يوجد لها مسارات للنقل الخاص.
ومن المتعارف عليه في دراسات النقل والمواصلات أن حركة المرور على الطرق والشوارع تتركز في ساعات الذروة الصباحية والمسائية وتبدأ مع دوام الموظفين والعمال والطلاب وعند عودتهم يوميا، إلا أن العاصمة بغداد تشهد ساعات ذروة متواصلة وغير محددة الأوقات بسبب اغلاق الطرق العشوائي يوميا، إضافة إلى عمليات التدقيق والتفتيش في نقاط السيطرات المنتشرة في كل طرق وشوارع العاصمة.
ماذا عن الحلول؟
وتشير بعض الدراسات الى جملة من الحلول منها:
1- اعادة توزيع نقاط المرور بشكل دوري مع تحديد عقد الاختناقات ومعالجتها يضمن انسيابية حركة المرور، وكفاءة رجال المرور، كذلك تخفيض عدد نقاط التفتيش والسيطرات مع الاهتمام بنوعيتها، ورفع الكتل الكونكريتية من الاستدارات المهمة.
2- الاهتمام بالطرق والشوارع من خلال زيادة أطوالها وعرضها وتحسين وصيانتها، وبالتالي جودتها، مما سيساهم في استيعاب أعداد كبيرة من المركبات وتقليل الازدحامات المرورية.
3- إعادة تفعيل النقل بالباصات ذات الطابقين.
4- الإسراع في انجاز مشروع الحكومة الالكترونية لإنجاز معاملات المواطنين دون مراجعة دوائر الدولة على غرار تجربة مديرية المرور العامة الناجحة.
5- بناء كراجات متعددة الطبقات لوقوف المركبات خصوصا في المناطق المزدحمة والأسواق، وتنظيم عمل ساحات وقوف ومبيت السيارات.
6- حصر مرور المركبات الطويلة وذات الحمولات الثقيلة "المحملة بالمنتجات الصناعية والزراعية" في أطراف مدينة بغداد، وتوفير مخازن لتتم إعادة تحميل البضائع بوسائط النقل الصغيرة إلى داخل مدينة بغداد.
7- إلغاء الكراجات المؤقتة وساحات الوقوف غير الرسمية عند مداخل ومخارج الطرق والشوارع في الأحياء الرئيسة للعاصمة التي تتسبب في الازدحامات، وإلزامهم بالوقوف في الكراجات النظامية عن طريق تفعيل أجهزة الرقابة النقابية للنقل الخاص والعام وتشكيل فرق جوالة لمتابعة ذلك ومحاسبة السواق المخالفين.
8- إزالة مخلفات النفايات وأنقاض البناء التي تلقى بشكل عشوائي على جوانب الطرق والشوارع في الأحياء السكنية بالعاصمة، مما تتسب في تعطيل حركة المرور وربما قطع الطرق أحيانا، والقيام بحملة حقيقية لتشجير جوانب الطرق والشوارع، مما يضيف منظرا جماليا للعاصمة ويقلل من التلوث البيئي من خلال امتصاص ضوضاء المركبات.
9- بناء المجسرات والأنفاق
10- انجاز مترو بغداد
11- وضع استراتيجية مستقبلية لإعادة تخطيط شبكات النقل في مدينة بغداد بالشكل الذي يراعي زيادة عدد السكان وأعداد السيارات وتوسع المدينة وأحيائها مستقبلا.
12- نقل كراجات المسافرين "العلاوي، الكراج الشمالي، كراج النهضة" إلى مناطق خارج مناطق الازدحامات في بغداد، ونقل مؤسسات الدولة والوزارات في مجمعات والمنطقة الخضراء سيساهم في تخفيف الازدحامات بشكل كبير.
13- ترحيل المركبات القديمة واستبدالها بسيارات حديثة، سيضمن انخفاض أعداد السيارات ونظافة البيئة.
14- حصر استيراد السيارات على الجهات الحكومية مثلا الشركة العامة لتجارة السيارات وضمن ضوابط، سيقلل من أعداد السيارات المستوردة وبالتالي تخفيف الازدحامات في العاصمة.
15- إعادة تأثيث الطرق والشوارع وتزويدها بالأسيجة الحديدية وبناء الأرصفة يقلل من الاستدارات غير النظامية خصوصا في الأحياء الرئيسة والتي تتسبب في الازدحامات والحوادث المرورية.
16- تفعيل دور النقل بالسكك الحديد وبناء خطوط متعددة للقطارات السريعة والمعلقة.
17- تفعيل دور النقل الداخلي بالطائرات ما بين العاصمة والمحافظات العراقية الأخرى، سيخفف من الضغط على النقل بالسيارات والطرق وبالتالي تقل الازدحامات المرورية.
18- اتخاذ قرارات تخطيطية ذكية، وتطوير وسائل النقل الجماعي للحد من استخدام المركبات الخاصة والتحكم المروري واعتماد أنظمة النقل الذكية وربط الإشارات الضوئية، واللوحات الالكترونية لتحديد الطريق الأقصر واستخدام تقنية الجي بي اس
بين نقطتين وحساب مدته ومسافته، وكذلك استخدام نظام الاستشعار عن بعد لفك الاختناقات المرورية.
19- البحث عن بدائل لوسائل النقل مثل التوجه لاعتماد الدوام بـ "النظام المرن" أو "توزيع الذروة" والتشجيع على مبدأ التشاركية في التنقل بوسائط النقل الخاصة، مثل الموظفين الذين يتشاركون في مركبة واحدة للذهاب للعمل.
مقترحات مديرية المرور
انطلاقاً من هدف تحقيق أعلى قدر من الانسيابية في حركة سير المرور والحد من الحوادث المرورية, اتخذت مديرية المرور العامة جملة من الاجراءات في سبيل معالجة الاختناقات المرورية في بغداد والحد من الحوادث المرورية يمكن أيجازها بما يلي:
1- رفع مستوى التنسيق بين مديرية المرور العامة وامانة بغداد والبلديات في المحافظات بشان معالجة السلبيات الموجودة في شبكات الطرق واقتراح التحويلات التي تسهل حركة النقل, وكذلك تأثيث الطرق بالعلامات المرورية الدولية منها التحليلية والارشادية والعلامات المانعة والالزامية والعلامات الاسبقية, وكذلك تخطيط الشوارع بالخطوط العرضية, والتأكيد على جانب إنجاز المشاريع الخاصة بأمانة بغداد التي هي قيد الانجاز, منها الجسور وانشاء طرق جديدة وتامين مواقف للمركبات كلها باتجاه تحقيق انسيابية حركة السير والمرور والحد من الحوادث المرورية وتحقيق نتائج جيدة في هذا المجال.
2- التنسيق مع وزارة النقل بشأن اتخاذ خطوات ملموسة في تطوير النقل العام بوسائط النقل المتاحة كافة, منها النقل بواسطة الباصات, النقل بالسكك الحديد, والنقل المائي والجوي, كون هذه الوسائل تسهم بشكل كبير في الحد من استخدام المركبات الخاصة وبالتالي تسهم في تحقيق انسيابية حركة السير والمرور والحد من الحوادث المرورية ووضع خطة عمل وخطة استراتيجية لتطوير العمل المروري لتنظيم حركة سير المرور ورفع مستوى الرقابة المرورية لشوارع مدينة بغداد والمحافظات من خلال تقليل عدد التقاطعات المرورية ذات المستوى الواحد وجعلها عدة مستويات بإنشاء الانفاق وجسور عبور المشاة.
3- العمل على تطبيق نظام المرور الذكي في تقاطعات وشوارع مدينة بغداد من خلال منظومات الكترونية متكاملة و كاميرات مراقبة وإشارات مرور ضوئية تعمل بالتحسس بحيث تعمل على تصريف حركة السير والمرور وفق احجام المركبات والكثافة المرورية, وكذلك تقوم برصد المخالفين وتحرير غرامات بحقهم وفق نظام رقابي مروري متكامل.
4- سيتم في المستقبل القريب استخدام التقنية الحديثة لرصد المخالفين, والعمل من خلال استخدام أجهزة قياس السرعة "الرادارات", والسرعة على الطرق, وأجهزة فحص المخمورين, وكذلك أجهزة الكشف الفني لشروط المتانة والأمان للمركبات والرقابة بواسطة الطائرات المروحية على الطرق, ومعالجة الحوادث المرورية التي تقع على تلك الطرق.
5- استخدام نظام GPS في أماكن الازدحام وأماكن تكرار الحوادث المرورية.
6- إنشاء سيطرة الكترونية مرورية بشأن مراقبة و تأمين الاتصالات بالعاملين في حركة سير المرور ومراقبة الشوارع والطرق ومعالجة الاختناقات المرورية بشكل أني وفوري.
7- وكل هذه القوانين هي قوانين تتحكم بحركة السير المرور وتنظيم سير المركبات, بينما تتضمن قواعد استخدام الطريق قوانين المرور وقواعد غير رسمية وغير متعارف عليها تطورت عبر الزمن لتسهيل السيل الانسيابي المنظم لحركة المرور, وتشمل حركة المرور المنظمة بشكل عام أولويات ثابتة و مسارات وملتقى الطرقات وتقاطعات جانبية لتنسيق حركة وإشارات المرور الضوئية او اللافتات مرورية, وغالبا ما يجري تصنيف حركة المرور بحسب نوع المركبات وهنالك مركبات ثقيلة كالسيارات والشاحنات ومركبات أخرى مثل الدراجات النارية والدراجات الهوائية والمشاة قد تطبق قوانين حدود السرعة على انواع مختلفة من المركبات على الطرقات أو قد تفصل عن بعضها, وقد تكون بعض القوانين مفصلة الى حد كبير وفيها قواعد معقدة للطرقات, بينما تعتمد قواعد أخرى بشكل أكبر على حسن التقدير العام للسائقين واستعدادهم للتعاون, حيث يوفر المرور المنظم تنقلاً أكثر سلامة وفعالية, أما الحوادث التي تسبب الاضطراب في انسياب حركة السير وفي فوضى مرورية فهي أعمال البناء على الطرقات وحوادث التصادم والكتل الحجرية على الطرقات, وقد يؤدي اضطراب مروري على طريق سريع مزدحم الى حوادث مرورية.