فضاءات

حفل استذكار الفقيد ناصر عبود : أي قلبٍ توقف عن الخفقان ؟

طريق الشعب
وفاءً منها إلى القائد النقابي والمناضل الشيوعي المخضرم ناصر عبود (أبو خالد) ، أقامت محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي جلسة استذكار مساء الخميس 15/10/2015 في قاعة الشهيد هندال بمقر الحزب .
قدم الجلسة الرفيق قاسم حنون بنبذة بسيطة عن الفقيد المناضل مؤكداً ان استذكاره في هذه الجلسة هو تواصل مع الإرث الطيب من جيل المناضلين حيث انطوت حياته على التضحية والايثار والمغامرات ويعتبر نموذجاً يحتذى ونبراساً مضيئاً في المسيرة النضالية التي شيدها مؤسس الحزب الرفيق الخالد فهد.
بدأت الجلسة بالوقوف دقيقة حداد على روحه الطاهرة ، ثم كلمة اللجنة المحلية التي ألقاها الرفيق كاظم محسن السعداوي عضو المحلية وجاء فيها بعد ذكر بعض سجايا الفقيد وجزء من نضاله النقابي والحزبي ، " للفقيد شموخ الجنوب وشموخ الحزب لا يخاف الموت , لا يخاف جزع السنين . وقد سكن قلوب رفاقه بإخلاصه وصموده وحب مبادئه . منشوراته أضاءت درابين البصرة وبغداد وكانت تخيف الطغاة والمستعمرين وتحمل في طياتها أحلام الفقراء وأحلام الكادحين بالوطن الحر و الشعب السعيد ."
ثم كلمة عائلة الفقيد التي ألقاها نجله ظافر بدأها بتقديم الشكر الى اللجنة المحلية والقائمين على هذه الجلسة وحضورها لهذه الالتفاتة ووقوفهم مع العائلة في مراسم العزاء، ثم تحدث عن نشأة والده الفلاحية ودخوله المدرسة متأخراً بعد تصغير عمره 6 سنوات وعدم استطاعته إكمال تعليمه بسبب ضيق اليد واضطراره إلى العمل في عمر مبكر، الأمر الذي اشعره بمعاناة العمال والكادحين وظروفهم غير الانسانية الذي جعلته يتصدى إلى العمل النقابي والدفاع عن حقوق العمال مبكراً وقيادة الاضرابات والتظاهرات بغية تحسين ذلك الواقع البائس .
وتطرق إلى انتمائه إلى الحزب الشيوعي عام 1944 مؤمناً بمبادئه ومدافعاً عن حقوق الجماهير. وعن بعض المحطات التي أسهم فيها وكانت محطات مفصلية في تاريخ العراق السياسي منها حمله رسالة الملا مصطفى البارزاني الى الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم والتي على أثرها عاد الى العراق مع بقية الثوار الكرد، وعن دراسته في أكاديمية العلوم الاجتماعية ببلغاريا وحصوله على شهادة الدبلوم .
ثم اعتلى المنصة عدد من رفاقه ليدلوا كلٌ بدلوه عن فقيدنا وهم الدكتور عباس الفياض والرفيق محسن ملاّ علي والدكتور علي اسماعيل والرفيق كاظم الحسيني عضو اللجنة المركزية للحزب حيث تحدثوا عن علاقتهم الحزبية والنقابية مع الفقيد وكيفية إدارته العمل الحزبي والنقابي وصرامته في العمل واخلاصه الشديد إلى الحزب والرفاق العاملين معه وطريقة تعاطيه مع الامور والمستجدات وعن عمله في الكويت بعد عام 1979 مسؤولاً عن التنظيم وعودته إلى البصرة عام 1983 من اجل بناء التنظيم السري وصدور بيان حركة العمال النقابية هناك وكيفية استقبال?وتهريب الرفاق، حيث وصفه أحدهم بأنه مناضل بروليتاري موهوب بحسه الطبقي .
ثم رثاه الرفيق عباس الجوراني قائلاً " نستذكر مسيرة من معانٍ انسانية كبرى وآمال وتطلعات محملة بكل معاني النبل والاشراق ، نحن نلج حيوات وطنت دواخلها على الأهوال والحرمان . فقيدنا لن يزيده الاطراء ولا الاحتفاء شيئاً وان الشرف للكلمات التي تصطف عنواناً لذكر جزء من سيرة هذا المناضل" .
ثم جاء دور الأديب عبدالحسين العامر الذي أثنى على الفقيد واصفاً إياه بالمثقف العضوي لأنه كان ناذراً نفسه لقضايا شعبه ووطنه فتجده متقدماً الصفوف في نكران الذات والتضحية وكان مثالاً للشيوعي الملتزم وذكر بالتفصيل موقفاً للفقيد أواسط الخمسينات حين سافر إلى الموصل وأقنع حميد عثمان بالعودة الى بغداد ثم محاسبته أمام القيادة .
وأخيراً كانت كلمة تأبين من مجلة الغــد تحدث فيها سكرتير التحرير عن تواجد الفقيد سجيناً في سجن الكوت مع الرفيق الخالد فهد وتحمله مسؤولية ترميم ولملمة خلايا الحزب بعد الانتكاسة الكبيرة إثر إعدام قادته في شباط 1949 حيث كان مؤمناً بقضية الحزب والطبقة العاملة وأن المستقبل سيكون لصالح القوى التقدمية والاشتراكية والاحزاب الشيوعية .
نم قرير العين أيها الرفيق العزيز فهناك من يواصل المشوار