فضاءات

وداعاً مـحـســن الـســـعدون

تلقينا ببالغ الأسى في الواحد و العشرين من ديسمبر 2014 نبأ رحيل واحد من فنانينا الكبار الذين أرسـوا دعائم مسرح عراقي وفق مبادئ علمية أكاديمية، و عُـرف مخرجاً و أسـتاذا لفن الأخراج و التمثيل .
وامتد عطاؤه الى أمريكا اللاتينية ليؤسس أقساماً للمسرح في بلدان عديدة هناك .
تخرج فقيدنا محسن سعدون في معهد الفنون الجميلة في بغداد ثم غادر الى موسـكو عام 1960 ليتخرج في أهم معاهدها بتفوق ويعود الى العراق ليعمل أسـتاذا في المعهد الذي تخرج منه. لكن الظروف كانت اكثر قسوة من أن تتيح له الأستمرار و الأستقرار في بغداد .. فغادر الى تشيلي في زمن سـلفادور اليندي ليقدم ثمار ابداعه هناك .. ثم غادر بعد الأنقلاب الفاشي و تولي بينوشيت السلطة ليبدأ رحلته الى الاكوادور و كوستاريكا مقدماً الكثير من فنه لجمهوره و لمن تتلمذوا على يديه، ثم عاد الى الوطن العربي ليمر بالأمارات ثم الكويت حيث عمل في معهد التمثيل العالي فيها لسنوات.
غادر بعدها الى الدانمارك حتى اسـتقر به الحال في بريطانيا .. ليرحل منها الى مثواه الأخير بعد عمر من العطاء متميزاً بالتواضع و الطيبة و الدفء و الأخلاق العالية مع صدقه في فنه و علاقاته الاجتماعية .
نعزي أنفسنا وعائلته و تلامذته و أصدقاءه بـفـقداننا علماً من أعلام ثقافتنا العراقية المعاصرة ... متمنين للجميع الصبر الجميل .. و لفقيدنا الطمأنينة و الذكر الطيب أبداً .
منظمة الحزب الشيوعي العراقي
في بريطانيا
27/12/2014