فضاءات

ادارة الثقافة والقوانين الاقتصادية في العراق / نعمة ياسين عكظ

اقام اتحاد الادباء والكتاب في النجف مساء السبت الفائت ندوة تحت عنوان (ادارة الثقافة العراقية .. الجدل مع القوانين الاقتصادية الحالية ) تحدث فيها كل من السيد مفيد الجزائري وزير الثقافة الاسبق والدكتور كامل علاوي كاظم استاذ الاقتصاد، وحضرها جمع من المثقفين والاكاديميين والمواطنين الآخرين.
تحدث بداية السيد الجزائري عن مفهوم "ادارة الثقافة"، ومفهوم "اقتصاد الثقافة" المرتبط به، مشيرا الى انهما من المفاهيم الحديثة ومما لا تعرفه مؤسساتنا الثقافية الرسمية، ومتسائلا عما اذا كان لهما حضور بأي صورة في المناهج الدراسية لجامعاتنا.
وقال من جانب آخر ان وزارة الثقافة بقيت مهمشة بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق، وان الاحزاب الحاكمة والنافذة ظلت منذ 2005 تستهين بها وبالثقافة ذاتها وتنظر اليهما نظرة دونية، وان ذلك كان وما زال ينعكس في ضآلة التخصيصات التي تذهب الى الثقافة في الميزانية السنوية للدولة.
وفي السياق نفسه نبّه الى عدم وجود استراتيجية ثقافية وطنية حتى اليوم، وان ما انجزه المثقفون العراقيون على هذا الصعيد خلال سنة 2004 وفي مؤتمرهم الوحيد واليتيم الذي اقامته وزارة الثقافة آنذاك في اواسط نيسان 2005، قد اهمل تماما ولا زال حبيس ادراج الوزارة لحد الآن. لكنه بيّن انه شخصيا يسعى لاصدار مطبوع يتضمن وثائق ذلك المؤتمر، قبل ان تنتهي السنة الحالية التي هي سنة الذكرى العاشرة لعقده.
من طرفه تناول الاستاذ د. كامل علاوي واقع الاقتصاد العراقي وطابعه الريعي باعتباره يعتمد اساسا على انتاج وتصدير النفط، وتدهور الصناعة والزراعة. وذكر ان هناك 192 شركة ومؤسسة تابعة للدولة يراد عرضها اليوم لـ "الاستثمار" اي للخصخصة، لذلك فانها منذ عام 2003 ولحد الان لم تجر ادامتها او اعادة هيكلتها وجعلها شركات منتجة. واشار د. علاوي الى غياب الكثير من القوانين الاقتصادية الاساسية، الامر الذي ادى الى تردي الزراعة والصناعة وعموم الحياة الاقتصادية
واضاف ان اعتماد البلد على واردات النفط ادى الى الاصابة بما يسمى "المرض الهولندي"، حيث تصل البضاعة المستوردة ارخص من كلفة انتاج المادة نفسها في البلد. وقد ادى ذلك الى سيادة ثقافة الاستهلاك في العراق.
بعد ذلك اتيحت الفرصة لتقديم المداخلات والتعقيبات وطرح الاسئلة، وكان بين المتحدثين والمتسائلين الرئيسان السابقان لجامعة الكوفة الاستاذ د. حسن الحكيم والاستاذ د. عبد الرزاق العيسى، ورئيس اتحاد الادباء والكتاب في النجف الشاعر فارس حرام والعديد من الاكاديميين والمثقفين الآخرين.
وقد اضفى اذلك حيوية لافتة على الندوة، التي أدارها الاكاديمي د. باقر الكرباسي.