فضاءات

منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي : نشاطات متميزة وسط الجالية العراقية والعربية / أجرى الحوار: محمد الكحط

برز في الأونة الأخيرة منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي من خلال نشاطاته المتنوعة والعديدة، وفي هذا اللقاء مع الدكتور احمد الربيعي أحد المؤسسين للمنتدى، نحاول أن نسلط الضوء على أهم نشاطات هذا المنتدى.

س: ما هي فكرة المنتدى الأولى وكيف تبلورت ومتى وأين بدأ نشاطه؟

- تبلورت فكرة المنتدى في سياق البحث عن إطار يجمع العراقيين في استراليا على اختلاف هوياتهم الفرعية,عرقية كانت أم دينية أو مذهبية بعد أن بلغت التخندقات مديات غير مسبوقة بالارتباط بما كان يجري في الوطن الأم من احتقانات طائفية عرقية اقترب معها العراق من حافة الحرب الأهلية. استغرقت فترة التحضير للمنتدى ما يقرب من السنتين وسط غير قليل من النزوع الى السلبية والإحباط وحتى التشكيك بجدوى وفاعلية هكذا تجمعات.
* هل لديكم مقر للفعاليات؟
- ليس للمنتدى مقر أو أماكن مخصصة لفعالياته, التي يستأجر لها قاعات ومسارح مختلفة.
 من هم أول من ساهم في تأسيس المنتدى؟

- المجموعة التي تداولت فكرة المنتدى شملت الفقيد د جاسم الكاطع ود طه ناجي ود. سعيد اسطيفان و د. محمد الجابري و د. جمال مراد و د. احمد الربيعي.
 ممكن أعطاء فكرة عن أهم النشاطات الثقافية والاجتماعية التي أقامها المنتدى ؟

- خلال سنواته الخمس توزعت نشاطات المنتدى على محاور مختلفة, ثقافية وأكاديمية واجتماعية وسياسية عامة. فأضافة الى التقاليد التي أرساها المنتدى من خلال الاحتفال سنويا بيوم المرأة العالمي في 8 آذار وإقامة الملتقى الأكاديمي واليوم الثقافي العراقي والتي أضاف لها مؤخرا مهرجان الجواهري الشعري,إضافة الى هذه التقاليد فقد احتفى المنتدى برموز وقمم الإبداع والانجاز العراقي كالشاعر بدر شاكر السياب والشاعر عبد الله كوران والعالم عبد الجبار عبد الله والعلامة علي الوردي والتشكيلي جواد سليم والشاعر محمد مهدي الجواهري والمفكر حسين مروة والبروفيسور تحسين السليم والتشكيلي إبراهيم العبدلي الخ.وقد شملت نشاطات المنتدى قضايا وموضوعات متنوعة كالأزمة الاقتصادية العالمية، وأصول العامية العراقية ومشكلات الشباب وتطوير مناهج التعليم العالي والدولة المدنية والدولة الدينية وجذور العنف في العراق الحديث وآفاق الديمقراطية في العراق الخ، إضافة الى احتضان ودعم مبدعي الجالية من خلال تنظيم المعارض التشكيلية وجلسات توقيع الإصدارات الجديدة وتكريم الأكاديميين والمبدعين وكذلك تنظيم السفرات والأماسي الاجتماعية.
وللمنتدى ناد للسينما يروج للأفلام التي تلتزم قضية الإنسان , كما أسس هذه السنة "الصالون الأدبي" الذي اخذ على عاتقه احتضان الإبداع بكل أشكاله في أوساط العراقيين في استراليا.
وللمنتدى جانب غير ظاهر للنشاط يتمثل بالدور الاستشاري والتوجيهي خاصة بالنسبة للكفاءات الواصلة حديثا الى استراليا وبعض مراكز خدمة اللاجئين الخ. وقد نظم المنتدى العديد من الفعاليات التضامنية مع أكاديميينا وكفاءاتنا واحتجاجا على ما يجري في عراقنا، ومن أمثلته الجريمة النكراء التي تعرضت لها كنيسة سيدة النجاة وكذلك المطالبة بتمثيل عادل لمبدعي المهاجر في المحافل العراقية والدولية.
 هل يتلقى المنتدى دعماً من الجهات الحكومية الاسترالية أو أي جهة أخرى وكيف؟

- لا يستلم المنتدى أية إعانات من الجهات الحكومية أو غير الحكومية وهو يعتمد كليا على اشتراكات أعضائه وتبرعاتهم.
 من هم رواد المنتدى مثلا، هل هم المثقفون فقط أم للجميع، وهل يمثل جميع العراقيين؟

- أبواب المنتدى مفتوحة للعراقيين الاستراليين جميعا سواء بالعضوية (التي تشمل غير الجامعيين من خلال "العضو المؤازر" و"العضوية الفخرية") أو بالاشتراك في فعالياته المختلفة. وجمهور المنتدى متنوع وينتمي الى مختلف الشرائح مع الإقرار بان وجود الشباب هو الأقل مع حرص المنتدى على إشراكهم في أنشطته المختلفة. إن للمنتدى الحق ان يفخر بأنه التجمع الوحيد العابر لكل الحواجز الدينية والطائفية والقومية وهو ما يقر له به الجميع.
 بشأن مستقبل المنتدى وطموحاتكم، هل تنوون التعاون مع جهات عراقية أخرى في استراليا أو خارجها، ومع وزارة الثقافة العراقية مثلا؟

- لقد نسق المنتدى مع عدد من الجمعيات في نشاطات مشتركة وبادر مؤخرا الى تجميع منظمات الجالية ونشطائها في لقاء تشاوري انبثقت عنه "لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية" بهدف تطوير أشكال التعاون والنشاط المشترك بين تلك المنظمات بصرف النظر عن اختلافاتها وتعدد مكوناتها. والمنتدى منفتح على التجمعات العربية والاسترالية, وله صلات طيبة مع العديد منها, وكذلك على المؤسسات الرسمية العراقية بالرغم من انه لم يلمس تجاوبا يذكر في هذا الصدد.
 ماذا تود ان تقول لأبناء الجالية العراقية في استراليا؟

- نداؤنا المتكرر لإخواننا في الجالية العراقية ان يضعوا دائما عراقيتهم قبل أية هويات أخرى مع الاعتزاز بجميعها وان يقدموا ما هو مشترك على ما هو مختلف عليه وان يتذكروا ان الاندماج في المجتمع الاسترالي العريض (وهو المستلزم الحيوي للعيش المثمر والمفعم بالأمان هنا)، لا يجمعه جامع بالانزواء وراء الهويات الضيقة.

• شكرا لكم ونتمنى لهذه التجربة الجديدة في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي النجاح والتطور والمزيد من النشاطات وتحقيق الأهداف التي تصبون أليها، ولأبناء الجالية العراقية في استراليا أجمل تحية.