وثائق وبيانات

كلمة الحزب في افتتاح مهرجان الشعر الشعبي قدمها الرفيق مفيد الجزائري

الاخوات والاخوة
الرفيقات والرفاق
طاب يومكم واهلا بكم ومرحبا
شهران ويطل عام الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. ذكرى انطلاق مسيرة اعرق الاحزاب السياسية، وقوى الكفاح الوطني والتقدمي العراقي، واطولها عمرا. وأحد اكثرها وفاء للشعب وعطاء للوطن، وتضحية في سبيل حريتهما وسيادتهما وكرامتهما وتطورهما وازدهارهما، ودفاعا عن حقوقهما. والابرز ريادة وسعيا لبناء مجتمع المواطنة الديمقراطي العصري، والعدالة الاجتماعية، ولنشر المعرفة والثقافة، وتنوير المجتمع واشاعة قيم الحداثة والتقدم فيه. والاشد حرصا وجهدا في وقتنا الراهن، على الخروج بالبلاد من الازمة المعقدة الشاملة التي تستنزفها، وتهدد حاضرها ومستقبلها. والاوضح والانجع برنامجا، سوية مع قوى التيار الديمقراطي العراقي الاخرى، لمحاربة الارهاب والفساد والافساد والتسلط واحتكار السلطة والثروة، وإنهاء محنة الشعب والوطن، ووضعهما على سكة التعافي والتحرك صوب الاعمار والبناء، واطلاق طاقات العراقيين ومبادراتهم الخلاقة وثروات وطنهم الهائلة لتحقيق التنمية والتقدم الشاملين، ونقل العراق في اقصر فترة تاريخية متاحة، الى مصاف اكثر البلدان نموا وحيوية اقتصادية ورفاها معيشيا في عالم اليوم.
شهران وتطل سنة العيد الثمانين لحزبنا، العيد الذي نكرس له منذ الآن، كما ترون، الاحتفاء الذي يستحقه، والذي نعود فيه، وسنعود تكرارا، الى المسيرة النضالية الحافلة للشيوعيين العراقيين، بنجاحاتها وإخفاقاتها، بحلوها ومرها، وباحد اكبر انجازاتها، المتمثل في ارساء اسس التنوير والتحديث في مجتمعنا العراقي. وذلك لا لمجرد الاحياء والاحتفاء، بل كي نفيد من عبر المسيرة، ونتعلم من دروسها ونحن نغذ السير مواصلين المشوار، لنتجاوز مع ابناء شعبنا معاناة الحاضر وآلامه، ولنستشرف آفاق المستقبل، ونسهم في رسم ملامحه الافضل والابهى لشعبنا ووطننا.
وتعلمون ان احتفاءنا اليوم بالشعر الشعبي، الذي رافقت مسيرته الحديثة مسيرة الشيوعيين وحزبهم المديدة، متأثرا بها ومتفاعلا معها، ليس فعاليتنا الاولى في مناسبة العيد الثمانين. فقبل حوالي اربعة اسابيع، في مطلع شهرنا هذا، كانت البداية حين عدنا الى المهد � الى مدينة الناصرية، واقمنا فيها الاحتفال الافتتاحي. وبعد ذلك بحوالي عشرة ايام، انطلقت هنا � في بغداد مباريات البطولة الرياضية التي حملت اسم مؤسس حزبنا الشهيد يوسف سلمان � فهد، والتي ستعلن نتائجها في غضون اليومين المقبلين. كما بدأت تحركات في المحافظات لتنظيم فعاليات متنوعة بالمناسبة، سنرى ثمارها من دون شك في الايام والاسابيع القريبة القادمة.
وتسألوننا: اذا كانت سنة العيد الثمانين ستبدأ بعد شهرين، فلماذا بكرتم على هذا النحو في اقامة فعالياته؟
وجوابنا هو اننا نبتغي من ذلك، التمهيد الجيد لدخول سنة الذكرى، والاعداد الامثل لبرامج فعالياتها، وتهيأة مستلزمات نجاحها. خصوصا واننا نريد لهذه الفعاليات ان تعكس شتى جوانب عمل الشيوعيين ونضالهم في الماضي، وشتى جوانب نشاطهم اليوم وتطلعاتهم ومهماتهم المستقبلية، كما نريد لها ان تعم محافظات العراق وارجاءه جميعا، مثلما عم نشاط الشيوعيين في العقود الثمانية الماضية، وما زال، انحاء العراق كافة. بل ونريد لها ان تمتد الى الخارج � حيثما تنتشر الجاليات العراقية.
ونريد لهذا كله، من ثم، ان يسهم بدوره في جعل السنة المقبلة، التي ستكون على الارجح سنة غير عادية، ومحملة بالمخاطر ربما، بالنسبة الى بلادنا والعملية السياسية والمشروع الديمقراطي، جعلها سنة عمل حثيث، ونهوض شامل لحزبنا ومنظماته، وصولا الى ابعد خلاياه المكافحة، ولحلفائه في التيار الديمقراطي، ولعامة الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية المخلصة، والحريصة على العراق وشعبه ومستقبلهما، وعلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية الموحدة، في وطن ينعم بالامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية.
الحضور الكرام
اسمحوا لنا ان نعبر عن فائق الامتنان لاحبتنا الشعراء، الذين اختاروا مشاطرتنا الاحتفال بعيد حزبنا الثمانين، وجاءوا من مختلف المحافظات والمدن، لتقديم عصارة ابداعهم فيه خلال السويعة المقبلة. وكلنا امل في ان اسهامهم الاول هذا في احتفالاتنا لن يكون الاخير. كذلك وخصوصا نتطلع الى مشاركة الشعراء الكبار الآخرين، وبالذات من بغداد، في احتفالاتنا القادمة.
ويهمنا جدا هنا ان نعود الى العلاقة الحميمة التي نشأت وتعززت بمرور السنين بين حزبنا الشيوعي والشعر الشعبي ومبدعيه. فقد كان الحزب على الدوام حاضنة حقيقية لهذا الشعر ولشعرائه، وداعما ثابتا له ولهم ولنموهم وتطور ابداعهم، حتى تحول هذا الشعر، على يد عدد من كبار مبدعيه الشيوعيين، الى ظاهرة ابداعية متميزة عراقيا، بل وعربيا. ويحق لنا اليوم ان نفخر بالكوكبة المخضرمة من هؤلاء الشعراء، التي زرعوا بذور رقي الشعر الشعبي العراقي، واسسوا لمدرسته الحية المتجددة، التي ظل يؤمها وينهل من إرثها الغني العشرات والعشرات من منتسبي اجيال الشعراء الجديدة. كما لا ننسى ان هؤلاء المبدعين الكبار احتضنوا الحزب الشيوعي بدورهم، ووهبوه وقضيته النبيلة ونضاله ومناضليه، اجمل واروع ما ابدعوا وكتبوا.
في الختام ايها الاحبة، نعرب عن جميل الشكر لكم جميعا، على تلبيتكم دعوتنا، ومشاركتكم إيانا هذا المهرجان الاحتفالي على شرف العيد الثمانين لحزبنا الشيوعي العراقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كلمة الحزب قدمها الرفيق مفيد الجزائري