فضاءات

العافية للمبدع طارق الشبلي / ثامر الحاج امين

وسط صمت حكومي ليس بالجديد والغريب على العراقيين، تناقلت العديد من وسائل الاعلام أخبار الحالة الصحية المتدهورة للفنان الكبير «طارق الشبلي «الذي يعد واحداً من أبرز الملحنين من جيل السبعينيات، حيث قدّم لساحة الغناء العراقي عبر عقود من العمل الفني المخلص عطاء طيبا وثرا تمثل بالعديد من الألحان المميزة التي ظلت خالدة في الذاكرة. كما عكست الحانه المستوى الفني الراقي والواعي لهذه القيثارة العراقية الرائعة.
لقد شهدت الساحة الابداعية العراقية في السنوات الأخيرة فواجع متلاحقة تمثلت برحيل العديد من الأسماء المهمة في تاريخ الابداع العراقي (فناً وأدبا وتراثاً وعلماً) وذلك بسبب المرض والعوز والاهمال ، دون ان تسارع الحكومة إلى مدّ يد العون والرعاية اللازمة لها، باعتبارها ثروة وطنية، وان من واجب الحكومة حمايتها والمحافظة عليها. للأسف لم نشهد وفاءً يذكر لعطاء وتاريخ هذه القامات، في حين يقوم البرلمان بتشريع القوانين ويصرف من المال العام الكثير لكثيرين لا يرتقي عطاؤهم وتاريخهم الى مستوى ما قدمته هذه الاسماء للابداع العر?قي ولسمعة الوطن في المحافل العربية والعالمية .
ان التاريخ سوف لن يحفظ اي كلام او خطبة لسياسي من مثل هؤلاء، فهي فقاعات لاتصمد في الذاكرة طويلا ، في حين سيحفظ بأحرف من نور ما خطته أنامل هذه الكوكبة العراقية. وسيحفظ تاريخ الفن العراقي والاغنية العراقية ـ على وجه الخصوص ـ وبفخر عطاء الكبير طارق الشبلي فقد مضت عقود على نجوميته التي طرز بها سماء الاغنية دون ان يخفت بريقها في الذاكرة العراقية. وما زلنا نهيم عشقاً وطربا ً بألحانه (يفر بيّه) لمحمد الشامي ، (اكول الله على العايل) لعارف محسن، (حال الصفصاف) لسعدون جابر، (بهيده) (شوكي) (مثل نجمه والكمر) (يدنية لالي?، لسيتا هاكوبيان، (لو تحب لو ما تحب) لمحمود أنور، (امكبعه) وغيرها مئات الألحان التي غناها المطربون العراقيون والعرب ومنهم عبد الله رويشد وراشد الماجد .
السلامة والعافية لمبدعنا «طارق الشبلي».