فضاءات

العراق غائباً عن أهم مؤتمر عالمي للحماية ضد الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية / محمد الكحط

عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم المؤتمر العالمي الحادي عشر للحماية ضد الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية وتكنولوجيا الكشف عنها، للفترة من 3-5 حزيران 2013م، ويعقد هذا المؤتمر من قبل وكاله الدفاع والبحوث (FOI) التابعة لوزارة الدفاع السويدية كل ثلاث سنوات، من أجل الوقوف على آخر نتائج البحوث والاختراعات التكنولوجية والعلمية الأخرى للكشف عن الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية، حضر المؤتمر في هذه الدورة حوالي 700 شخصية من العلماء والباحثين والخبراء ومن المهتمين بهذا الشأن من ممثلي أكثر من ثلاثين دولة من دول العالم المختلفة، وغاب العراق الذي يعاني شعبه من الإرهاب الذي بات يستخدم أفتك الأسلحة وأبشع الطرق لقتل أبناء الشعب العراقي، بالإضافة إلى الفساد في اختيار أجهزة الكشف عن المتفجرات والأسلحة المختلفة، مما كان يستدعي حضورا نوعيا عراقيا لهذا المؤتمر المهم.
ومن خلال البحوث النوعية التي قدمت بهذا المنتدى العلمي العالمي، كان يمكن الاستفادة بشكل كبير لمعرفة التطورات التكنولوجية بهذا المجال، ونقل الخبرة إلى المختصين بهذا الشأن، وكذلك المسؤولين الذين يهمهم البحث عن طرق حديثة لمكافحة الإرهابيين وكشف أسلحتهم، علما أن المطبات التي وقع فيها الفنيون العراقيون هي عدم وجود طرف ثالث يدقق ويفحص التكنولوجية المستوردة ويعطي ضمانات بصوابها، وهذا الطرف يجب أن يكون ليس له مصلحة من قبل الجهة التي تبيع هذه التكنولوجيا، والجهة التي ستشتريها، بل هو جهة علمية متخصصة أو أستشارية محايدة، كأن يكون مركز بحوث، خصوصا أن هذه المسألة تتعلق بحياة البشر، من أبناء البلد الذي سيشتري هذه الأجهزة، فليس من الصحيح المجازفة لشراء تلك المعدات دون أن تكون قد خضعت لجهة معروفة عالميا، علماُ أن مراكز البحوث السويدية وخاصة وكالة الدفاع والبحوث (FOI) وباعتراف عالمي تعتبر من المراكز العلمية التي لها خبرة طويلة بهذا المجال، ومصدر ثقة يمكن الاعتماد عليها.
اطلع المجتمعون خلال المؤتمر على آخر النتائج من مراكز البحوث، وتمت مناقشتها، ومن حسن الحظ ان أحد العلماء العراقيين الذي يعمل في FOI قد حضر كونه عالما سويديا، وليس عراقيا، وهو الدكتور والباحث سلام محمد، الذي ترأس إحدى جلسات المؤتمر، ويقول، (( شاء القدر أن أكون رئيس إحدى جلسات المؤتمر العالمي الحادي عشر للكشف عن الأسلحة الكيميائية –البيولوجية -والنووية المنعقد حاليا في ستوكهولم /السويد، وان يشترك في هذه الجلسة بالذات اثنان من مفتشي الأمم المتحدة الذين اشرفوا على الكشف عن الأسلحة البيولوجية والكيميائية في العراق ١٩٩١، وان أقوم أنا بتقديمهم قبل إلقاء محاضراتهم في هذا المجال ... لقد أعادت بيّ الذاكرة الى تلك الأيام العصيبة التي عشناها بسبب مغامرات النظام السابق..))، مبعث الأسى هنا مرتين الأولى عدم وجود العراق في هذا التجمع العالمي، والثانية ان تكون لدينا هكذا قدرات وطاقات عراقية ومخلصة للعراق تمثل السويد وليس العراق، رغم أن في ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز، وأنا أعرف الدكتور سلام محمد جيدا، وهو الوطني المخلص الذي عاد للعراق من أجل أن يجد مجالا له لخدمة وطنه، لكنه عاد بخفي حنين...للأسف، حاله حال المئات من الكوادر العلمية المخلصة التي عادت بدافع خدمة الوطن، لكنها جوبهت بمئات العراقيل والممارسات البيروقراطية القاتلة.

فمتى يفيق العراق ليحتضن أبنائه المخلصين البررة، الذي لا يعرفون الطائفية، ويتمتعون بالروح الوطنية الحقة....؟؟