فضاءات

لماذا نجحت منتخبات شرق آسيا في تجاوز العرب برحلة ريو 2016؟

طريق الشعب
نجح منتخبا اليابان وكوريا الجنوبية يوم أمس الاول ، الثلاثاء، في خطف بطاقتي التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016 بعد فوزهم على منتخبي العراق 2-1 وقطر 3-1، ضمن لقاءات دور الأربعة من كأس أمم آسيا 2016 تحت 23 عاماً في دولة قطر، ليتأهلا سوياً إلى المباراة النهائية ويثبتا حقيقة نجاح خططهم الطويلة التي بدأت قبل عامين وكانت تهدف إلى تأهلهم لريو 2016.
وكانت النسخة السابقة من البطولة الآسيوية 2014 في سلطنة عمان قد شهدت احتكار العرب المباراة النهائية عبر منتخبي السعودية والعراق الذي كسب البطولة، بجانب فوز الأردن بالمركز الثالث على حساب منتخب كوريا الجنوبية، ليتوقع بعض النقاد تكرار العرب نفس الانجاز في النسخة الحالية المؤهلة لأولمبياد ريو 2016، إلا أن واقعية التخطيط المبكر لحلم التأهل لريو 2016 جعل كبار قارة آسيا منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية يقلبون الطاولة على المنتخبات العربية ويصلون إلى المباراة النهائية وحصد بطاقتي التأهل لريو 2016 مع إبقاء البطاقة الأخيرة لصراع عربي يحدث بين الخاسرين قطر والعراق.
تقرير يكشف للقُراء أسباب نجاح قطبي قارة آسيا اليابان وكوريا الجنوبية في تجاوز أصحاب الأرض منتخب قطر وحامل لقب النسخة الماضية منتخب العراق، وهو كالتالي:
إستراتيجية "تحت سن 19"
شهدت النسخة السابقة من كأس أمم آسيا 2014 في سلطنة عمان مشاركة منتخب اليابان بلاعبين تحت سن 19 عاماً، حيث أراد الاتحاد الياباني لكرة القدم خلق الانسجام بين اللاعبين في وقت مبكر قبل قدوم موعد النسخة التالية 2016 في قطر والتي ستكون مؤهلة لأولمبياد ريو 2016 ، حيث خرج منتخب اليابان من دور الثمانية على يد بطل النسخة منتخب العراق الذي اعتمد على لاعبين فوق سن 21 عاماً.
وبعد مرور عامين اعتمد منتخب اليابان على 12 لاعباً سبق لهم خوض النسخة السابقة يتقدمهم لاعب الوسط ريكي كاميكاوا الذي سجل الهدف الحاسم في مرمى منتخب العراق، لينتصر على العراق في دور الأربعة ويتأهل إلى المباراة النهائية مع التأهل لأولمبياد ريو 2016.
المحترفون في أوروبا
صحيح أن منتخب قطر اعتمد على عشرة لاعبين يحترفون في قارة أوروبا ومن بينهم ستة لاعبين من فريق إيوبين البلجيكي، إلا أن احترافهم في الفريق البلجيكي كان بفضل اتفاقية تعاون بين أكاديمية اسباير والفريق البلجيكي، لتقوم الأكاديمية بإرسال اللاعبين القطريين إلى الفريق البلجيكي بهدف التدريب واكتساب الخبرة الدولية.
أما عن منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية الأولمبي ، فأن لاعبيها احترفوا بجدارة واستحقاق في الأندية الأوروبية من دون مساعدة من الأكاديميات أو الاتحادات، فمنتخب اليابان اعتمد على لاعبين وهما يويا كوبو من فريق يونغ بويز السويسري وتاكومي مينامينو من فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي، ونفس العدد في كوريا الجنوبية وهما ريو سيونغ وو من فريق باير ليفركوزن الألماني وهوانغ هي تشان من فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي، لينجح اللاعبون الأربعة في قيادة منتخبيهم إلى النهائي بفضل امتلاكهم خبرة اللعب في أوروبا بعكس محترفي قطر في أوروبا الذين لا يزالون يتلقون الخبرة من أندية انتقلوا إليها عبر اتفاقية تعاون.
نظام المداورة
اعتمد المدربان الياباني ماكوتو تيغوراموري والكوري الجنوبي شين تاي يونغ على نظام المداورة بين اللاعبين في جميع مباريات كأس آسيا 2016، حيث لعب منتخب اليابان بجميع لاعبيه في دور المجموعات ما عدا الحارس الثالث أيومي نياكاوا، فزميله الحارس الثاني دايتشي سوغيموتو خاض اللقاء الثالث من المجموعة الثانية أمام منتخب السعودية والتي كانت تحصيل حاصل بالنسبة لليابان التي تأهلت مبكراً للدور التالي.
نظام المداورة ساعد منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية على إلحاق الهزيمة بمنتخبي العراق وقطر في الدقائق الأخيرة عندما شعر المنتخبان العربيان بالإرهاق بسبب اعتمادهما على لاعبين محددين طوال منافسات البطولة، لتشهد مباريات أمس تسجيل اليابان الهدف القاتل في مرمى العراق في آخر دقيقة من عمر المباراة بجانب تسجيل كوريا الجنوبية هدفين في مرمى قطر في آخر ثلاث دقائق من المباراة.
الدوري المحلي
أثبت منتخبا اليابان وكوريا الجنوبية أن الدوريات المحلية هي المصنع الحقيقي لصناعة لاعب قادر على خدمة منتخبه بالشكل المثالي في البطولات القارية والعالمية، فقد اعتمد منتخب اليابان على 13 لاعباً يلعبون أساسيين في أندية الدوري الياباني للدرجة الأولى مقابل سبعة لاعبين يلعبون أساسيين في الدوري الياباني للدرجة الثانية ولاعب واحد من فرق الجامعات، أما عن كوريا الجنوبية فأنه أعتمد على 16 لاعباً من الدوري الكوري الجنوبي مقابل ثلاثة لاعبين من الدوري الياباني ولاعبين من فرق الجامعات.
فقد سجل المحترفون في الدوري الياباني تسعة أهداف لمنتخب اليابان مقابل ثلاثة أهداف لمحترفين في أوروبا، وسجل المحترفون في الدوري الكوري الجنوبي عشرة أهداف للمنتخب الكوري الجنوبي مقابل هدفين للمحترفين في أوروبا، ليكون المحترفون المحليون أكثر تأثيراً من المحترفون في أوروبا بخدمة منتخباتهم في البطولات الآسيوية