فضاءات

الفنان عماد الطائي يطرز فضاء ستوكهولم بألوان قزح

محمد الكحط –ستوكهولم

 

 

 

 


ضمن مسيرته الفنية التي تمتد لعقود عديدة، كان له عدة معارض شخصية ومشتركة وفي أماكن عديدة، ورغم سنوات غربته الطويلة كان يتنفس هواء العراق مادا له ذراعيه ليعبر بلوحاته معاناته معاناة الوطن، والابتعاد عنه، وفي معرضة الجديد الذي أفتتح يوم 17 آيار 2014م، في قاعة الفنان (كاظم حيدر) في المركز الثقافي العراقي في السويد حيث أضاءت وزينت لوحات الفنان (عماد الطائي) جدران القاعة بألوانها ومواضيعها المتعددة، وعوالمه الحالمة، ضمن معرضه الذي أسماه (عوالم) وأيةِ عوالم.
حضر الأفتتاح جمهور متذوق للفن، كما حضر السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية يتقدمهم السيد السفير (بكر فتاح حسين)، وبعد ترحيب من قبل الدكتور أسعد الراشد مدير المركز الثقافي، متمنياً للفنان الطائي النجاح والتقدم والتألق في نتاجه الفني، كما ثمن سفير العراق الجهود المبذولة في إقامة المعرض وأوقد شمعة معلنا إفتتاح المعرض، ليبدأ الفنان عماد الطائي يطوف مع الحضور على لوحاته، التي حواها المعرض وهي 37 عملا مختلف الحجوم والأساليب والمواد المستخدمة في التنفيذ. فهنالك أعمال بالحبر الصيني وأخرى بالباستيل الزيني والأكريلك والزيت، وتنوعت الأساليب والمدارس الفنية التي تتبعها عماد الطائي في أعماله، فضلت تصنيفها إلى عدة أقسام، فهنالك ركن يحوي 10 لوحات معظمها منفذة بالحبر الصيني، و10 لوحات منفذة بالأكريلك والألوان الزيتية، أسميتها المجموعة الزرقاء تشد المتلقي بحركتها النابعة من حركة الغيوم، فهنا ما يشبه القمر تحجبه الغيوم، حركة ترتبط بإحساس الشعور بالحرية لعالم طائر بلا حدود، يتطلع للكون للطبيعة والتأمل بها، فرشاته تتحرك بلا قيود، فهنا الطبيعة بحركتها لا بجمودها، هذا ما رصدته تلك اللوحات الزرقاء، ومن ثم عدة لوحات بألوان الطبيعة الأخرى، البحر وحركة أمواجه أسراره وصخبه، أما المجموعة الأخرى الغامقة بألوانها الزاهية بعوالمها فهي تنوعت بين البوتريت، والطبيعة وتجسيد لحالات انفعالية، لما مر بهِ الوطن فها هي لوحته "بغداد تحترق" تجسد الحروب التي عاشها ويعيشها وطننا.

وفي حديثي مع الفنان عن أعماله اللاحقة، يقول سأعود للنحت، ولدي تصاميم لأربعة أعمال نحتية، وسألناه عن تباعد معارضه، يقول أنها هموم العمل فهو يدرس مادة الفن في المدارس السويدية، وهموم العائلة والأطفال والغربة والكثير من الذي يختزل وقته.
أهم اللوحات المعروضة هي لوحة "بغداد تحترق" فهل هنالك من يطفيء لهيب حريقها؟؟؟
ودعنا معرض الفنان عماد الطائي، لكن عوالم لوحاته بقيت عالقة في الأذهان، لجمالها ودقتها وهي تحكي أسرار فلسفة الطبيعة والحياة.

الفنان التشكيلي عماد الطائي في سطور:
- من مواليد مدينة الحلة 1951 وهو العام الذي سافر فيه أخيه الفنان التشكيلي سعد الطائي الى روما الايطالية.
- عشق الموسيقى حينما كان تلميذا غير ان تشجيعه إقتصر على الرسم حتى انتقل وهو صغير الى بغداد في منطقة الكرادة الشرقية التي خصصت مدرستها المتوسطة جدارا كاملا لأعماله أثناء معرضها السنوي وهو التشجيع الذي دفع بعماد الطائي لأن يدرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد ومن ثم تختاره إدارة القسم لدراسة النحت في قسمها المسائي لتفوقه في مادة النحت.
- تخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1971 كان من ضمن أساتذته شقيقه الفنان التشكيلي سعد الطائي والنحات العراقي فتاح الترك, صالح القرغولي, وميران السعدي
– عمل مصمما ورساما لمجلة العلم والحياة في بغداد.
- ترك العراق عام 1973 ليواصل دراسة الفنون التشكيلية خارج العراق وحصل على شهادة الماجستير في نحت النصب من معهد سوريكوف الفني حيث اختار أساتذة المعهد عمله النحتي الأخير وتم صبابته والاحتفاظ به.
- عام 1984 عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة في العاصمة اليمانية عدن.
- منذ 1992 بدأ بتدريس الرسم والنحت والكرافيك والسيراميك في المدارس السويدية ولازال حتى اليوم غارقا في هذه المهنة المتشعبة المسؤوليات حيث إختارته إدارات كل المدارس التي عمل فيها كأكثر مدرس ديناميكي ويحضى باحترام وحب الطلبة له.