ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، صباح السبت الماضي، الباحث الموسيقي ستار الناصر، الذي تحدث عن فلسفة رائد المسرح الملحمي الألماني برتولت برخت وتأثيرها على المسرح العراقي، وخصوصا على مسرحيات الفنان الراحل يوسف العاني.

حضر الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق د. أيوب عبد الوهاب إلى جانب حشد من المثقفين والمهتمين بالشأن المسرحي. فيما أدارها د. زهير البياتي، الذي قدم سيرة الضيف، وأشار إلى انه فنان موسيقي ومسرحي، ساهم في تلحين الموسيقى التصويرية لمسرحيات عراقية عدة، وأصدر كتبا في مجال الموسيقى، وهو عضو مؤسس في ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، وله العديد من الدراسات والبحوث حول الموسيقى والمسرح نشرها في صحف ومجلات بغدادية وعربية.

وأضاف د. البياتي ان الضيف عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، وفي النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، وانه عمل محررا في جريدة "طريق الشعب" بعد عام 2003.

الناصر وفي معرض حديثه، أشار إلى ان برخت شاعر وفنان وممثل، وانه يعد من أهم الذين عملوا في المسرح الديالكتيكي والملحمي، موضحا ان فلسفته في التمثيل المسرحي تشدد على "الذوبان في الشخصية حد البكاء، وان على المتفرج أن يكون جزءا من المشكلة التي أطرحها مسرحيا".

وتطرق الناصر إلى تأثيرات برخت على المسرح العراقي، وذكر ان الفنان الراحل يوسف العاني وظف إمكاناته الفنية والثقافية لتقديم فلسفة برخت في مسرحيات عدة كتبها ومثلها فيها، لافتا إلى ان سفر العاني إلى الاتحاد السوفيتي وألمانيا في عام 1957، أتاح له الاطلاع على المسرح الملحمي العالمي.

وأضاف قائلا ان العاني في بداية حياته الفنية كان قد عمل في المسرح الواقعي الذي يحاكي حياة المجتمع العراقي، ويعالج هموم ومعاناة الفئات المسحوقة بأسلوبه الساخر والنقدي، متابعا قوله: "لكن العاني بعد عودته من سفره، بدأ في كتابة المسرحيات الملحمية. فكتب "الشريعة" و"خيط البريسم" و"المفتاح" و"الخرابة" و"الخان"، التي برز فيها تأثير فلسفة برخت المسرحية".

وبيّن الضيف ان الكاتب عادل كاظم تأثر أيضا بفلسفة برخت المسرحية، وان هذا الأمر تجلى في عمله المسرحي الملحمي "المتنبي" الذي أخرجه الراحل إبراهيم جلال.

وعرض الناصر في سياق الجلسة عددا من المشاهد المصورة لمسرحيات يوسف العاني، التي تعد من المسرحيات الملحمية، والتي تظهر فيها تأثيرات فلسفة برخت المسرحية.