فضاءات

محيي الدين زنكنه راسخ في ذاكرة المسرح العراقي

طريق الشعب - خاص

أقامت نقابة الفنانين العراقيين، بالتنسيق مع الاتحاد العام للادباء والكتاب، صباح أمس الأول الاثنين، جلسة استذكار للكاتب المسرحي الرائد محيي الدين زنكنه، في مناسبة مرور أربعة أعوام على رحيله.
حضر الجلسة التي أقيمت على قاعة الجواهري بمقر الاتحاد، جمع من المثقفين والفنانين والأدباء والاعلاميين، وأدارها الفنان طه رشيد.
نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي، افتتح الجلسة بكلمة أضاء فيها جوانب مهمة من حياة زنكنه الابداعية، مستعرضا مسيرته منذ ولادته في كركوك وتنقله بين مدن عراقية مختلفة، مبينا ان اهم محطاته الحياتية كانت مدينة بعقوبة التي عمل فيها مدرسا للغة العربية ما يربو على عشرين عاما ، ثم انتقل مضطرا، بعد تهديدات وصلته من جانب أزلام النظام الدكتاتوري المباد، الى مدينة السليمانية، حيث توفي يوم 22 آب 2010.
وكانت الكلمة الثانية للفنان الرائد د. سامي عبد الحميد، التي ألقاها نيابة عنه الناقد سعد عزيز عبد الصاحب، ومما جاء فيها:
"لاغرابة ان يكون معظم كتاب المسرح في العالم، وفي بلادنا ايضاً، من حملة الفكر التقدمي، وبالأخص اليساري؛ فهذا الفكر يدعو الى تغيير المجتمع نحو واقع افضل، وان المسرح ومنذ نشأته، مدنياً دنيوياً، كان يقف بالضد من كل ما هو سلبي.. بالضد من كل ما هو غير انساني، وكل ما هو تسلطي، وما يعمل على استلاب الحقوق ويحد من الحريات".
وتابع قائلا: "هكذا كان كتاب المسرح عندنا، وخصوصاً اولئك الذين برزوا في النصف الاول من القرن العشرين، امثال يوسف العاني ونور الدين فارس وعادل كاظم وطه سالم، وفي النصف الثاني من ذلك القرن امثال محيي الدين زنكنه وجليل القيسي وفلاح شاكر".
وأضاف عبد الحميد قائلا: "تتحدث جميع مسرحيات زنكنه عن انسانية الانسان وقهرها في المجتمعات المتخلفة تحت حكم الانظمة الشمولية، التي تنفرد بالسلطة وتسخر كل الطاقات لاسناد انظمتها التعسفية وتلميع منجزاتها المخصصة لها دون توفير حياة افضل لشعوبها".
الشاعر والكاتب المسرحي المغترب صباح الانباري، لازم استاذه الراحل (وزميله لاحقا)، فترة طويلة ولم يتوان عن إرسال كلمة كان قد ضمنها في أحد كتبه، ويتحدث فيها عن دماثة خلق الراحل. وقد ألقى الكلمة نيابة الشاعر فراس عبد المجيد، ومما جاء فيها: "إن كل من عرف زنكنه، عرفه بتواضعه الكبير. ذلك التواضع الذي أقلقني، وشوشني، وجعلني أتساءل دوماً: إذا كان زنكنه بكل عطائه الفذ يشعر بهذا القدر الأسطوري من التواضع. فما بالنا نحن الذين نتفيأ بظلاله الوارفة؟". كان محيي الدين زنكنه منحازا في كتاباته الى الشرائح والطبقات الفقيرة. هذا ما أكده أستاذ اللغة الانكليزية في اعدادية بعقوبة، فاروق ابراهيم، في رسالة بعثها من مغتربه في أمريكا.
وكان مسك الختام للامين العام للاتحاد الشاعر الفريد سمعان، الذي أشار الى ان قاعة الجواهري في الاتحاد احتفت بالعديد من المبدعين ومن مختلف القطاعات الفنية والادبية والرياضية. وقال: "سيبقى الاتحاد بيتا للاحتفاء بكل المتميزين في وطننا".
ودعا سمعان الى تشكيل هيئة من اتحاد الادباء ووزارة الثقافة والمؤسسات المعنية، لطباعة اعمال الكاتب المسرحي الراحل زنكنه وبقية المبدعين.