فضاءات

في احضان ريف كربلاء الاخضر .. حوار ونقاش حول "ورقة الاصلاح الثقافي"

عبدالواحد الورد
امسية ثقافية دعت اليها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء شارك عشرات المدعوين من المثقفين والاكاديميين ومحبي المعرفة في جلسة تداول ونقاش في شأن "ورقة الإصلاح الثقافي" المعدة من قبل لجنة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي العراقي.
التأمت الجلسة مساء الثالث من حزيران الجاري في منطقة الصلامية وسط ريف ناحية الحسينية الجميل، وحضرها جمهور غفير تجاوز المائة من الادباء والشعراء والباحثين والكتاب والاساتذة الجامعيين والمواطنين الآخرين، وتحدث فيها الرفيق مفيد الجزائري عضو المكتب السياسي للحزب عن الورقة، التي كانت نسخ منها قد وزعت مسبقا واطلع عليها كثير من الحاضرين.
وفي بداية الجلسة رحب بالحاضرين الشاعر الدكتور عمار المسعودي، الذي اجتمع معظم الشمل اولا على مائدة افطار في حديقة داره العامرة، في كلمة استهلها بابيات شعر للجواهري الكبير.
كذلك فعل الرفيق سلام القريني سكرتير اللجنة المحلية الذي تولى إدارة الجلسة. فبعد دعوته الحضور الى الوقوف صامتين إجلالا لذكرى شهداء الكرادة وهيت والقوات المسلحة التي تقاتل قوى الظلام، قدم مقطعا من قصيدة "فكر بغيرك" بصوت كاتبها الشاعر الراحل محمود درويش. ثم تحدث في مداخلة قصيرة عن التخريب الذي تعرضت وتتعرض له الثقافة منذ ايام حكم النظام المقبور حتى زمن فرسان المحاصصة الطائفية، "وقد بات لزاما على كل المخلصين وفي مقدمتهم صناع الجمال المبدعون، العمل على درء هذا النهج المدمر وعلى بلورة خطاب ثقافي يسهم في الوصول بالعراق الى افق الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية التي تحقق العدالة الاجتماعية".
ونبه الرفيق مفيد الجزائري في حديثه حول ورقة الاصلاح الثقافي، الى ان عبارة "الاصلاح الثقافي" هنا مجازية، وان المقصود هو الاصلاح في القطاع الثقافي حصرا وليس في الثقافة عموما. مضيفا انها ورقة اولية لفهم الواقع الثقافي، تحتاج الى التعزيز والاغناء والتطوير من خلال الحوارات والنقاشات بين المعنيين من المثقفين والباحثين والاكاديميين والمفكرين وغيرهم، وان هذا هو الغرض الاساس من عقد مثل هذه الجلسات الحوارية.
وتناول بعد ذلك مسألة الاستعانة بالثقافة للنهوض بالمجتمع، ونوه بحقيقة ان التعليم والتثقيف ونشر المعارف على اوسع نطاق وبأكثر الوسائل نجاعة وتأثيرا، هي السبيل الذي لا بد من انتهاجه لاحراز التقدم الحقيقي للمجتمع، ومشيرا في هذا الصدد الى تجارب الدول الآسيوية خاصة، التي احرزت تقدما علميا وتكنولوجيا واقتصاديا وحضاريا مشهودا في العقود الماضية. وشدد خلال هذا على حقيقة ان الثقافة هي من يصنع الانسان ويضمن تقدمه وتقدم المجتمع.
ونبه الجزائري الى ان الوضع في القطاع الثقافي اليوم يرثى له، سواء على مستوى الحكومة والدولة او على صعيد المجتمع والعمل "الاهلي". واضاف قائلا :ليس لدينا مجتمع مدني ناضج وفاعل، ولا وجود للدعم والمساعدة من جانب الدولة للمثقف، وما زال مطلب تأمين استقلال الثقافة والمثقف عن التأثيرات والتجاذبات الحزبية قائما.
واشار الجزائري الى الخطوط العريضة للورقة المطروحة حول الاصلاح الثقافي ودعا الحاضرين الى قراءة متمعنة لها والمساهمة في تطويرها، منبها الى "حاجتنا الى اوراق مماثلة للاصلاح في كل حقل من حقول الحياة في بلدنا، بعد الخراب والشلل اللذين سببتهما فيها سياسات الطائفية السياسية والمحاصصة واستشراء الفساد وسوء الادارة". واكد في هذا السياق ضرورة العمل على اعداد ورقة وافية شافية حول اصلاح التعليم، واخرى حول الاصلاح الجامعي، ودعا من يرغب من الحاضرين الى المشاركة في تهيئة هذه وغيرها من اوراق الاصلاح.
وفي الجزء الثاني من الجلسة اتيحت الفرصة لمداخلات الحاضرين حول ورقة الاصلاح الثقافي، وقد اسهم فيها كل من الدكتورة خيرية عربي والدكتور علي حسين يوسف والدكتور حميد الطرفي والباحث حسن عبيد عيسى والحقوقي نصير شنشول والشاعر رياض الغريب والدكتور عمار المسعودي والشاعر رفعت المنوفي.
واختتم الرفيق مفيد الجزائري الجلسة بالتعقيب على تلك المداخلات والاجابة على ما طرح في ثناياها من تساؤلات.