رأى عضو في المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي أن زيارة المالكي إلى واشنطن لم تحقق أهدافها، وتسريبات تفيد بعدم تحقيق أي هدف من أهداف الزيارة.
وفيما رأى خبير سياسي أن قضية التسليح من قبل الولايات المتحدة غير محسومة، دعا بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق إلى عدم تزويد بغداد بالسلاح ما لم يقترن ذلك بانفتاح رئيس حكومتها على خصومه السياسيين.
وفي تصريح لـ "طريق الشعب"، أمس الأحد، قال الدكتور أحمد إبراهيم، عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، إنه "نعتقد بأن زيارة المالكي إلى واشنطن لم تحقق جميع أهدافها، بالرغم من وجود تسريبات تبين عدم تحقيق أي هدف من أهداف الزيارة".
وأضاف إبراهيم أن "هناك معلومات صدرت عن بعض وسائل الإعلام الأمريكي تفيد بأن زيارة المالكي الى واشنطن لم تحقق جميع الأهداف التي ذهب من أجلها، وبدورنا نعتقد بأن المالكي لم يستطع تحقيق جميع القضايا التي ذهب من أجلها". ولفت إلى أن "هناك من يتحدث عن أن زيارة رئيس الوزراء إلى أمريكا لم تكن لقضية التسليح فقط، وإنما لمناقشة امكانية حصول المالكي على ولاية ثالثة وغير ذلك"، مؤكدا أنه "لا أستطيع أن أتيقن بشكل واضح من طبيعة الأهداف التي رسمها، وقد تكون جميع هذه الأهداف تشكل جزءا من مهمة ذهب من اجلها"، وأشار إلى أن "بعض ?لسياسيين الأمريكيين ممن لهم علاقة مع العراق تحدثوا بطريقة مغايرة بالنسبة للسفير الأمريكي السابق"، مستدركا بالقول إن "هناك ترشيحات من قبل الولايات المتحدة تفيد بأن العراق غير مؤهل لاستخدام هكذا أسلحة في الوقت الحاضر".
ورجح وجود "اجتماعات مغلقة دخلها رئيس الوزراء مع المسؤولين الأمريكيين"، مبينا أن "من أكثر القضايا المحتمل مناقشتها هو ما يجري في سوريا، كون الأمريكان يهتمون باستقرار الوضع العراقي بما يخدم مصالحهم".
وأكد أن "العراق واحد من أهم البلدان الرئيسية المصدرة للنفط في العالم ما يجعل الولايات المتحدة تهتم به"، معتقدا أن "مجلس الشيوخ الأمريكي أخذ موقفا بخصوص السياسات التي يتبعها رئيس الوزراء في تعامله ع القوى السياسية الأخرى".
بدوره، ذكر مظهر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب أنه "لا املك أية معلومات بشأن نتائج زيارة المالكي الأخيرة إلى واشنطن".
وأضاف الجنابي في تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، أن "رئيس الوزراء عاد من الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس، ولم يتسن لنا الوقت الكافي للاطلاع على نتائج هذه الزيارة". وفي سياق متصل، عدّ بول بريمر، الحاكم المدني السابق للعراق، "انسحاب بلاده من العراق كان خطأ"، داعيا إلى "عدم تزويد بغداد بالسلاح ما لم يقترن ذلك بانفتاح رئيس حكومتها نوري المالكي على خصومه السياسيين".
ورأى بريمر في لقاء تابعته "طريق الشعب"، إن "رئيس الوزراء نوري المالكي وجد نفسه في وضع صعب. ومع توجه الولايات المتحدة صوب إيران، وانهيار الدولة في سوريا، وخلو الساحة، انتعش نشاط تنظيم القاعدة، ووجد المالكي نفسه في وضع يحتم عليه أن يواجه الأمر لوحده وهو ما أثر أيضا على سياسته".
وتابع إن "المالكي أغلق الدائرة السياسية، نعم لقد قام بذلك، وعلى الولايات المتحدة، في تقديري، أن تتصرف"، مضيفا أن "في رأيي ينبغي على الإدارة أن تقول للمالكي لن نعطيك أية معدات عسكرية ما لم تلتزم بإعادة فتح الحوار السياسي ليشمل الجميع، وعليها بصفة خاصة، وأن تقول له إننا نتطلع لانتخابات حرة ونزيهة مثلما ينص على ذلك الدستور العراقي".
من جانبه، رأى المحلل السياسي عبد الجبار السعيدي أن "أمريكا جددت التزامها بالتعهد بتخليص العراق من الإرهاب، ولكن ما أضيف على هذا الموضوع هو تعهد أمريكا بتسليح العراق".
وأوضح السعيدي في تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، أن "منظومة التسليح الجديدة جاءت للقضاء على الإرهاب في البلاد، ومن الممكن أن تحسب هذه خطوة لصالح الدولة العراقية"، منوها بأنه "لا يمكن الاعتماد على جهة واحدة في قضية التسليح".
وبيّن أنه "لا بد من التغيير، إذ أن بلدان الخليج العربي لا تعتمد على منظومة التسليح الغربية فقط، وإنما تعتمد على المنظومة الشرقية أيضا، لذلك فأن قضية تسليح البلاد من الولايات المتحدة غير محسومة، لان منظومة التسليح الأمريكية باهظة الثمن، ولا يتمكن العراق شراءها". ولفت إلى أن "القضية الأمنية التي ستحسم بين العراق والولايات المتحدة هي غير عسكرية، وإنما أمنية وسياسية".