فضاءات

ذكرى انتفاضة هور الغموكة / نهضة موسى عطية

والدي موسى عطية "ابو صبري" احد المشاركين في معركة الغموكة. ففي أيلول عام 1967 التحق بالكفاح المسلح في اهوار الناصرية، مع الشهيد خالد احمد زكي الذي كانت له علاقة رفاقية حميمة مع اخي الشهيد "صبري موسى" الذي استشهد ايضاً في قصر النهاية أواخر عام 1969.
حسب ما يروي لنا والدي، احداث المعركة، حيث انه ورفاقه أنشأوا لهم قاعدة في اهوار الدواية، وفي شهر ايار 1968 قرروا الهجوم على مركزين للشرطة. وبعد الهجوم والاستيلاء على الاسلحة والذخيرة انسحبوا في إتجاه هور الحمار، وكان والدي هو المشرف على قيادة زوارق الحركة في الهور ومن ثم الانسحاب. وخلال الانسحاب تعرضوا الى كمين من قبل رجال السلطة وتاهت بهم السبل اربعة ايام لصعوبة الحركة في اي مكان بالهور مما اضطرهم الى البقاء كل هذه المدة يحومون حول نفس المكان.
وبعدها تركوا الزوارق وتوجهوا الى مكان (يابس). حينها ارسلت المجموعة كلا من ابو صبري وعبود خلاطي ورفيق اخر الى احدى القرى المجاورة لجلب دليل ومؤن لهم، وخلال هذه الفترة حصلت معركة كبيرة مع الجيش اشتركت فيها طائرات وقوات خاصة، بوشاية من اهالي المنطقة، كانت معركة غير متكافئة من ناحية العدة والعدد كما يروي لنا والدي ويضيف: رجعت الى المكان بعد سماعي دوي قصف الطائرات واطلاقات المدفعية، فلم اجد رفاقي بنفس المكان كونهم انسحبوا الى مكان اخر من الهور وقد حفروا بئراً كي يستطيعوا الحصول على ماء للشرب، بعدها رجعت الى القرية حيث رفيقاي الاثنان اللذان رافقاني قبل المعركة، فانسحبنا مع المواشي التابعة لاهالي القرية الذين ساعدونا على الخروج لمكان اكثر آمناً ووصلنا الى مدينة الكوت ومنها الى بغداد وفي مدينة الثورة، حيث اختفينا لحين زوال أثار التعب والبعوض على وجهونا مما يعني وجودنا في الاهوار وهذا الامر قد يلفت انتباه الناس اليهم .
وبعد السابع عشر من تموز وعودة البعث يقول والدي: انتقلنا من مدينة الشعلة الى مكان اخر وهو بيت سري للحزب تابع لجماعة الكفاح المسلح.
وأرسل والدي الى الكفاح مرة ثانية الى مدينة الكوت في قرى وارياف النعمانية والحي ، وفي احد الايام وتحديدا في شهر تموز من عام 1969 زارت والدتي والدي مع البريد الحزبي لمنظمة في الحي، وابلغها ببيان الحزب باعدام كوكبة من الرفاق في قصر النهاية ومن ضمنهم اخي الشهيد صبري موسى عطية، فتعهد والدي ان لا يستسلم الى ازلام النظام لانهم عصابة 8 شباط أنفسهم وابلغها انهم ذاهبون الى اهوار العمارة.
وفي اذار من عام 1970 استشهد والدي واحد الرفاق من اهالي الحي ، في قاعدتهم التي بنوها في اهوار المجر ، حيث تم الهجوم عليهم من قبل الخونة والجواسيس وبالتعاون مع مسؤول العمارة لحزب البعث الفاشي "جبار عجرش".
ملاحظة: الذين اعرفهم من الرفاق المشتركين في معركة الغموكة والذين كانوا يترددون علينا في دارنا في الشعلة حيث كنت صغيرة هم كل من "خالد احمد زكي" و"عبود خلاطي" وهو جار لنا وتربطنا علاقة اجتماعية به، توفي قبل سنتين ومحسن حواس من اهالي الشعلة والذي استشهد في المعركة ومحمد حسين السويعدي (ابو سلام) من جماعة الشهيد حسن سريع.
اشكر الحزب الشيوعي العراقي على هذه المبادرة لرفاقه الابطال الذين ضحوا من اجل مبادئ حزبهم وشعبهم وهذه هي اخلاق الشيوعيين التي عرفتها منذ صغري من خلال والدي واخي ورفاقهم في الحزب.
المجد لكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي