من الحزب

حميد مجيد موسى في حوار موسع مع "طريق الشعب".. المحور الأول (2)

الحزب الشيوعي العراقي والديمقراطية.. المفهوم والممارسة
أجرت هيئة تحرير "طريق الشعب" حواراً مع الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حول موضوعات ومحاور متنوعة: فكرية وسياسية. وجاء الحوار الذي امتد عدة جلسات، في مناسبة احتفالات الشيوعيين العراقيين بالعيد الثمانين لتأسيس حزبهم، وبالتزامن معه.
في المحور الاول (محور الديمقراطية) تحدث الرفيق موسى عن فهم الماركسية والشيوعيين للديمقراطية، وكيفية استيعابها تاريخياً. وفي ما يخص الحزب الشيوعي العراقي، تطرق إلى مراحل تطور الديمقراطية داخل الحزب، والى ممارسته اياها على صعيد العلاقات مع القوى الأخرى، وفي المجتمع.
اليوم وعلى هذه الصفحة، ننشر جزءاً أخر من حصيلة المحور الاول من الحوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وسنعود الى بقية المحاور في اعداد مقبلة.
التغيير والديمقراطية

يؤمن الشيوعيون العراقيون عن ادراك وقناعة، بأن اي تغيير اقتصادي واجتماعي وسياسي في العراق، لن يكتب له النجاح من دون الديمقراطية. بل أن الديمقراطية واجبة في كل مراحل التغيير وظروفه، آخذين في الاعتبار خصوصيات المجتمع العراقي، شرط ألا تتحول هذه الخصوصيات الى ذريعة للحيلولة دون تحقيق ما هو جوهري واساسي في الديمقراطية، وشرط الا نكون مجرد هواة للديمقراطية.
أن سياسات الحزب الشيوعي العراقي تراعي خصوصيات المجتمع، بدءاَ من التقاليد والعادات والمفاهيم الاجتماعية. وقد تعامل الشيوعيون مع هذه المعادلة الدقيقة والحساسة، بحرص ومسؤولية طوال الفترة الماضية ، منذ تحولت سياسة النظام البعثي السابق الى العداء المكشوف لكل مظاهر الحرية والديمقراطية، واغرقت البلد بالقمع والدكتاتورية والاستبداد، وصولا الى ما جاء به التغيير في 2003 وما فرضه من احتلال، الى جانب تركة الماضي الثقيلة. كذلك ما انتجته الظروف الجديدة في البلد من معوقات وعقبات ومفاهيم معرقلة لترسيخ المؤسسات الديمقراطية، ومنها هذا الوباء الكبير الذي شل الحياة السياسية، واربك مؤسسات الدولة، ونعني المحاصصة الطائفية والاثنية.
وعلى صعيد الحزب كجسم حي، كمؤسسة حيوية تتفاعل عضوياً مع ما يجري حولنا وفي العالم، نكتسب ما يجب اكتسابه من خبرة ومعرفة، سواءً في إطار تجربتنا الديمقراطية الوطنية العراقية الخاصة، أو في إطار حركتنا الشيوعية العالمية.
واستلهاماً لهذه المعطيات، وتخلصاً من وطأة تركة الماضي، خضنا صراعاً داخلياً للتحرر من آثار ومخلفات البيروقراطية والجمود العقائدي والنزعة الأوامرية، واطلقنا العنان للنقاش الفكري والسياسي، وباشرنا تدقيق وتعديل طبيعة علاقاتنا، وتطوير مفاهيمنا الفكرية، وتخليصها مما علق بها من جمود وركود، يتعارض مع طبيعتها الماركسية.
فالماركسية توفر للشيوعيين كل الادوات والمستلزمات لتغيير افكارهم وتطويرها وتدقيقها واغنائها، بما ينسجم مع حركة تغير الواقع الموضوعي وتطوره. ومن لا يعمل وفق هذه القاعدة، ليس من الماركسية في شيء. فالماركسية هي بالضبط هذا المفهوم. لكن للاسف جرى تجاهل هذا المفهوم - القانون لفترات طويلة، والحق ذلك بنا خسائر كبيرة على صعيد الفكر والممارسة.
اما وقد وعينا ذلك، فلا بد من اطلاق النقاش والحوار الحزبي البناء الايجابي، لتطوير مفاهيمنا الفكرية، والتخلص مما عفا عليه الزمن، وتدقيق ما ثبتت اصالته وحيويته، ومراعاة الجديد الذي تطرحه الحياة على الصعيد الفكري، وعلى صعيد الممارسات السياسية، وفي نظرتنا الى ما يجري في العالم من تفاعلات و تغيرات وانعطافات، ومن ثم الى كيفية بناء التحالفات والعلاقات مع القوى السياسية، العراقية وغير العراقية، واتقان فن ادارة الصراع السياسي. كذلك الاهتمام الاكبر باعادة بناء حياة الحزب الداخلية، والتركيز في ذلك على اشاعة الديمقراطية في كل مفاصل العمل الحزبي، والابتعاد عن الرتابة والبيروقراطية والاوامرية والجمود العقائدي.

الديمقراطية والتجديد

لقد ضمنّا في النظام الداخلي لحزبنا، الذي تبناه المؤتمر الوطني الخامس، كل ما يوفر للشيوعيين فضاء الابداع وروح المبادرة والمساهمة المسؤولة في صياغة سياسة الحزب وتنفيذها، وأعدنا تركيب مفهوم المركزية الديمقراطية، ووسعنا نطاق الممارسة الديمقراطية، وشددنا على اعتماد اسلوب التعامل الديمقراطي الانساني بين الرفاق، وفي ما بين الهيئات. كما فعّلنا مبدأ الانتخاب، ضامنين حرية ونزاهة الممارسة الانتخابية، بدءاً من الحلقات الاساسية في الحزب حتى الحلقات القيادية، واتحنا الفرص لرفاق الحزب كي يبدوا آراءهم بحرية كاملة وقناعة.
كذلك ضمنّا انتظام عقد الهيئات التشاورية والاجتماعات الموسعة، وتبادل الآراء، واجراء الاستطلاعات والاستفتاءات إن تطلب الامر. وانتظم ايضا انعقاد الكونفرسات والمؤتمرات المحلية والمركزية بشكل دوري. وقد عقد حزبنا خلال العشرين سنة الاخيرة خمسة مؤتمرات، وهذا مؤشر ودليل على أن الشيوعيين حولوا الديمقراطية داخل حزبهم من نصوص مجردة الى فعل وممارسة.
ولم يقتصر الامر على اعتماد التدابير والأساليب والآليات الديمقراطية، بل سعينا الى تفعيل صراع الآراء، وتأمين حرية تبادل الأفكار ونشرها في الاوساط الحزبية، وتنظيم استشارة الرفاق في المنعطفات. وكل هذه التدابير ينص عليها النظام الداخلي للحزب، وهي تؤمن، حقاً وفعلاً، توجهاَ ديمقراطياً ونزعة تجديدية في حياة الحزب.
اننا، ونحن ننحو هذا المنحى، لا نريد ان نتناسى او نتجاهل تأثير بعض الحقائق:
اولاً: ان التجديد والديمقراطية ليسا اجراء فوقياً، او امراً ادارياً يصدر مرة وانتهى. بل هما عملية دائمة متطورة، تجري ممارستها كل يوم وكل شهر، وفي كل مناسبة حزبية. فما دامت الحياة متغيرة متطورة، فان من واجب الحزب ان يفحص ويدقق ويغني شعاراته وسياسته ومواقفه، وتدابيره التنظيمية واساليب نشاطه، تبعاً لتلك المتغيرات، والا فلن يكون مجددا ولا ديمقراطيا.
ثانياً: أن عملية التجديد والديمقراطية تواجه نزعات فكرية وسلوكية متباينة. لذلك فالى جانب البحث الجاد عن المستلزمات السليمة والشروط المبدأية العلمية الصحيحة لإجراء التغيير، يجب الانتباه إلى ما يلي: ليس كل تقليعة هي تغيير، وليس كل اجراء وسلوك مغاير هو تجديد. ولكي يكون التجديد تجديداً حقيقياً، فلا بد ان يراعي مجموعة من الاحكام والشروط والضوابط، التي يتوجب الاهتداء بها والتزامها، لكي يمكن تحقيق المرتجى من الديمقراطية. والا فسيعلن البعض الارتداد والتراجع تجديدا وتقدما!
أن عملية الديمقراطية والتجديد، تستهدف تأمين تطورالحزب وتقدمه نحو تحقيق اهدافه. وليس  على العكس تماما - التنصل عما هو جوهري وأساسي، مثلما حاول البعض .
نعم، فقد كان لدى البعض ميلان متطرفان وخطئان متميزان، الاول يتمثل في النزعة العدمية التي ترى في التجديد انقلاباً على كل ما هو اصيل وثابت وصحيح في الفكر، ولدينا امثلة على ذلك ومظاهر عديدة.
والثاني هو الاصرار بعناد متناهٍ على التمسك بالماضي "التليد"، دون تغيير او تبديل، واعتبار كل تحريك او تغيير في الشعارات والممارسات والاساليب، انحرافا وانتهازية وتخليا عن جوهر الماركسية.
هذا الصراع كان وسيبقى لفترات طويلة، وعلى الشيوعيين ان يجيدوا فن إدارته، بما يؤمن استمرار فعل الظاهرة الموضوعية، والحاجة الحتمية للديمقراطية والتجديد في حياتهم الحزبية والاجتماعية والخاصة.

ما الذي أضافه المؤتمر الخامس للحزب؟

جرت التغييرات داخل الحزب، في مؤتمره الخامس، على الصعيد الفكري اولا. فقد جرى تنقيح الكثير من المفاهيم.
"دكتاتورية البرولتارية" مثلا لم تعد صالحة في ظروف التعددية والديمقراطية التي سادت العالم. كذلك في الموقف من الديمقراطية. فقد كان هناك عمليا موقف متردد من ممارسة الديمقراطية السياسية، وحتى على مستوى الحياة الحزبية الداخلية. وبعد المؤتمر الخامس جرى في الممارسة اعتماد معايير اكثر سلامة في اختيار الكادر الحزبي. فلم تعد هناك هيئة لا تنتخب قيادتها، بدءاً من الهيئات القاعدية، وصولاً إلى اللجنة المركزية، التي جرى توسيعها بضم شخصيات وكفاءات جديدة ومتنوعة الى قوامها. وهي الآن اكثر انتظاماً في عقد اجتماعاتها وفي التشاور وتبادل الرأي.
كما أن مؤتمرات الحزب تعقد الآن بانتظام ووفقاً للنظام الداخلي، وهي منتظمة الموعد منذ المؤتمر الخامس حتى المؤتمر التاسع. وهذه المؤتمرات لا تقتصر اعمالها على انتخاب اللجنة المركزية فقط، وانما هي محطة واسعة للنقاشات الحية.
كما ان قضية التعامل مع من يحملون وجهات نظر مختلفة، أصبحت أكثر مرونة من السابق، حين كان ذوو الافكار والآراء المغايرة يعانون من نظرة سلبية او تحفظية. اما الآن فليس هناك من يعتبر وجود فكرة او رأي مختلف داخل الحزب، تهمة يجب ان يعاقب عليها صاحبها. إنما تجري مناقشته وتطرح المسألة للحوار الديمقراطي، ويؤخذ الرأي بقناعة اغلبية الرفاق. وفي الوقت ذاته تستوعب صحافة الحزب ونشراته الداخلية النقاشات المختلفة باحترام.
نعم، يمكن الان لأي رفيق شيوعي أن يمارس حقه في إبداء الرأي، على وفق الضوابط الحزبية التي يحددها النظام الداخلي، دون أن تجري مقاطعته أو تحريم رأيه أو الاساءة له، مثل ما كان يحصل في السابق.
كما جرى منذ المؤتمر الخامس، توزيع الكثير من الصلاحيات على الهيئات الحزبية الادنى، بما يساعد الحزب على انعاش الابداع والمبادرة وعدم احتكار القرار. ذلك ان الكثير من الصلاحيات كانت اللجنة المركزية تحصرها في يدها.
ويستعين الحزب الآن، من اجل ان يطور اداءه، بخبرة الاختصاصيين وتجربتهم عبر تشكيل الهيئات المختصة. فالقيادة الحزبية ليست كلية القدرة وغير عارفة بكل شيء، وانما هي بحاجة الى التشاور والاستئناس برأي المختصين. وهذا يعزز الرأي الجماعي والقيادة الجماعية.
باعتقادي أن مشاركة الرفاق في كل مفاصل العمل الحزبي، أصبحت اليوم اوضح مما كانت عليه في اي فترة من الفترات السابقة.

تطور الحزب.. والتشكيك

نحن نعتقد ان ممارسة منهج الديمقراطية والتجديد، ليست لحظة عابرة وانتهت، إنما هي عملية متطورة، تبعاً لتطور الحاجات الحياتية وتطور الوعي والثقافة، مع ضرورة اختبار بعض الاساليب وفحص جدواها وفاعليتها. فهذه كلها تساعدنا على تطوير وتحديث ما اعتمدناه قبل سنين، وليس هناك موقف قاطع يقول أن ما سبق ان قلناه يبقى صحيحا ولا صحيح غيره.
وليس غريباً ونحن نقوم بهذه العملية الضرورية، أن نواجه مواقف مختلفة بضمنها المتشككة. وهذه المواقف تأسست ضمن ظروف معينة، لا تريد أن تتبصر بتعمق في دراسة الجديد من الافكار والممارسات، والاستفادة منه، فهي مواقف تقوم على أحكام مسبقة، ويصعب اقناع اصحابها بغير ما هم مقتنعون به. وما زلنا نعاني من كون قسم من الرفاق او أصدقاء الحزب، يعتبرون رأيهم هو الصحيح وما عداه خطأ في خطأ، وإذا لم يؤخذ برأيهم فلا ديمقراطية، وهذا ما يصعب التعامل معه.
نحن نتعامل في اطار مؤسسة حزبية؛ في إطار تنظيم له اهداف سياسية واجتماعية بعيدة المدى، لذا لا يمكن ان نتفهم القول بأنه اذا لم يجر تجسيد هذا الرأي الشخصي أو ذاك الرأي للاقلية، فأن الديمقراطية غائبة عن الحزب. علماً بأننا نتعامل، كما اسلفت، بأحترام مع رأي الاقلية، ونوفر لها الحق والامكانية لاثبات صحة موقفها.
لهذا أقول أن من يرغب في تلمس ما جرى في تنظيمنا الحزبي من تطور، يصعب عليه تحقيق ذلك وهو يتفرج من الخارج. وان من ينخرط في العمل الحزبي، سيلمس لمس اليد التوجه الجاد لبناء ممارسة ديمقراطية صادقة وحقيقة، ديمقراطية لتطوير الحزب ونشاطه وفكره.
اما المتفرج من بعيد، والذي لا يتابع ما يجري حقاً وفعلاً في الحزب، ولا يقرأ وثائقه، ولا يستمع الى ما يدلي به قادته، ولا يتابع صحافته.. فكيف له ان يأتي بملاحظات دقيقة عن حياة الحزب الداخلية؟
على كل حال، نحن طورنا ما يمكن تطويره في الحزب، ولا نقول أننا وصلنا إلى نهاية عملية التطوير، لكن التطور عملية نسبية تقاس بما كان، ونحن نواصل السعي الى الامثل. وتبعاً لتطورات الوضع والامكانيات والظروف، سنطور من ممارساتنا.
أن عملية الديمقراطية والتجديد داخل الحزب، لم ترتبط بفعالية معينة او بفترة زمنية محددة. فخلال تهيئة مستلزمات التغيير في الفترة التي سبقت المؤتمر الخامس، تفاعلنا واختلفنا وتباينّا، وصدرت عن قيادة الحزب وثائق، وجرت فعاليات حزبية عامة واجتماعات موسعة، من اجل تطوير آليات عمل الحزب. ومن يعود الى وقائع تلك الفترة، الموثقة في مجلة "الثقافة الجديدة"، يرى النقاش على حقيقته، وكم كان واسعاً ومتشعباً، حتى وضعنا مشروع البرنامج ومشروع التقرير السياسي ومشروع النظام الداخلي، ووزعناها مسبقاً على الهيئات الحزبية، التي ناقشته? طيلة أكثر من سنة. وحتى في المؤتمر الخامس تجلت التباينات. فقد استمر انعقاده 15 يوما، كانت النقاشات تجري خلالها ليل نهار، وفي اطارها كان يجري الصراع بين التجديد والديمقراطية من جهة، والتمسك بالقديم وبالتقاليد والمفاهيم القديمة من جهة ثانية. وفي آخر المطاف جرى التوافق والاتفاق على الخروج من المؤتمر بوجهة جديدة وافقت عليها الاغلبية، ليتحقق هذا النهج الذي نفتخر به اليوم.
كانت العملية صعبة اذن، ووصل الأمر ببعض الرفاق المعترضين من الكادر الحزبي، أن امتنعوا عن الترشيح للجنة المركزية، واختاروا الابتعاد عن ممارسة النشاط الحزبي بسبب عدم قناعتهم بالتغيير. ولكن كثيرين منهم عادوا لاحقا وبالتدريج إلى ممارسة النشاط الحزبي والنضالي. نعم، لم يكن الأمر سهلاً، فقد كنا نواجه دكتاتورية سافلة تسعى بدأب الى تمزيق الحزب وشق صفوفه، وراحت تبحث عمن يتعاونون مع اجهزة مخابراتها او يتأثرون بها، للإساءة الى نهج الحزب الجديد. لكنها فشلت، وكان ذلك مفخرة للشيوعيين الذين كانوا يشعرون بالمسؤولية أمام ا?وطن المستباح وكرامة المواطن المنتهكة. والشعور بالمسؤولية يتطلب التماسك والتآزر ووحدة الصف، في مواجهة مستحقات الظروف السياسية التي كنا نعيشها.
كان هناك كثيرون من المناضلين الشيوعيين واصدقاء الحزب، ممن لم تتوفر لهم فرصة التعرف الكامل على ما جرى في اطار الحركة الشيوعية العالمية، وفي داخل الحزب الشيوعي العراقي. وكانوا محرومين من نعم الثقافة ومن ثمار الصراع الفكري العالمي بايجابيه وسلبيه، بصحيحه وخاطئه، بما هو علمي وما هو غوغائي، وذلك بفعل الحصار الذي فرض على العراق نتيجة سياسات النظام المباد، وهو لم يكن حصاراً اقتصادياً مجردا، وانما كان فكرياً ايضا وثقافياً.
لهذا واجهنا ونحن نعيد بناء تنظيمات حزبنا داخل الوطن، مهمات بالغة الصعوبة، اولها مهمة التعامل مع الاوضاع الجديدة في ظل الاحتلال، وإعادة الثقة الى نفوس ابناء شعبنا والقوى السياسية الحليفة، من أجل ان يوحدوا جهودهم لإنهاء الاحتلال، ولاستعادة السيادة والاستقلال. وهذه المهمة الكبيرة والثقيلة، كانت تحتاج إلى جهد فكري استثنائي.
كان علينا ونحن نعيد بناء تنظيمات حزبنا، ان نثقف جمهورنا أيضاً، وان نزيل مفاهيم عفا عليها الزمن، ونرسخ مفاهيم جديدة اثبتت الحياة سلامتها وضرورتها لحياة الحزب، حتى يستطيع ان يقوى ويمتد ويستمر في تعامله مع الواقع العام ، وفي ظل اجواء غاية في التعقيد والصعوبة.