اعمدة طريق الشعب

لا حياة لمن تنادي / كفاح محمد مصطفى

( 2 )
توازن :
تحت عنوان توازن كتب في هذا العمود بتاريخ 8 كانون الاول 2010 ما يلي: تطالب بعض النخب السياسية المتنفذة بتحقيق التوازن في اجهزة الدولة ومؤسساتها والتوازن من وجهة نظرها هو توازن في تقسيم كعكة السلطة والجاه والنفوذ والامتيازات فيما بينها. اما التوازن الذي يطالب به شعبنا المظلوم فهو التوازن بين ميزانية الدولة وبين الخدمات الاساسية المقدمة فعلاً فقد بلغت ميزانية العراق العام الحالي 72 مليار دولار وهي تتجاوز ميزانية 4 دول عربية مجتمعة هي سوريا والاردن ولبنان واليمن وما زال المواطن المظلوم يحلم بالحصول على اصغر وحدة سكنية صالحة للسكن وعلى اقل ما يمكن من الطاقة الكهربائية وعلى حد ادنى من الاجور تتناسب مع مستوى اسعار السلع الضرورية.
ان التوازن الذي ينشده المواطن المظلوم هو التوازن بين رواتب ومخصصات وامتيازات كبار المسولين في الدولة وبين رواتب صغار الموظفين والمتقاعدين والعمال هو التوازن بين الدرجة الوظيفية وبين مؤهلات وكفاءة ونزاهة واخلاص من يشغلها وليس قربه من هذا الحزب او ذاك، او هذا المسؤول او ذاك، هو التوازن بين اقوال المسؤولين وافعالهم، هو التوازن بين استعداد معظم المسؤولين للظهور في جميع الاوقات في القنوات الفضائية، واختفائهم الدائم عن انظار من يحتاجهم فعلاً من المواطنين لطرح مشاكلهم ومعاناتهم بشتى الحجج والذرائع، وتوازن الخدمات بين ما يسمى بالاحياء الراقية وبين الاحياء الشعبية.
نتمنى ان لا يُفقد بريق السلطة والجاه والمال توازن القوى السياسية المتنفذة المبدئي والوطني والانساني والحضاري وذلك اضعف الايمان، نعم اضعف الايمان.
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 8 كانون الاول 2010 ولكن وآه من ولكن، بريق السلطة والجاه والنفوذ والمال جعل القوى السياسية المتنفذة تفقد توازنها المبدئي والوطني والانساني والحضاري مع الاسف الشديد، وخاضت صراعاً بلا حدود على السلطة والجاه والنفوذ والمال وأوصلت بلادنا الحبيبة الى هذه الاوضاع الخطرة جداً والحرجة جداً والحساسة جداً.