فضاءات

"مشارب شريعة حمورابي" في محاضرة ثقافية

محمـد الكحـط - ستوكهولم-
تحت عنوان "مشارب شريعة حمورابي" وضمن برنامجها الثقافي استضافت الجمعية المندائية في ستوكهولم الأستاذ فوزي صبار طلاب في ندوة ثقافية تأريخية يوم السبت 2014/12/20 على قاعة الجمعية في فلنكبي، حضرها جمهور غفير من المهتمين بسبر أغوار التاريخ.
بعد التقديم والترحيب بالحضور والمحاضر من قبل الزميل منذر نعمان عوفي قام الاستاذ المحاضر بتقديم وعرض تاريخي في محاولة في الغوص بصفحات التاريخ وأخذ الحكمة والعبر، وتدرج الفكر البشري في فهم واستيعاب الحياة وفلسفتها، منذ فجر التاريخ مسلطا الضوء على الألفية الخامسة قبل الميلاد حيث الفترة الأكدية.
تناول الاستاذ المحاضر العلوم العامة وظهور تكوينات دينية فلسفية وملامح للوحدات السياسية وإنجازات علمية هندسية متعددة سبقت العصر البابلي وأمدت تلك الشريعة عناصرها لذلك جاءت الشريعة متكاملة وأنها تعتبر دستورا بحق عالج كل مناحي الحياة. كما استعرض بتفصيل كل مناحي تلك العصور ووقف على اللاهوت الديني لكل عصر وخصوصا الفترة السومرية الممتدة منذ سنة ٣٥٠٠ ق.م والى بداية الألفية الثانية ق.م حيث بدء العصر البابلي ومجيء حمورابي الملك السادس لبابل حيث تتوجت تلك الفترة بهذه الشريعة التحفة القابعة الآن في متحف اللوفر.
ان خصوبة التربة بفعل فيضانات نهر الفرات وعذوبة مياهه واعتدال الجو ودفئه لمعظم أشهر السنة في حوض نهري دجلة والفرات دفعت تلك الأقوام القادمة من أواسط آسيا وتخوم البحر الأسود والقوقاز الى الهجرة في بداية الألفية الخامسة ق.م وتكوين المدن وظهورها مثل أور وأكد وسومر وأريدو وغيرها الكثير والتي شكلت الامبراطورية السومرية، لكن اللاهوت الأكدي كان له السبق وتمثل بالعاصمة أور ثم استكمل باللاهوت السومري وازدهرت أور فيه، حيث بناء بيت الدين وفي أعلاه (مكة)، وهي (كلمة بابلية تعني بيت الدين).
لقد استخدم الأستاذ المحاضر وسائل أيضاحية وصور للوقوف على بيت الدين ومسلة حمورابي وآثار أخرى جرى شرحها بالتفصيل، ثم وقف طويلا على قوانين الشريعة والتي تتربع على ٢٨٢ مادة تناولت مختلف تفاصيل الحياة.
كما جرى حوار ونقاش بين الجمهور والأستاذ المحاضر مما أثرى الأمسية وأغناها.
في الختام كرمت الجمعة بأسم الحضور الأستاذ فوزي صبار طلاب بباقة من الزهور.