فضاءات

حفل تأبيني للرفيق الراحل هشام مهدي الطائي-ابو الحارث

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان يوم السبت الموافق 5/11/2016، في مناسبة أربعينية الرفيق الفقيد هشام الطائي أبو الحارث، حفلا تأبينيا بحضور عائلة الفقيد ورفاقه من محلية ميسان و رفاق من محلية البصرة و أصدقائه على قاعة مقراللجنة المحلية للحزب الشيوعي في ميسان.
رحب الرفيق حيدر زكي (عريف الحفل) بالحضور ودعاهم إلى الوقوف دقيقة حداد على روح الرفيق هشام الطائي وشهداء الحزب والحركة الوطنية.
ابتدأ الحفل بكلمة للجنة المحلية للحزب قدمها الرفيق سكرتير المحلية شوكت الأسدي نقل بها تعازيه الحارة إلى عائلة الفقيد ورفاقه وأصدقائه حيث قال في كلمته:
"ما أقسى أن نتحدث عن أخ و رفيق عزيز بصيغة الماضي ..!! وما أصعب أن نستعرض مآثر وخصال رجل عاش ناكراً للذات نذر حياته للآخرين ومقت كل تقديس أو تحنيط للأفكار أو للأفراد أياً كان شأنهم، فالرفيق أبو الحارث عاش في قلوبنا ... ومات ومازال في قلوبنا"
وتحدث عن مسيرة نضال هذا الرفيق الفذ منذ بداياته حتى آخر أيامه، مروراً بمواقفه النبيل وحبه الحزب الشيوعي، كان متابعاً بلهفة كل أدبيات الحزب وجريدته فقال في كلمته:
"ليس شيوعياً من لا يقرأ طريق الشعب ..هذه العبارة كان أبو الحارث يرددها دائماً مؤكداً أن طريق الشعب يجب أن تكون الزاد الأساسي لكل الشيوعيين، لم يكن يعترف بالقراءة الإلكترونية لها حيث كان يقول باللهجة الدارجة (أذا ما تلزم الجريدة بيدك وتكلبها هاي مو قراية جريدة)"
ولرفاق البصرة كانت هناك كلمة قرأها الرفيق أبو سامر عضو محلية البصرة معزياً عائلة الرفيق الفقيد ورفاقه وأصدقائه حيث جاء في أولها:
"مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أتراهم رضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا هناك فناموا؟ تلقيت بأسىً وألم شديدين نبأ وفاة الرفيق العزيز أبو الحارث من قبل رفيقتي العزيزة أم عادل وهي تجهش بالبكاء، مشاعر المواساة لكم أيها الرفاق والأصدقاء وكل أفراد عائلته ومحبيه .. نحن لا نتعامل مع رفيق قضى أوقاتا سعيدة أو حزينة في الحياة ومضى، أنما نتعامل مع روح بذرت شيئاً منها في حياة الناس وستظل محلقة دائماً معنا.."
وكان للشعر صداه في هذا الحفل فاعتلى المنصة الرفيق الشاعر سلام شندي وقرأ بعضا من القصائد وأبيات الشعر يرثي بها الرفيق الفقيد أبو الحارث:
لأسمك ظل دليلي دوم منشــــــــــــــــَد
ولساني يلهج بذكراك منشـــــــــــــــــد
إذن أني عليك الخلك منشــــــــــــــــــد
تدرس أخلاق مو بــــــس عربية
وقرأ قصيدة يرثي بها الفقيد كان مطلعها:
وين أنته ..؟؟
الوكت هد حيلك .. وما جيت
وهدهد حيل المرايات تتمنـــه تجي تشوفك
ولو مرة تمر بالطيف
أنشغ بنشغــــــة الملهوف .. مــــاعوفك
وين أنته ..؟؟
يريحة عنبر أمن تفوح
والعنبر أخذ عطره من أزلوفك
يدفتر وأشتهيك أقراه
وتلمس ثنايا الدار
بلجي أعثر على حروفك..
ثم تلتها كلمة لعائلة الفقيد قرأها ابن أخيه زيد جاء فيها:
"منذ نشأته الأولى نبض في دمه حسٌ للتغير حيث ارتسم في عينيه وعقله منجل ومطرقه لوطنٍ حر ... وشعب سعيد ، لم يقتصر هذا الشعار عليه فقط بل غدا شعارا تقدسه كل افراد العائلة وتعتبره منارها الأول، منذ صباه عاش مطارداً بسبب هذا الشعار، شيوعي ... نعم أنه شيوعي كان يسمعها من هنا وهناك وكأنها جرماً أو عاراً لحق به وبعائلته".
واستعرض أيضاً بطريقة مختصرة حياته ومعاناته بسبب انتمائه إلى الحزب من ملاحقات ومطاردات واعتقالات من قبل الحكومات المتعاقبة، والتي جعلته يترك مدينته العمارة متجهاً الى السليمانية ملتحقاً برفاقه الأكراد لمقارعة أنظمة الظلم والأستبداد.
وكانت أيضاً هناك كلمة خاصة لابنه المهدي هشام الطائي حملت بين أسطرها الكثير من الألم والحزن والأنين واصفاً الفقيد بأنه لم يكن مجرد أب بل كان الصديق والرفيق والمعلم والأب الروحي له.
ولأصدقاء الفقيد أيضاً هناك رثاء فقرأ صديقه الأستاذ علي ( أبو بيرق) كلمة عبر فيها عن شدة حزنه لفقد أعز أصدقائه، الذي وصفه في كلمته بأنه ذلك الرجل النبيل المجد المثابر حامل هموم وطنه على كتفيه، فعلاً يستحق أن يطلق عليه شيوعياً فذاً، ومقدماً أحر تعازيه إلى أهله ورفاقه ومحبيه.
وكما وصلت عن طريق البريد الإلكتروني رسالة رثاء من صديقه ورفيقه الدكتور فاضل السوداني قرأها بالنيابه الرفيق شهدي الشرع تحمل بين طياتها أشد الحزن والألم لخبر رحيل الرفيق هشام الطائي، حيث قال واصفاً الرفيق أبو الحارث:
"كنت ملاذي عندما ألتقيتك في ثانوية العروبة في محلة الماجدية، شعرنا سوية بأن مسؤوليتنا أن نبني أنساناً عراقياً جديداً سواء من خلال عملنا في مقر الحزب الشيوعي أو في التدريس، وأستطيع أن أقول بأنك كنت مثال الرفيق الشيوعي والمربي التربوي العارف بمهمته التربوية".
وختم الحفل بقصيدة للرفيق الشاعر أبو حكيم حيث جاء في مطلعها:
أنه من أذكر رفاقي بالنضال
يسيلن دموعي ولا بيها مجال
يسيلن دموعي وجرح كلبي جبير
وعلى وجهي الحزن كاتبله مقال
جادوا بأرواحهم لجل البلاد
وللأحزاب الباقية صاروا مثال
الحزب ربانه بمضيفة علكفاح
والرفاق تشوفهم سيت الدِلال
وأكمل قصيدته راثياً الرفيقين هشام الطائي (أبو الحارث) والرفيق جبار الربيعي (أبو لينا)
عدنه أبو الحارث وأبو لينا نجوم والحزب رباهم ليوم النزال
لكن الأقدار تخطف من تشاء
هذا قانون الحياة بلا جدال
صدك راحوا بس أثر تركوا جميل
وتبقى صورتهم على هذا الخيال
ونبقى ننعاهم على مر الزمان
اليمنه تصفك راحها فوك الشمال
شما يلوج الدهر بينا بلا حياء
أبـــــــد مايثني مسيرات الرجال
أحنه أحنه وبعد أحنه بالعراق
تاج فوك الراس ونزيدة جلال