فضاءات

كفاح الامين في مالمو عن الصورة الفوتغرافية وتفويضها الى اداة للقمع السياسي

فاضل زيارة
بدعوة من الجمعية الثقافية العراقية في مالمو حل الباحث كفاح الامين بين محبيه والمعجبين به نهجا واسلوبا, ليتحفنا بامكانية ان تصبح الصورة والوثيقة وسيلة للقمع, ليس فقط في العراق وانما في مختلف دول العالم.
في هذه الامسية كشف للحضور ومن يتابع عبر الفيسبوك الجانب التاريخي لمصادرة الحريات على يد المحتل اولا وما بعده ثانيا, وتاثير ذلك على نضال الشعب العراقي من اجل الحرية والخبز والكرامة. كشف لنا الباحث كيفية تحويل الصورة الفوتغرافية والوثيقة المكتوبة وتحويلها عبر التاريخ المعاصر الى اداة للقمع وتوظيف السلطة لها ضد الشعب, وبذلك اصبحت الصورة مع اوضد حسب التوظيف.وكان دخول الانكليز واحتلاله للعراق اول من فوض الصورة للقمع في العراق . في العراق ظهرت الصورة فعليا لاول مرة عام 1854, وظهرت للعلن ملامح نشوء استوديوهات التصوير في بغداد والموصل والبصرة عام 1895, وفي كومونة باريس استخدمت الصورة كاداة للقمع ضد الثوار عام 1870 – 1871 وانتقلت بعد ذلك الى الشعوب الاخرى.
في عام 1917 ظهرت عبارة ( ممنوع التصوير ) ونشاة ذاكرة شعبية حول منع التصوير واسبابه, وتعمق ذلك في عام 1919 حيث نظم هذا المنع بقانون من قبل قوات الاحتلال حسب القانون البريطاني.استطاع هذا القانون ان يحقق نتائج ملموسة على صعيد الحالة الجمعية لمجموعة من الناس في ان تقف مع اوضد باستخدام الصورة والوثيقة كاداة ادانة او تشويه. تم تطورت الامر مابعد عام 1934 حيث اخذ القمع السياسي شكل اخر وهو قمع مؤدلج خلاف ما كان قبل هذا العام, واستخدام الصورة كاداة للادانة والحكم حتى بالاعدام, واستطاعت هذه الثقافة ان تحول الناس الى الية قمع وتحريض تستخدمها السلطة ضد الشعب, وكانت الصحف انذاك تنشر صور واخبار عن ابناء الشعب والمناضلين وتحرض عليهم من اجل الوصول الى غايات تهدف السلطة اليها, وهي سياسة تنكيل وتحريض يمارسها الخبر ضد شريحة اجتماعية معينة, وضرب الكثير من الامثلة من خلال شاشة العرض ما تعرض له اليهود في العراق وكذلك الاحزاب التقدمية وفي طليعتها الحزب الشيوعي العراقي, حيث فوض الصورة المنشورة في التظاهرات او الاعدامات او قرارات الحكم بالسجن او اسقاط الجنسية, او منشورات البراءة , وهي كلها تستهدف التخويف للشعب والحد من اتخاذه مواقف مضادة للسلطة.
كما استخدمت الصورة والوثيقة في تزييف الخبر والنص من اجل الحرب النفسية ضد اليهود والحزب الشيوعي العراقي. لقد استعرض الباحث كفاح الامين الكثير من الوثائق والصور والتي استخدمت عبر التاريخ للادانة والتحريض من قبل الكثير من الاتجاهات ضد اتجاهات اخرى.
وفي الاخير اكد الباحث على انه ومن خلال هذا التسلسل البحثي استنتج على ان الصورة والوثيقة تحتمل ثلاثة اشياء .
اولا – انها مستمسك قانوني ضد الاشخاص والمجاميع التي يراد ادانتها.
ثانيا – انها وسيلة للقمع الاجتماعي حيث تصبح فئة معينة خائنة وكذلك متهمة من قبل الجماعة التي تنتمي اليها
من خلال اصدار صور ووثائق قد تكون مزيفة ( خائن – قدم براءة )
ثالثا – القمع النفسي الذاتي ( جلد النفس او الالم النفسي الذاتي ).
ان كل ما اورده الباحث في محاضرته كان عبارة عن تقديم لوحة عن كيفية التعامل مع الوثيقة والصورة الفوتغرافية وتحويلها الى اداة قمع للعمل السياسي. وكانت مهمة الباحث في كل هذا هي تهيئة الوثائق والصور وعلى الاخرين تبني المواقف ازاءها.
وفي نهاية المحاضرة تداخل عدد من الحضور وساهموا في اضفاء لمسة تاريخية جميلة على الموضوع ,وطرحت مجموعة من الاسئلة على الباحث تمكن من خلال اعادة عرض الصور والوثائق من الاجابة عليها بالتفصيل مما ادى الى اشاعة جو ثقافي متميزعبر مراحل تاريخ العراق الحافلة بالنضال من اجل الوصول الى عراق له دور بين شعوب العالم.
ثم قدمت الجمعية الثقافية العراقية شكرها للحضور الكريم وفائق تقديرها للباحث كفاح الامين على محاضرته القيمة , وسلمت له باقة ورد تحمل جمال العراق وعطره وحب العراقيين اينما كانوا لهذا الوطن الذي يعيش فيهم.