فضاءات

في بعقوبة : د. عقيل الناصري متحدثا عن "ضرورة الكتلة التاريخية" / عبد الكريم جعفر الكشفي

ضيّف "ملتقى السبت الثقافي" في مدينة بعقوبة، السبت الماضي، الكاتب والمؤرشف د. عقيل الناصري، الذي تحدث حول "ضرورة الكتلة التاريخية" بحضور جمع من المثقفين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي والفكري، الذين غصت بهم قاعة نجاح حمدوش في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي بمحافظة ديالى.
أدار الجلسة التربوي صباح أيوب، وافتتحها بتقديم سيرة الضيف، وقال انه ولد في مدينة الناصرية عام 1944، ودرس في مدارسها، ثم دخل كلية الادارة والاقتصاد وتخرج فيها، وسافر بعدها إلى موسكو وحصل على شهادة الدكتوراه في جامعاتها.
وأشار أيوب إلى ان "د. الناصري، وبعد أن أنهى دراسته في موسكو وعاد إلى العراق، عمل استاذا جامعيا لفترة قصيرة، ولكن حالما اشتدت الهجمة البعثية الدموية على القوى الوطنية والتقدمية عام 1978، غادر البلد واتجه صوب الجزائر، وبقي هناك قرابة 10 سنوات، ثم غادر إلى دولة السويد التي لا يزال يقيم فيها حتى الآن".
بعد ذلك تحدث د. الناصري عن الكتلة التاريخية، مشيرا إلى انها يجب أن تكون (موزاييك) يضم كل الكتل والأحزاب والتجمعات الوطنية بمختلف مشاربها، وأن تكون ميدان عمل للجميع وليس حكرا على حزب أو تجمع واحد، على أن تحتفظ كل جهة باستقلاليتها.
وبيّن د. الناصري ان أهم أهداف الكتلة التاريخية هو التغيير، وبناء دولة وطنية تتحقق فيها العدالة الاجتماعية، وتأسيس وإنشاء البنى التحتية، وإجراء التنمية المستدامة، وتطوير قطاع التعليم وإعادة النظر في المناهج الدراسية، فضلا عن بناء قطاع صناعي وطني، والاهتمام بالمشاريع التنموية.
وعرج د. الناصري في حديثه على أهم الكتل التاريخية التي ظهرت بوادرها بعد الحرب العالمية الأولى في اوربا، ثم تناول جبهة الاتحاد الوطني عام 1957، والتي يرى انها كانت أهم كتلة وطنية واضحة الأهداف، وكان أول أهدافها التغيير، لكن تجربتها لم تحظ بالنجاح بعيد ثورة 14 تموز 1958، "وقد تكرر الموقف ذاته عام 1973 بعد قيام الجبهة الوطنية بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث المقبور الذي التف على الاتفاق الجبهوي".
وأضاف قائلا: "ان عراقنا الآن بحاجة الى كتلة تاريخية وطنية تؤمن بالتغير والديمقراطية وتقضي على المحاصصة الطائفية البغيضة التي جلبت لنا الويلات، وتعيد بناء ما دمرته الحروب العبثية".
وتطرق د. الناصري في حديثه إلى ماهية القوى التي تضمها الكتلة التاريخية المقترحة، والتي يراها متضمنة كلا من قوى اليسار، القوى الديمقراطية، القوى الليبرالية، قوى الإسلام الديمقراطي العلماني، والقوى القومية المنفتحة غير الشوفينية.