اعمدة طريق الشعب

جسر الجادرية والاختناق المروري المستمر / مهدي العيسى

أفضى نهج المحاصصة المقيت الذي انتهجته الحكومات بعد 2003، إلى تبوؤ عناصر غير كفوءة معظم مفاصل الدولة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية. ويمكن وصف البعض من هؤلاء بالأميين أن جاز لنا التعبير، لعدم إلمامهم بالجانب التقني من حيث الكفاءة المهنية والنزاهة في مجال المسؤولية المناطة بهم، حتى صار البعض منهم كذاك الذي قيل بحقه «إن حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد»، لعدم امتلاكه الحد الأدنى من مقومات الكفاءة.
ما يهمنا في هذه المقدمة القصيرة، هو وصف حجم المعاناة اليومية للآلاف من المواطنين بسبب الأزمة الخانقة للنقل عبر «جسر الجادرية» في بغداد، والتي تطرقنا إليها مراراً، ولكن بلا حلول من قبل المعنيين، لا ترقيعية ولا جذرية. حيث يستعصى على الطلبة الوصول إلى كلياتهم في الوقت المحدد بسبب الزحام، وبالتالي يتعذر دخولهم المحاضرة الأولى، أو أداء الامتحان خلال هذا الوقت الضائع. وكذلك يصعب على الموظفين الوصول إلى دوائرهم قبل أن يرفع جهاز بصمة الحضور، وكذا الحال مع أصحاب المهن الحرة الذين لا يستطيعون الوصول إلى مواقع عملهم لضمان توفير سلة غذاء عائلاتهم. فنرى الكثيرين منهم يسلكون هذا الطريق سيرا على الأقدام لتجاوز الزحام، خلال ايام الشتاء الباردة والممطرة وأيام الصيف اللاهبة وللأسباب ذاتها. وبعد ان عجزنا ونحن نناشد المسؤولين حل هذه المشكلة، وادركنا فشلهم في إنهاء معاناة الناس هذه، نتقدم بمناشدتنا إلى مجلس الوزراء، وندعوه إلى التعاقد مع الخبراء الأجانب لفض هذا الاختناق عن الجسر، وجعله سالكا لا يستغرق وقت عبوره سوى دقائق معدودة، وليس كما هو عليه الآن، إذ يستغرق العبور من ساعة إلى ساعة ونصف الساعة بالتمام والكمال. ولكن شريطة أن توشح صدور بعض المسؤولين بكلمة «فاشل» لعجزهم عن إيجاد الحلول الجذرية لمعاناة الناس طيلة عقد ونصف العقد بعد التغيير، واكتفائهم بمحاباة الفاشلين كونهم من هذا الحزب أو ذاك.
وفي مناسبة قرب حلول العطلة الصيفية وتعطيل دوام الجامعات والمدارس، نأمل أن يستثمر هذا الوقت في حل مشكلة الزحام اليومي الخانق في «جسر الجادرية» وغيره، لكي يكون جاهزا عند حلول العام الدراسي الجديد 2017