- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 26 تموز/يوليو 2015 20:12

نشرت جريدة "طريق الشعب" في عددها المرقم 199 ليوم الخميس 28 أيار 2015، موضوعا بقلم السيد صاحب باقر عن الشهيد علي محمد النوري (ابو احسان) مصحوبا بصورة عن عائلة الشهيد. وكم وددت لو ان الصورة كانت اوضح مما ظهرت فيه وان يشار تحتها ببعض التعريف وهل هي عائلة العزيز احسان ام لغيره؟
كم كان جميلا هذا الاستذكار للشهيد ابو احسان وما ورد فيه عن الاخت ام احسان ايضا وان يبدأ الاستذكار من البدايات، كي يتعرف رفاقنا ورفيقاتنا الجدد على المسيرة النضالية الرائعة لهذه الشخصية البارزة في الحركة الشيوعية ليس فقط على نطاق كربلاء والفرات بل والعراق خصوصا وانه تزامن مع ما نشر له في آخر عدد للثقافة الجديدة اي عدد 373 الصادر في أيار 2015 عن انتفاضة النجف الخالدة عام 1918 والتي كانت حلقة مهمة من حلقات ثورة العشرين الخالدة.
ورد في العمود الاخير من الاستذكار ان الكاتب الاخ صاحب باقر ذكر انه علم لاحقا - ويقصد الشهيد ابو احسان- ذهب الى ايران ثم عاد واختفى في بغداد. وفي رأيي ان هذا الطرح بحاجة الى بعض التعديل كي تكون المعلومة اوضح لدى القارىء الكريم.
معلوماتي بهذا الخصوص وهي مؤكدة ان مغادرة الشهيد علي النوري الى ايران عام 1963 لم تكن الا اضطراراً وقد كانت بعد وقوع الانقلاب الفاشي في 8 شباط وانتشار الارهاب في أرجاء الوطن كافة.
لقد غادر الشهيد ابو احسان الى ايران سرا مثلما غادر الكثيرون من اجل الافلات من قبضة زمر (الحرس القومي) التي اسماها الشعب في حينه بـ (الحرس اللا قومي) التي كانت تصول وتجول في مختلف المدن تعتقل وتعذب وتعدم دون حسيب او رقيب واكثر من ذلك مسلحة بتخويل مطلق لما تفعل بموجب البيان رقم 13 الذي يهدد دماء الشيوعيين ويبيح قتلهم في الشوارع، وكان قد اصدره حاكمهم العسكري العام رشيد مصلح الذي اعدم فيما بعد على يد حلفائه عام 1963 بتهمة التجسس للاجانب.
بعد فترة من تواجد الشهيد على النوري في ايران قام الامن الشاهنشاهي باعتقاله. وبعد الثامن عشر من تشرين الثاني 1963 اي بعد قيام رئيس جمهورية انقلابيي الثامن من شباط الفاشي بحل تشكيلات الحرس القومي وابعاد حزب البعث عن مقاليد السلطة في العراق، وباتفاق بين الامن العراقي والامن الشاهنشاهي سلمت السلطات الايرانية الى السلطات العراقية كلا من الشهيدين علي النوري ومحمد جواد طعمة والشاعر العراقي مظفر النواب وآخرين وحال استلام الامن العراقي للشهيد ابو احسان ارسله مخفورا الى امن النجف لان كان قبل مغادرته الى ايران عضوا في محلية النجف للحزب الشيوعي واودع التوقيف حيث كان السرداب الذي في بناية القائمقامية التي حولت الآن الى كلية اهلية، اما دائرة الامن فكانت تحتل بعض غرف الطابق الاعلى من البناية.
اخبرني الرفيق عبد الزهرة الصفار عندما التقيته عام 1965 في توقيف امن النجف - السرداب - انه كان موقوفا عام 1964 عندما وصل الشهيد علي النوري ووصف لي عملية هروب الشهيد التي تمت من شباك المرافق الصحية حيث التحق بمنظمة النجف فوراً.
وفي العمود الاخير ايضا ورد ان (الشهيد علي النوري كلف بعد الجبهة باعادة بناء التنظيمات الحزبية) وهذه الصيغة ايضا بحاجة الى بعض التعديل.
ان منظمة الحزب في محافظة كربلاء وبالاخص في مركز المدينة لم تنهار ابدا تحت الضربات الارهابية التي وجهتها لها دوائر امن ناظم كزار في بداية الحملة الارهابية على منظمات حزبنا في آذار 1970 وبقيت تواصل نضالها عامي الهجمة الارهابية 1970- 1971، واكثر من هذا فقد زودت قيادة الحزب التي كانت تعمل على اعادة بناء منظمة بغداد بعدد من الرفاق واتذكر منهم الرفيق فراس الحمداني سكرتير المحلية حتى تاريخ نقله الى بغداد وقد كتب العديد من الرفاق عن هذه الفقرة منهم الرفيق جاسم الحلوائي لذا لا اجدني بحاجة الى التكرار.
ولهذا ما كنا بحاجة اليه منذ اوائل عام 1972 وليس بعد الائتلاف في الجبهة الذي تم في السابع عشر من تموز عام 1973 وعلى نطاق منظمات الفرات الاوسط ليس اعادة احياء المنظمات فيها كما ورد، بل تطوير عمل ما موجود من منظمات حزبية وهذا ما تم فعلاً. وقد كلف الرفيق محمد كاظم النهر (ابو لينا) بقيادة المحلية في كربلاء وساعده في مهمته تلك، اي قيادة المنظمة الشهيد علي محمد النوري، وفي عام 1973 مثل منظمة الحزب في كربلاء في لجنة الجبهة في المحافظة وحينها كان الاثنان عضوين في لجنة منطقة الفرات الاوسط للحزب وقد كلف الشهيد علي النوري ايضا بقيادة لجنة التوجيه الفلاحي في المنطقة كنت عضوا فيها ممثلا للجنة التوجيه الفلاحي في محافظة الديوانية، كما انضم لعضوية لجنة التوجيه الفلاحي المركزية، ومارس الكتابة الصحفية وخصوصا عن القضايا الفلاحية في جريدتي "الفكر الجديد" و " طريق الشعب".
وقد شكل عملنا انا والرفيق ابو احسان في لجنة التوجيه الفلاحي في الفرات الاوسط وفي الكتابة الصحفية على صفحات الفكر الجديد وطريق الشعب، البداية لرفقة نضالية ما زالت ذكرياتها طرية في الذاكرة.
عام 1975 اثناء العطلة الصيفية وكان آنذاك معلما في مدينة كربلاء التحق بالمدرسة الحزبية في موسكو - معهد العلوم الاجتماعية - وكنت آنذاك في انتظار موعد عودتي الى العراق في الثلاثين من تموز فتوفر لدينا الوقت الكافي ان نتجول سوية في بعض معالم موسكو السياحية، ان الشمس في تموز تطل على موسكو منذ الساعة الثالثة صباحا وتودعهم حوالي الساعة الحادية عشرة مساء، واقترحت على الشهيد ابو احسان ان يرافقني لأريه كما قلت له (الجنة بعينها) رحب بالفكرة فتوجهنا الى بارك سوكول نكي والى حقل الزهور فيه. كانت امسية رائعة حيث كنا ننتقل وسط حقول الزهور المتنوعة لا هموم ولا منغصات.
عام 1976 عقد في بناية المجلس الوطني المطلة على نهر دجلة التي كانت آنذاك مقر عمل المقبور صدام، اجتماع موسع للجان الجبهة في المحافظات بادارة سكرتارية اللجنة العليا.
في مساء اليوم السابق للاجتماع حضرنا في مقر الحزب في ساحة عقبة بن نافع نحن ممثلي الحزب في لجان الجبهة في المحافظات، حيث عقد لنا لقاء مشترك مع قيادة الحزب التي مثلها في الاجتماع عضو المكتب السياسي باقر الموسوي وتداولنا باهم الامور التي واجهتنا والتي تحتاج الى طرح على الاجتماع الموسع وكلف الرفاق عادل سليم، والدكتور صباح الدرة، وعلي النوري، بالتحدث عن الامور التي اتققنا على طرحها وقد تم ذلك فعلا حيث تحدث الرفيق الفقيد عادل سليم عن الضعف في عمل الجبهة بشكل عام ومظاهر ذلك الضعف وعن النواقص الكبيرة في عمل المجلس التشريعي للحكم الذاتي في كردستان العراق وعمل المكتب التنفيذي مجلس وزراء الحكم الذاتي وكان الرفيق عادل سليم عضوا فيه اما الرفيق الشهيد صباح الدرة فقد تكلم عن تسليطهم للامن والاستخبارات على رفاق الحزب حيث تلفق الاتهامات الباطلة لهم ويعتقلون ويحالون الى المحاكم التي تصدر احكاما بالاعدام بحقهم، وتحدث الشهيد علي النوري عن المسألة الزراعية والجمعيات الفلاحية وما في عمل السلطة من ثغرات جدية وجهودهم لتبعيث قيادات الجمعيات.
وقد تصدى لطروحاتنا وبنرفزة كل من برهان الدين عبد الرحمن ونعيم حداد، اما حديث صدام وكان الختامي كالعادة فقد تضمن جوانب عديدة مهمة توصلنا من خلالها الى استنتاجات في لقائنا المسائي، نحن ممثلي الحزب في لجان الجبهة مع قيادة الحزب والذي عقد بطلب من الرفيق سكرتير الحزب - عزيز محمد - الذي كان حاضرا معنا في الاجتماع الموسع، وقد حضر اللقاء بالاضافة الى الرفيق عزيز محمد، د. رحيم عجينة، وعامر عبد الله وابرز تلك الاستنتاجات انهم ليس فقط سيواصلون سلوكهم في تسليط الامن والاستخبارات على رفاق الحزب بل سيشددونه مستهدفين كما كانوا يتصورون وكم كانوا واهمين اننا سنخضع لحملة ضغط فكري من اجل التخلي عن اشتراكيتنا العلمية والقبول بـ (اشتراكية البعث)، كما كان لنا استنتاج مهم آخر هو ان المقبور صدام يمثل كل شيء بينهم وان رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة وحتى القيادة القطرية تشكيلات لا حول لها ولا قوة، وهذا ما يشكل اكبر الخطر على العراق وعلينا، و عليه ان نتدبر امرنا وقد اتخذت قيادة الحزب بعض الاجراءات التنظيمية والاحتياطية، لست بحاجة الى التطرق اليها هنا، فلا يزال الحديث يدور عن الشهيد ابو احسان.
ويتذكر العالم الى اي مصير مظلم ومآس لا تعد ولا تحصى اصابت العراق، نتيجة سماح قادة البعث والسلطة والجيش بان يكون المقبور صدام هو المقرر لكل شيء ولكل مفردة من مفردات العمل السياسي في العراق منذ السابع عشر من تموز 1968.
عام 1977 غادر الرفيق محمد كاظم النهر (ابو لينا) الى موسكو للدراسة الحزبية وغادرت معه عضو اللجنة المحلية في كربلاء الرفيقة الشهيدة رسمية جبر الوزني (ام لينا) التي اعدمت في سجن ابو غريب مساء يوم 8 تشرين الاول 1986، هي والشهيدة فوزية محمد هادي (ام سعد)، والشهيد حسين محمود عوض بعد ان صدر بحقهم من قبل محكمة المقبور عواد البندر، الحكم بالاعدام شنقا حتى الموت ونفذ فعلا على ضوء تلك المغادرة للرفيق سكرتير محلية كربلاء، قررت لجنة المنطقة ان انتقل الى محلية كربلاء كسكرتير لها وقد تعززت اكثر علاقات الرفقة النضالية بيننا انا والرفيق ابو احسان الذي كنت ازوره احيانا في داره وقد تفرغ كليا للعمل في لجنة المنطقة وللجنة التوجيه الفلاحي المركزية.
عام 1978 صدر في لبنان كراس صغير عن المسألة الزراعية في العراق تبنت توزيعه في حينه مكتبة دار الرواد في شارع السعدون تضمن مقالات نشرها الشهيد علي النوري في جريدة الفكر الجديد وطريق الشعب وكذلك مقالات نشرت من قبلي حول المسالة الزراعية في العراق في نفس الصحيفتين.
وفي اواخر عام 1978 خاض الشهيد علي النوري في لجنة الجبهة في المحافظة صراعا حادا معهم حول التضييق على منظمتنا واعتقال رفاقنا وما يواجهون من اتهامات حول تصريحات كانوا يدعون انها اطلقت من قبلي او من قبل الرفيقة بشرى الحكيم عضو مكتب اللجنة المحلية آنذلك ودافع بأمانة وهمة عن نشاط المنظمة والحزب، واتذكر جيدا انه في احد اللقاءات التي عقدت بطلب منهم مع الشهيد علي نوري اخذوا يهددون بالقضاء على الحزب فجابههم بحديث ملؤه التحدي والمباهاة بان الحزب وفي كل الاحوال لا ينسى مطلقا قول ماركس: " ان الشيوعيين وهم يتعاملون مع اللحظة الحاضرة لا ينسون مستقبل الحركة". وقد جاء في حديثه معهم لافهامهم بان ما يفكرون به ويخططون له ويسعون الىتحقيقه هو مجرد وهم، كشف لسر من اسرار الحزب آنذاك ومن موقع المباهاة ليس غير والاعتزاز بما اتخذه الحزب من اجراءات احتياطية اذ اجابهم على تهديداتهم بالقضاء على الحزب: " اننا كحزب اودعنا العراق من رفاقنا ما يعادل حزبا كاملا ذخرا للحزب الشيوعي العراقي".
وقد اخبرني عندما عاد من اللقاء معهم بتفاصيل ما دار في اللقاء وكتب تقريرا بذلك ارسلنا نسخة منه الى قيادة الحزب للاطلاع.
ليلة الثامن عشر من كانون الاول عام 1978 اجبر المطر مفارز الامن التي كانت تطوق المقر انهاء التطويق والانسحاب الى دائرتهم عند الثامنة مساء فغادرت صحبة الرفيق احمد هادي سعود سائق سيارة المقر وعضو لجنة ناحية الحسينية للحزب الى منطقة الصلامية الغربية في ريف ناحية الحسينية للاختفاء فيها وقد اعلمت الرفيق الشهيد علي النوري برسالة مستعجلة بعثت بها اليه اعلمته فيها انني موجود في المحافظة وان الصلة بيننا ستكون بالمراسلة وثبت فيها عنوان محطة المراسلة حيث يسلم فيها رسائله ويستلم ما نكتبه اليه من رسائل.
اعلمني في احدى رسائله انهم عندما احسوا بتبخرنا من المقر حيث لا مقداد الصافي ولا بشرى الحكيم ولا ابو جمال ولا فاضل جميلي ولا جميل الحلاق ولا ابو تحرير (كاظم ناصر الداود) والجميع اعضاء محلية ولا انا وهم كانوا يعرفون بانني سكرتير المحلية ولا مهدي حسين الحداد ولا فردوس الحكيم ولا سهيلة (ام سليم) وهم من ابرز الكوادر الحزبية في منظمتي (عمال المشاريع الصغيرة) والمنظمة النسائية اتصلوا بالشهيد علي النوري الذي كان يمضي صباحا حوال الساعتين في المقر ثم يقفله ويغادر معبرين عن قلقهم من ذلك فرد عليهم فورا "الذنب ذنبكم، فالاعتقالات مستمرة وقتها قاموا باعتقال الرفيق الشهيد احمد الزبيدي عضو المحلية مسؤول المنظمة العمالية المشاريع الكبيرة والتعذيب مستمر وقائم على قدم وساق. فماذا تنتظرون منهم؟).
هكذا كان يدافع امامهم عن الحزب، عن نشاط المنظمة ورفاقها وهنا اود ان اوضح موضوعا يتعلق بالشهيد علي النوري اذ قرأت ما نشره البعض في بعض الصحف من ان الشهيد علي النوري وقع عام 1978 لدى امن كربلاء على المادة 200 وغادر العمل الشيوعي منذ ذلك التاريخ وهذا الطرح فيه اجحاف كبير بحق الشهيد. فهو كان قد ابلغني برسالة ارسلها الي بعد مداهمتهم للمقر ليلا ومصادرتهم لما فيه من ممتلكات وغلقه واستدعائه الى امن كربلاء وذكر في الرسالة نص التعهد الذي وقعه لديهم وكان كما يلي: "اتعهد بعدم العمل على اعادة التنظيم الحزبي الى مدينة كربلاء وابقى على شيوعيتي".
لقد درست الجهات الحزبية المعنية هذا الموضوع وكان القرار بهذا الخصوص واضحاً فقد تجاوز الشهيد علي النوري هذا التعهد كما تجاوزه الحزب ايضا، واستمرت صلة الحزب معه عن طريق المراسلة واكثر من هذا في عام 1980 وكنا انا والشهيدة ام سعد في وضع علني حيث اعيدت الشهيدة االى وظيفتها في تربية الديوانية بعد اطلاق سراحها بموجب قرار العفو الصادر من المقبور صدام حسين في الشهر الثامن من عام 1979 وكنت أنا مكفولا كفالة ضامنة فقمنا بزيارة بيت الرفيق علي النوري في كربلاء وامضينا ليلتنا معه وكان الهدف من الزيارة الاتفاق مع الشهيد ابو احسان حول تنظيم صلته مع الحزب واتفق، ولاغراض الصيانة، ان تكون اللقاءات معه خارج محافظة كربلاء.
ومعلوم ان امن كربلاء بكر في اعتقاله والاجهاز على حياته انذاك وقد كتب عنها احد شهود العيان.
وفي الختام لابد من كلمة بحق منظمة كربلاء التي كان الشهيد ابو احسان احد كوادرها وقادتها لسنين عديدة.
لقد قدمت هذه المنظمة الباسلة كوكبة لامعة من الشهيدات والشهداء ايام النظام الفاشي، اذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر:
الشهيدة رضية السعداوي، شهيدة ام اثير ماجدة عبدالكريم الخطيب التي اعدمت مع شقيقها الكادر في المنظمة العمالية علي عبدالكريم الخطيب - الشهيدة ام لينا رسمية جبر الوزني - الشهيد عضو المحلية احمد الزبيدي الذي استشهد هو وشقيقه، الشهيد كريم معارج عضو لجنة خط المثقفين في كربلاء الشهيد نزار حسين كريم عواد وعمه الشهيد علي كريم عواد، يوسف وعبودي وفاضل، محمد علي ممثل المنظمة في نقابة المعلمين في كربلاء وعضو لجنة خط المثقفين في كربلاء.
واستمر الكثير من الرفيقات والرفاق في مواصلة عملهم الحزبي واوجدوا لهم صلة مع قيادة الحزب في كردستان واستمرت هذه الصلة حتى سقوط النظام اذ كلفت قيادة الحزب احد الرفاق من مدينة بعشيقة يأتي الى كربلاء بين حين وآخر لايصال بريد الحزب ويستلم منهم بريدهم. ولا يمكن ان انسى ابدا اننا كان لدينا في ريف الحسينية اربعة عشر رفيقة لم تهزهن الهزاهز ابدا وكيف كن يعملن على توفير الملاذ الامن للرفاق المطاردين والمتواجدين في ريف الصلامية كالرفيقة ام طالب زوجة الرفيق مهدي بهيان والرفيقة زوجة الرفيق احمد هادي سعود ولا يمكن ان انسى ابدا كيف قامت عائلة الرفيق عدنان ال كحيص باستضافتنا في تلك الايام الصعبة انا والرفيق احمد هادي سعود لاشهر عديدة عام 1979، كما لا يمكن ان انسى ذلك البعثي الشهم في قرية الطف الذي قام بنقل الرفيق ابو تحرير - كاظم ناصر الداود - الى بيته ووفر له الملاذ الآمن بعيدا عن متناول يد الاجهزة الامنية.
مجدا للشهيد علي النوري ولكافة شهيدات وشهداء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كربلاء ولكل شهداء الحزب والحركة الوطنية في العراق.