فضاءات

عام الرحيل العاشر والمؤتمر العاشر / نجية حسين الساعدي

وأنا أُشارك في أعمال المؤتمر الوطني العاشر لحزبنا الشيوعي العراقي، لم أكن وحيدةً (بشخصي) في قاعة المؤتمر وأروقته المكتظة بالمندوبين والمراقبين والضيوف وممثلي وسائل الاعلام، بل كانت معي باقة (ذهبية) من المناضلين الشيوعيين الافذاذ الراحلين، الذين تعلمت منهم مبادئ القيم الانسانية والنضال الوطني الحقيقي، دفاعاً عن حقوق شعبنا في الحياة الكريمة التي تستحقها أجياله، ومن ضمنهم الشهيد والدي والراحل زوجي ورفيق دربي عبد علون الطائي(ابو بشرى).
لقد تذكرت حادثة اعتقالك بعد (سقوط) مالك سيف واعترافاته عام 1948، والتي تعرضت فيها لأبشع صنوف التعذيب وانت معلقاً على نافذة زنزانتك لسبعة أيام متواصلة في دائرة التحقيقات الجنائية سيئة الصيت أبان الحكم الملكي، ولم تعترف عن تنظيم الحزب في مدينة العمارة، وقد حميت رفاقك من الاعتقال، وخرجت مرفوع الرأس أمام الحزب وأمام الناس جميعاً، وأكيد هناك رفاق لهم مواقف مثلك طول سنوات نضال الحزب وفي كل مدن العراق، وهذه المواقف الوطنية هي التي جعلت حزبنا باق بسمعته الطيبة في قلوب العراقيين، وقد لمست الدليل على ذلك حين شاهدت الالاف من ابناء شعبنا يقفون في الشوارع المحيطة بالقاعة اثناء انعقاد المؤتمر.
عشر سنوات مرت على شعبنا يا ابو بشرى عجاف وقاسية، لو تعلم ان الواقع المرير الذي يعيشه قد تعمق اكثر باللامبالاة بقضية شعبنا وحماية وطننا هما ديدن المتسلطين على زمام الأمور، أتعلم ان الطائفية استفحلت بشكل لا مثيل له في تاريخنا المعاصر وحتى القديم، وكذلك استشرى الفساد وعم الخراب حتى وصل الحال بانتهاك الوطن واستباح الارهاب الاسود ثلث العراق، وأزهقت دماء الأبرياء.
لقد كنت تردد ( ستجمعنا الأيام والخير ضاحك .... يعم الورى والشر يبكي ويلطم )، وقد اجتمع رفاق الحزب وانصاره ومحبوه في المؤتمر العاشر للحزب، وكنت أنت معنا بعد عشرة أعوام على رحيلك، لذلك اقول لك نم قرير العين ايها الوطني الغيور والشيوعي الاصيل، حزبك بخير وعائلتك التي تربت على قيمك الانسانية و وطنيتك ستبقى تفتخر بك وبأمثالك.
الذكر الطيب لك ولكل رفاقنا الراحلين، والمجد للشهداء
والتحية لحزبنا الشيوعي العراقي واصدقائه
نجية حسين الساعدي ( أم بشرى)
ستوكهولم