فضاءات

ندوة في برلين عن الانتخابات التركية.. آفاق جديدة نحو الديمقراطية والسلام

حازم كويي
برعاية ودعم مؤسسة روزا لوكسمبورغ الالمانية في برلين ،عقدت ندوة عن الانتخابات الاخيرة في تركيا مساء الاربعاء المصادف 17.06.15، حاضر فيها كل من السيدة إيرول من حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) والسيدة ئاتاش من المنتدى الموحد في برلين والصحفي التركي الارمني الناشط السيد ميلدان أوغلو.
في البداية عرضت السيدة ئاتاش فلماً قصيراً عن الاحتفال الكبير في مدينة ديار بكر قبل الانتخابات بيوم والذي ضم اكثر من 100الف مواطن غالبيتهم من الشباب وهم يرقصون على انغام الموسيقى حاملين البالونات الملونة ، وفي هذا التجمع حصلت انفجارات مدبرة قتل فيها شخصان كمحاولة لبث الرعب في نفوس المجتمعين.
وكان الثامن من حزيران يوم احتفال كبير لحصول حزب الشعوب الديمقراطي HDPعلى اكثر من 13% من الاصوات ، والذي تعرض الى 170 محاولة اعتداء اثناء الحملة.
ثم عرجت على عدد الاحزاب التي شاركت في الانتخابات البالغة 20 حزباً من مجموع 30 حزباً الموجودة في تركيا حيث شارك فيها 54 مليون مواطن تقريباً في داخل تركيا و 3 ملايين خارجها بنسبة مشاركة بحدود 84% .
وقد قاد اوردغان الحملة بنفسه وليس كممثل عن جميع الاتراك ،حيث كان يسعى للحصول على اكثر الاصوات كي يتربع لوحده أنانياً على عرش السلطة.
و النتائج قد حسمت بدخول الاحزاب التالية الى البرلمان:
1. حزب العدالة والتنمية AKP ب 258 مقعداً وبنسبة 40,87%.
2. حزب الشعب الجمهوري CHP ب 132 مقعداً وبنسبة 24,95%.
3. حزب الحركة القومي اليميني MHP ب 80 مقعداً وبنسبة 16,29%.
4. حزب الشعوب الديمقراطي HDPب 80مقعداً وبنسبة 13,12%.
ولعبت النساء دورا بارزاً وخاصة في حزب الشعوب بتمثيلهن 40% من عدد اعضاء البرلمان
وقد حاول اوردغان لعبة كسب اصوات الكورد الاسلاميين لكنه لم ينجح كما اراد.
وقد تمكن حزب الشعوب الديمقراطي ، بصوت واضح وهادئ من الوصول الى الشباب وبقوة ومن خلال كاريزما شخصية صلاح الدين اركتاش القيادي في الحزب والذي تميز حديثه الدائم عن السلام ليس للكورد فقط بل لمجموع تركيا ،والذي لعب دوراً في اضعاف حزب اوردغان.
وفي حالة عدم التوصل الى تشكيل حكومة أئتلاف خلال 45 يوماً ، تعاد الانتخابات مرة اخرى.
اما السيدة إيرول فقد اوضحت ان حزب الشعوب الديمقراطي لايقبل الائتلاف مع الحكومة (العدالة والتنمية) لوجود خطوط حمراء بين الطرفين ، وكذلك بقية الاحزاب التي لاتريد ايضاً مع حزب HDPباعتباره كما يدعى حزباً ل (ب ك ك) ،أونعته بالارهابي .
والمسألة في حزبنا ليست موضوعة الكورد فقط بل هو موضوع الترك عامة.
وحزب الشعب الجمهوري لايريد وبنسبة 60% منهم الائتلاف مع الحكومة من منطلق احترام ارادة الشعب.عكس حزب العدالة والتنمية الذي يقول ان ابوابه مفتوحة .
وهناك قلة من الكورد المحافظين المتعصبين المتركزين في منطقة الاناضول ،اعطوا اصواتهم لاردوغان،حيث تتواجد جوامع كثيرة مع قلة المدارس التعليمية.
الوضع الآن مضطرب عند اردوغان وحزبه مُتسم بالفوضى لكونهم مارسوا القتل ضد الكورد في التسعينات ،مع توجيه تحذيراتهم للعلويين عندما كانت اشارات التخويف توضع على بيوتهم.
اما السيد ميلدان اوغلو فقد بدأ حديثه من ان احداً لم يكن يتصور ان الكورد حصلوا على اكثر من 10% والذي حصل هو نتيجة الاتحاد وجاءت التطورات بعد 25 عاماً،فكان الحديث عن الارمن ممنوع ، ويدخل السجن من يجهر بكورديته، ويرى ان هناك قوتين ديناميكيتين هما المسلمون والكورد، فقد دخل اوردغان في الفخ ولم تكن هناك معارضة حقيقية ، التغيير حدث الآن من الناحية الاثنية حيث الضوء المسلط على هؤلاء الذين عوملوا بشكل عنيف وخاصة ضد النساء ،30 أمراة تقتل كل شهر وكذلك الغجر ،فظهرت حركات الشبيبة والتأهيل المدني وحركات عديدة اجتماعية وموسيقية مدنية عانت كثيرا من هذه السياسة، الكورد عانوا الارهاب في منطقة البحر الاسود فلم ُيسمح لهم الدخول اليها ،فكل تركيا هي كوردستان كونهم متواجدين في كل مكان ،وشارك الارمن في الانتخابات سواءا في حزب الشعب الجمهوري او اليسار وهذه المرة انتخبوا حزبهم وفي مناطقهم ونجحوا في ذلك ،وهم لهم مشاكلهم منذ مئات السنين اقتصادياً ولغوياً وتربوياً واغتيل الكثير منهم وهذه المرة دخلوا بهويتهم ومنهم مرشحون يحملون مسؤولية في البرلمان للنضال من اجل قضيتهم.
كذلك الاشوريون الذين دعمونا وهم عانوا ايضاً الكثير ولهم الآن عضو في البرلمان اضافة الى اليونانيين كأعرق واقدم الشعوب . وهناك نقاش حول الدستور ،فقد خرجت تركيا من انتخابات كما عبر عنها(ثمنها حار) ولهذا من الصعب ان تلتقي بقية الاحزاب الثلاث (بدون حزب الشعوب) في تشكيل الحكومة فحزب الشعب الجمهوري والقومي اليميني يريدون تغيير القانون بشكل جذري لكنهم لايريدون تغيير اساسيات القانون فلا توجد مبادئ تربطهم ،وحتى اذا حصل ائتلاف فلا يمكن ان يدوم طويلاً ،وفيها سيخسرون هيبتهم .
وتطرق الى حزب الشعوب الديمقراطية الذي تأسس حديثاً(2012) حيث جذوره غير راسخة الا انه يضم الآن في البرلمان 10 من العلويين والارمن ،هذا الحزب يزعج البعض عندما يرفع الاعلام الكوردية ونعتِه بالارهاب ،والقضية تحتاج الى التعلم ،فالارمن والكورد لهم نفس المعاناة وكي يثبت الارمن انهم قد قتلوا ، واثبات الكورد لوجودهم كما حدث مع العلويين من قتل وحرق ،الآن تجري المحاولات للعمل سوية والتعلم من بعض .
وتطرق الى ان مفهوم اليسار في تركيا مفتوح ، فمن هو اليساري ؟هناك احزاب يسارية لكنها قومية ولم يقدموا شيئاً لتركيا فلا يوجد حزب كفوء ، بعضها تتسم بمواقف خاطئةامام الجمهوراضافة لوضع النقابات التي هي في حالة جزر .
فعلى حزب HDP ان يهتم بكل شئ ومن اهمها وضع المرأة .
منذ مئة عام كان هناك صمت ، الآن باستطاعة الناس الحديث في ساحة غيزي ، وهناك شكل جديد من النشاط محاط بالتفاؤل.